قال مسئولون أمريكيون بالأمن القومي، إن الولاياتالمتحدة وحلفائها لا يملكون دليلاً دامغاً علي أن الرئيس الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة بدمشق. وقال المسئولون ، الخميس 29 أغسطس ، إنه وفقاً لتقديرات سرية للمخابرات ولتقرير لم يكشف عنه بعد يلخص معلومات المخابرات الأمريكية تجاه الهجوم المزعوم ، يوم 21 أغسطس، فإن وكالات أمريكية على ثقة كبيرة بأن قوات الحكومة السورية شنت الهجوم، ومن ثم فان قوات الأسد تتحمل المسؤولية. لكن مسئولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم قالوا إن الدليل لا يثبت أن الأسد أمر شخصياً باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال المسئولون إن الدليل على مسؤولية القوات الموالية للأسد عن الهجوم تجاوز الأدلة الظنية وإنه يشمل تسجيلات الكترونية وبعض العينات العلمية التجريبية من المنطقة التي تعرضت للهجوم. وصرح مساعدون في الكونجرس بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال جيمس وينفلد جونيور، سيشتركون مع مسئولين أمريكيين كبار في إطلاع قيادات في الكونجرس على الموقف في سوريا وتقديرات أجهزة المخابرات المعنية. وذكر المساعدون إن إحاطة الكونجرس بالموقف ستتم من خلال اتصالات هاتفية عبر الانترنت لأن الكثير من الأعضاء يقضون عطلتهم الصيفية. وقال المساعدون إن الإحاطة كان من المفترض أن تكون سرية لكن أعضاء كثيرين في الكونجرس لم يتمكنوا من الحصول على خطوط هاتفية آمنة تناسب سرية المعلومات. ولم يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد قرار شن عمل عسكري ضد سوريا لكنه لم يترك مجالاً للشك في أن السؤال ليس هو ما إذا كان سيعاقب الأسد على الهجوم وإنما متى يكون هذا العقاب. واشتكى بعض أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري بل وبعض الديمقراطيين أيضاً من أنهم لم يستشاروا كما ينبغي بشأن سوريا. وستتضمن الإحاطة رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب ورؤساء لجان الأمن القومي والأعضاء البارزين فيها مثل لجان العلاقات الخارجية والمخابرات والقوات المسلحة. وأدلى متحدثون باسم الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي، بتصريحات تؤكد على نحو متزايد استخدام أسلحة كيماوية في سوريا وتقول إن قوات الأسد هي المسئولة عن ذلك وليس المعارضة. وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "كان هجوما ضخما وواسع النطاق، ومتعدد الأوجه على منطقة واسعة باستخدام صواريخ وأنظمة توصيل معقدة للغاية جرى تزويدها بأسلحة كيماوية ، فهناك طرف واحد في سوريا يملك القدرة على فعل هذا وهو نظام الأسد." وأضافت أن المسئولين الأمريكيين "يحملون في نهاية الأمر بالطبع الرئيس الأسد مسؤولية استخدام نظامه للأسلحة الكيماوية ضد شعبه بغض النظر عن المسئولين عن القيادة والسيطرة." وتقول مصادر أمنية أمريكية ومصادر مقربة من حكومات حليفة، إن الأدلة تشير إلى أن القرار الأولي باستخدام أسلحة كيماوية ربما صدر من قائد ميداني وليس في شكل أمر من أعلى مستويات الحكومة السورية. وفي مذكرة نشرت، الخميس 29 أغسطس ، قالت لجنة المخابرات المشتركة التابعة للحكومة البريطانية "فوض الرئيس الأسد قادة كبار في النظام ربما بالتصريح باستخدام الأسلحة الكيماوية ولكن أي تغيير متعمد في نطاق وطبيعة الاستخدام يتطلب موافقته." وذكر مسئول أمريكي سابق وخبير في شؤون المنطقة طالباً عدم ذكر اسمه إن من بين الاحتمالات أن يكون القائد الميداني السوري المسئول عن تمشيط المنطقة ربما أصدر القرار الأولي باستخدام الأسلحة الكيماوية تحت ضغط من رؤسائه قبل أن يرسل القوات البرية. واعترضت المخابرات الأمريكية اتصالات بين المسئولين في القيادة المركزية وفي الميدان تناقش الهجوم. وقالت مصادر مطلعة إن الاتصالات لا تورط الأسد ولا حاشيته بوضوح في إصدار الأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية. وأضاف أحد المصادر أن خبراء أمريكيين يقولون إن المادة الكيماوية التي يرجح أنها استخدمت في الهجوم هي غاز السارين لكن الأدلة العلمية التي تثبت هذا مازالت ناقصة.