ولدت في مجتمع له قواعده المعروفة في الكتابة، مجتمع غالبا ما يقدم العواطف علي كل شيء، لا يعترف بوجود النساء في الوسط الأدبي. "جين اوستن" .. تعتبر من أفضل الروائيين البريطانيين في العصور الوسطى، ولدت لأب "قس" وأم "ربة منزل" ، وعلى الرغم من أنهما لم يملكا الكثير من الأموال إلا أنهم وأطفالهم كانوا عائلة سعيدة وعاش أطفالهم حياة طبيعية.. بدأت "أوستن" حياتها كروائية مشتته الأفكار، فكتبت بعض المسودات والرسائل لتصنع منها رواية، لكنها لم تنهي أيٍ منهم وتركتهم، لتؤلف كتابا آخر .. لم تكن "أوستن" تضع اسمها على مؤلفاتها للعديد من الأسباب أهمها على الإطلاق أن المجتمع لم يكن ينظر للمؤلفين على أنهم سيدات من الأصل، وأحيانا كانت تطولهم العديد من الشائعات عن حياتهم الاجتماعية، لذلك لم تستخدم جين اسمها قط على أغلفة أيٍ من روايتها لكن الجميع كان يعلم أنها الكاتبة، فقد كان بمثابة السر الذي يعلمه الجميع ولا يتحدثون فيه. تميزت "أوستن" بأسلوبها الذي كان يهتم بالحياة والأشخاص بتعقيداتهم المختلفة، فبدلا من الحديث عن "الحرب" التي عاصرتها على سبيل المثال، كانت تتحدث عن المشكلات التي تواجه الأشخاص في حياتهم اليومية، وما قد تشعر به الفتاه أثناء رحلة بحثها عن الزوج المناسب وحب حياتها.. استخدمت "أوستن" كثيرا الطريقة الساخرة في معالجة العديد من القضايا الاجتماعية ، فلم تكن تحب طريقة الارستقراطيين في التعامل مع الحياة العاطفية وكيف أنهم يقضون الكثير من الوقت في التفكير في مشكلات لا تستدعي ذلك.. عُرض على "أوستن" العديد من الزيجات الأرستقراطية، لكنها كانت ترفض دائما لأنها لم تشعر بالحب تجاه أي منهم، وقد قالت في إحدى المرات، أنها يمكن أن تواجه أي شيء في الحياة من مرض أو مشكلات، لكنها لا يمكن أن تتزوج بدون حب، وبالفعل لم تتزوج طوال حياتها وحتى ماتت. من أشهر ما كتبت "أوستن" "،"كبرياء وتحامل، إيما، العقل والعاطفة، الإقناع"..، وعندما وصلت الكاتبة البريطانية إلى سن الأربعين شعرت ببعض التعب، لكنها لم تهتم بذلك، مما جعل المرض والألم يزيد عليها حتى توفيت متأثرة به.. لم يعتبر الكثير من الأدباء الذين جاؤوا بعد ذلك أن "أوستن" أنتجت ما يستحق الدراسة، لكنهم أدركوا فيما بعد قيمة ما أعطته للأدب البريطاني، وما أحدثته في الكثير من الأدباء الذين ساروا على خطاها في الحبكة والأسلوب..، كما أعادوا نشر رواياتها بعد ذلك ولكن بوضع اسمها عليه هذه المرة.