قال نشطاء إن قوات المعارضة السورية المسلحة تقدمت في بلدة خان العسل الشمالية السبت 20 يوليو، وبدت قريبة من السيطرة علي واحدة من آخر البلدات الباقية تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في الجزء الغربي من محافظة حلب. ويحاول الجيش السوري حشد قواته ببطء حول المحافظة لاستعادة السيطرة على مدينة حلب التي كانت العاصمة التجارية لسوريا. وحتى الآن تعطل الهجمات المضادة من جانب المعارضة المسلحة تقدم قوات الأسد التي حققت سلسلة من الانتصارات في مناطق أخرى في سوريا وامتلكت زمام المبادرة في ميادين القتال بعد أكثر من عامين من الحرب. وفي منطقة أخرى في شمال سوريا شنت قوات الأسد هجمات جوية مكثفة لليوم الثالث على بلدة سراقب في محافظة ادلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه بحلول المساء كانت الطائرات الحربية قد نفذت 12 غارة على البلدة. وتشير التقديرات المبدئية إلى مقتل خمسة اليوم السبت ثلاثة منهم أطفال. وادلب وحلب محافظتان في شمال سوريا تحولتا إلى معقلين للمعارضة المسلحة التي تقاتل لإنهاء أربعة عقود من حكم أسرة الأسد. ولم يتضح بعد سبب استهداف سراقب بهذه الكثافة لكن بعض النشطاء في المنطقة يقولون أن ما يجري انتقام من المعارضة بعد سيطرتها على نقطة تفتيش قريبة تابعة للجيش. ورجح آخرون ان يكون الجيش يحاول ضرب المناطق القريبة من طريق حيوي يؤدي إلى حلب بغرض تشتيت المعارضة المسلحة بما يسمح له بإمداد قواته. وتحاصر قوات المعارضة المسلحة المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب كبرى المدن السورية. وتشهد حلب مواجهات دامية منذ شنت المعارضة المسلحة هجوما على المحافظة العام الماضي. وأدت الانتفاضة المسلحة التي بدأت باحتجاجات شعبية إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ مارس 2011 كما أدت إلى تدمير بنايات تاريخية وأثار في أنحاء سوريا. وبدأت قوات الأسد هجوما قبل أكثر من شهر عندما استعاد الجيش بدعم من ميليشيا حزب الله اللبنانية السيطرة على بلدة القصير بالقرب من لبنان والتي تقع على خطوط الإمداد بين دمشق وساحل البحر المتوسط. وشنت القوات السورية وقوات حزب الله الموالية لها هجمات قوية على جيوب المعارضة حول دمشق ومناطق أخرى في محافظة حمص بوسط سوريا في إطار إستراتيجية لتعزيز السيطرة على حزام من الأراضي بين العاصمة ومعقل طائفة الأسد على ساحل البحر المتوسط قبل التركيز على مناطق أخرى. وبينما يبدو أن القوات السورية تقترب من تحقيق هذا الهدف في حمص وعلى أطراف العاصمة فلم تحقق هذه القوات نتيجة تذكر ناحية الحدود الشمالية والجنوبية حيث تملك المعارضة المسلحة الغلبة. وحقق الجيش السوري مكاسب في المناطق الريفية حول دمشق لكنه واجه سلسلة من التفجيرات التي نفذتها المعارضة داخل العاصمة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي العادة تستخدم المعارضة المسلحة السيارات الملغومة وغيرها من المتفجرات لاستهداف مناطق ليس لها فيها وجود قوي. وأصاب انفجار قنبلة بدائية الصنع حيا بوسط دمشق السبت وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصا واحدا قتل في الانفجار وأصيب عدد آخر. وقال نشطاء أيضا إن عددا من الصواريخ أصاب ساحة العباسيين في المدينة مما تسبب في خسائر ببعض البنايات. وتحقق قوات المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة تقدما بسيطا وإن كان مستمرا في محافظة درعا في الجنوب بفضل زيادة الأسلحة القادمة إليها من جهة الأردن. وقال نشطاء في حلب بالقرب من الحدود التركية انه يبدو أن متشددين إسلاميين بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة يقودون المعركة للسيطرة على خان العسل. وتشعر القوى الغربية مثل الولاياتالمتحدة بالانزعاج بشأن تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة خاصة منذ تعهدت واشنطن بتقديم الدعم العسكري لخصوم الأسد. ولم تقدم الولاياتالمتحدة دعما عسكريا بعد للمعارضة السورية لتعثر خطة التسليح في الكونجرس الأمريكي. وقال ناشط معارض طلب عدم نشر اسمه "ربما يحاول الإسلاميون الابتعاد عن دائرة الضوء. أنهم يعيدون التجمع ويطلقون على أنفسهم أسماء جديدة بالأرقام مثل الكتيبة التاسعة وهكذا. لكنها نفس الجماعات الإسلامية الأصولية مثل دولة العراق والشام الإسلامية أو الجبهة الإسلامية لتحرير سوريا." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية ردت على تقدم المعارضة في خان العسل بسلسلة من الغارات الجوية في المنطقة أشعلت النار في حقول قريبة. وقال المرصد إن 12 جنديا على الأقل من الجيش السوري وأربعة من قوات المعارضة المسلحة قتلوا.