"سامحونى الحياة اصبحت لا تحتمل " بتلك الرسالة أنهت المغنية الشهيرة المصرية الإيطالية "داليدا" حياتها حيث تناولت كمية كبيرة من الأقراص المنومة ونامت إلى الأبد رحلت داليدا ورغم رحيلها ما زالت تطل فى ذكراها اليوم 3 مايو1987على كل العالم فقد أسعدت الملايين لكنها غادرت الحياة منتحرة حزينة وتمر الأيام وتنتهى القصة قصة داليدا التى لاتموت ولدت " دليلة " التى تحولت إلى" داليدا" فى 17 يناير "1933" بالقاهرة بحى شبرا لأبوين من المهاجرين الإيطاليين الاسم الحقيقى لها هو " يولاندا كريستينا جيجليوتى " فهى عربية المولد إيطالية الأصل فرنسية الشهرة وأصولها تعود إلى جزيرة كالابريا فى جنوب إيطاليا وهاجر أجدادها إلى مصر طلبا للرزق كما كان حال الكثير من الاجانب فى بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر والهروب من الحرب فى بلادهم ولها أخوين هما " أورلاندو . و برونو" عاشت داليدا اليتم فى سن الثانية عشر من عمرها بعد وفاة والدها عازف الكمان الجيد فى فرقة الأوبرا و وفي السادسة عشر من عمرها. أجرت عملية دقيقة لعينيها حيث كانت تعانى من الحول جعلتها تعيش في ظلام كامل أربعة أيام قال عنها الممثل الفرنسى الشهير" ألان ديلون" معبود النساء بفرنسا أنها رائعة مثل ملكة مصرية قديمة ويذكر ان" ألان ديلون" واحد من أصدقائها المقربين جدا وظهر صوته مغنيا معها كنوع من التكريم لفنها وجمهورها فى كل انحاء العالم والذى اشترى ثمانية ملايين أسطوانة لها كانت داليدا تتمتع بجمال نقي وشفاف وقوام ممشوق الأمر الذي جعلها توافق على المشاركة في مسابقة لجمال مصر في عام 1955 وكان عمرها حينها 21 عاما وفازت بلقب أجمل فتاةوغنت تسع لغات العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والأسبانية والألمانية . تعلمت العزف وأخذت دروساً في الغناء، لكن حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة لم يفارقها، لاسيما بعد أن سمعت بأنه كانت لديها قريبة هي الممثلة الإيطالية "الينور دوز". وبسبب الظروف المعيشية الصعبة أخذت داليدا دروس فى الألة الكاتبة وعملت سكرتيرة بإحدى شركات الأدوية. وبدأت داليدا التمثيل فى فيلم امريكى كان يصور فى مصر كدوبليرا لممثله امريكية هى ( جوان كولين ) وكان معها فى هذا الفيلم ممثل لبنانى شهير وهو عمر الشريف الذى كان اسمة فى هذه الفترة ميشيل شلهوب ، في هذه التوقيت تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، واستغرب لتصرفها لاسيما انه كان يتصور انه على علاقة حب معها، وقررت بعدها السفر الى باريس بحثا عن الشهرة، وكانت قد قابلت ( هنرى فيدال ) الرجل الذى وعد بمساعدتها ولكنها علمت انه يتعامل مع المنتجين يصنعون أفلاما ضعيفة،فتركته وذهبت بنفسها الى الوكالات المختلفة التى تبحث عن المواهب للحصول عن فرصة لها، لكن المتقدمين كانوا أكثر مما تصورت. أخذت تبعث برسائل لوالدتها في مصر تشرح لها كل ما يجري، فتمنت الأم أن تعود ابنتها إلى مصر ثانية، لكن داليدا لم تعترف بالهزيمة مطلقاً.. وفي النهاية لم يكن لديها خيار سوى العودة وذلك بعد نفاذ المال منها توجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة عودة إلى القاهرة فلمحها رجل يدعى (رولاند برجر)، هذا الرجل أعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع انها لابد ان تكون تملك مواهب بحاجة لمن يكتشفها.. فتقدم إليها وتعرف بها.. كان الرجل مدرباً للصوت، فتطورت علاقتهما واقنعها بالغناء وان تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وان الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة، لم تتقبل الفكرة، لكن الرجل استمر باقناعها حتى وافقت.. فبدأ باعطائها دروساً في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثته من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، وغنت في الكباريهات الفرنسية . مالك الكباريه قرر أخيراً ان يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والاثارة والتقت داليدا فى هذا الكبارية ب"الفريد “، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر.حيث قال لها الفريد بأن اسمها"داليلة “ غريب وعدواني بعض الشيء وعليها ان تغيره لم تستوعب داليدا الفكرة فهي منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار"داليلة “ وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي"يولاندا“ مع الاسم الذي تحبه"داليلة “ وكانت النتيجة "داليدا“ ذات مساء اعتلت المسرح فشاهدت شخصاً مهماً كان يجلس مع اصدقائه وتعرفت عليه بسرعة مما سبب لها مزيجاً من الفرحة والخوف كان هذا الرجل يدعى"برونو “ مدير اولمبيا أشهر قاعة موسيقى في باريس كان برونو يبحث عن مواهب جديدة وشابة فرأت فيه فرصة عمرها، فأدركت ان عليها ان تكون في أفضل حالاتها على المسرح حتى يلاحظها فغنت بشكل رائع لدرجة ان برونو قطع محادثته مع الاصدقاء وبقى يسمع بأذنيه ذاك الصوت المميز فأخرج ورقة وكتب عليه اسمها وهي تشاهده من بعيد ولما تركت المسرح أحست بأثارة وانتظرت اتصالاً منه فقد كانت متأكدة انه اعجب بغنائها ورغم شهرة داليدا الا ان حياتها الخاصة اشبة بمسرحية ماساوية منذ بداليتها الى نهايتها فقد تزوجت مرتان واحبت مرتان وانتحر ثلاثه ممن احبتهم بعشق لدي داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة أشهرها" أحسن ناس " و "يا مصطفى يا مصطفى" وحصلت على ألقاب وأوسمة كثيرة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا. وفي مجال التمثيل لديها (12) فيلما.منها "وسيجارة وكاس" مع سامية جمال و "قناع توت عنخ امون" و "يوسف وإخوانه " و "اليوم السادس " إخراج يوسف شاهين وفى سنة 1987 توفيت الفنانه داليدا منتحرة بجرعة زائدة من الاقراص المهدئة بعد ان تركت رساله تحمل سامحونى الحياة لم تعد تحتمل ودفنت فى مقابر المشاهي بباريس وقد أثار قبر "داليدا " ضجة كبرى حينها بين مصر وفرنسا وقال أحد المسؤلين الفرنسيين لو مصر تعطينا منارة الإسكندرية التاريخية وهى تعد من عجائب الدنيا السبع لكى تدفن داليدا بمصر لرفضنا هذا الطلب وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد. وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في العام 2001. وحتى الآن ما زال الكثيرون يرددون أغانيها الجميلة بشغف، فقد احتلت قوائم أفضل عشر مغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين