قال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة د.عصام العريان أن أهم ما أثبتته الحشود المتقابلة اليوم هو أن هناك قوة تستطيع الحشد في مواجهة التيارات الإسلامية ،هذه القوة الشعبية اعادت تنظيم نفسها وهى تحالف واسع من رجال اعمال وأعضاء سابقين فى الحزب الوطنى وضبط أمن تركوا عملهم وجموع غاضبة وساخطة لأسباب عديدة وقلة من تيارات سياسية لم تكن قادرة من قبل على حشد 10% من هذه الحشود. وأضاف السؤال الأهم :هل تقدر هذه القوى على التماسك حتى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ وهل تملك قدرة على إبقاء هؤلاء فى الميادين 10 أيام؟. وأضاف أنه لو أرادت القوى الإسلامية التى أعلنت( التحالف الديموقراطى الوطنى ) الحوار والتفاهم مع تلك الجبهة العريضة، فهل تجد قيادة على استعداد للحوار والمصالحة الوطنية؟ وهل تضم تلك القيادة المنافسة رموز الأحزاب الحالية الذين يعلم الجميع ضعف أحزابهم وعدم قدرتهم على الحشد ؟!. وذكر نائب رئيس الحرية والعدالة اذا انتهى اليوم بعدم سفك دماء - كما حدث بفضل الله- حتى الآن، فإن الديموقراطية والتحول الديموقراطى يكون حقق مكسبا كبيرا،لأن هذه الحشود لا بد أن تترجم نفسها فى تعبير سياسى ديموقراطى عبر الصناديق والاقتراع. وأضاف سنكون أمام حزبين كبيرين أو جبهتين تتداولان على السلطة فى مصر شرط احترام القواعد الديموقراطية والدستورية وعدم الانقلاب عليها وعدم إقصاء أحد. وأوضح العريان أن هناك رابحون اليوم وهناك خاسرون فالقوى الإسلامية ربحت استعادة قدرتها على حشد الملايين وتماسكها الواضح ووضوح موقفها من الالتزام بالديموقراطية والشرعية واحترام إرادة الشعب كما يعبر عنها فى صناديق الاقتراع.البعض خسر باعتزاله خشية فتنة منعها الحشد والحشد المضاد. أكد أن مناصرى النظام السابق وانصار شفيق كسبوا بظهور قدرتهم التنظيمية واختبائهم خلف واجهات شبابية وسياسية فى الغالب سيتخلون عنها اذا بدأت مصالحة حقيقية، وسيطلبون ان يكون المصالحة معهم وليس عبر وسطاء بعد أن نجحوا فى انتزاع اعتراف بعض من ثار ضدهم بحقوقهم الوطنية. وأوضح أن هناك احزاب خسرت لم تقدر حتى الآن على بناء نفسها وأضاعت الوقت والجهد فى مناكفات ولم تستوعب قواعد الديموقراطية واعلنت عدم احترامها لدستور وافق عليه الشعب ورفضت الحوار باصرار ولن تستطيع العودة إليه لأن فى ذلك مزيد من الخسارة. وقال العريان لقد عدنا إلى أيام عبد الناصر والسادات ومبارك ، نظام قديم كان فى الحكم ستين سنة يسانده الجيش والأمن وتدعمه قوى خارجية تحول الى معارضة سياسية وشعبية ،فى مواجهة التيارات الإسلامية وفى القلب منها ( الإخوان المسلمون ). وأكد العريان أن الجيش كسب احترام الجميع وابتعاده عن الانغماس فى الحزبية والعمل السياسى والتزامه الشرعية الدستورية. أما الشرطة كسبت وخسرت،كسبت عدم تعرضها للمتظاهرين لكن خسرت انحياز بعض ضباطها لعمل سياسى وضعف البعض عن منع العنف الذى حدث فى الأيام السابقة وتواطأ القلة مع البلطجية. البلطجة لن يكون لها بعد ذلك مكان اذا تحققت مصالحة وطنية حقيقية تقود إلى انتخابات برلمانية تستعيد توازن القوى وتعمل على تعديلات دستورية لصالح الوطن. وأوضح أن الرئيس استطاع أن يحتفظ بهدوئه وأعلن انه مع الشرعية الدستورية وسيستكمل التحول الديموقراطى وسيفعل لجنة المصالحة الوطنية ولجنة التعديلات الدستورية ،وينتظر ملايين المصريين منه الكثير خاصة فى تحسين أحوالهم الاقتصادية والمعيشية وتحقيق مطالب الشعب لاستعادة الهدوء بعد أيام عصيبة. وأشار الى أن البورصة كسبت ،ولم تحدث حرب أهلية،وحفظ الله دماء المصريين ، ولم ينهب سارق البنوك،وفشل إعلام الفتنة فى إثارة رعب الناس.