قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. رشاد البيومي، أن من يريد استدعاء القوات المسلحة للمشهد السياسي مرة أخرى هو الفاشل شعبيا والذي لا يستطيع أن يفرض وجوده في الشارع السياسي ويستسهل الطريق. وأضاف – في حوار له بجريدة الشرق الأوسط، الأحد 14 أبريل- أن من يريد ذلك يكون قد خان الثورة والشعب، لأنه يريد إنهاك الجيش في غير ما أنشئ من أجله، فالجيش معني بحماية الحدود والأمن القومي للبلاد وهو له مكانة كبرى في نفوس كل المصريين، ويجب أن يكون في معزل عن الصراعات السياسية حتى يؤدي مهامه الأساسية. وأوضح أن مهمة حماية المنشآت والأفراد في الأساس هي مهمة الشرطة وهي المسئولة عن ذلك وفقا للقانون والدستور، ولكن في حالة عدم وجود الشرطة أو تأخرها فمن حق كل مواطن أو هيئة أو مؤسسة الدفاع عن نفسها والحفاظ على ممتلكاتها ومقدراتها، وإذا تجاسر أحد وهم باقتحام بيتي فأنا مطالب شرعا وقانونا بالتصدي له بكل حزم وبكل ما أوتيت من قوة. وأشار إلى تغير المشهد السياسي كثيرا في مصر بعد الثورة، قائلاً:"أصبح لدينا لأول مرة في تاريخ مصر رئيس مدني منتخب انتخابا حرا ونزيها، وأصبح لدينا مؤسسات منتخبة ودستور جديد وارتفع سقف الحرية لأقصى درجة، وهناك خطوات جادة وحثيثة لإعادة بناء ما أفسده النظام السابق لتتبوأ مصر مكانتها المستحقة التي أهدرها النظام السابق، ومع ذلك توجد قلة تدعي أنها في موقف المعارضة تستخدم من العنف والأساليب غير الشرعية ما يتنافى مع كل الأعراف السياسية والشرعية، وتحاول استنساخ النظام السابق بكل عيوبه ونقائصه". ووصف المهمة التي يقوم بها رئيس الجمهورية د.محمد مرسي، قائلاً:" أنها ثقيلة والأمانة عظيمة والحمل تنوء به العصبة أولو القوة والفساد كبير، ولكنه لها بإذن الله، بما وهبه الله من صفات وخصال، فهو يتعامل الآن ليس كرئيس حزب أو أستاذ جامعي ولكنه يتعامل كأب ومسؤول عن جميع المصريين، فهل إذا كان لديك ابن عاق مثلا ويسبب لك مشاكل فهل تعالجه وتصبر عليه أم تستأصله؟! العبرة في التعامل في إعلاء قيمة القانون واحترامه وإعماله على الجميع، والقيام الأمثل بواجباته في كل المجالات وبكافة الوسائل". وحول رؤيته للمشهد السياسي للبلاد في ظل ارتفاع سقف طلبات المعارضة الرافضة للحوار، قال د.رشاد البيومي، أن هناك بعض القوى التي ليس لها وجود حقيقي في الشارع السياسي، ترفض الحوار وتعلي سقف المطالب سعيا لإفشال عملية التحول الديمقراطي أو إطالة أمد المرحلة الانتقالية لزيادة الاضطرابات لإفشال المشروع الإسلامي، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن تعرف وأن يعلمها الجميع، وللأسف هذه المجموعات كثيرا ما تلجأ إلى الأساليب غير القانونية باستخدام البلطجة والتعامل مع وسائل الإعلام المغرضة لإذكاء الفتنة والفوضى. وأوضح أن بعض وسائل الإعلام تستخدم كأداة في يد بعض رجال الأعمال والسياسيين لتصفية خلافاتهم مع المشروع الإسلامي وأصحابه، يشوهون بها الصورة ويزيفون الحقائق ويلوون عنق النصوص ويختلقون الأكاذيب خدمة لأصحاب الفضل عليهم وللحفاظ على ما حققوه من كسب حرام في ظل النظام السابق. وشدد على وجود حب من الشارع للإخوان، قائلاً:"أننا لم نبتعد عن الشارع للحظة ونعيش مع أهلنا في كل مكان على أرض مصر ونقدم لهم الخير ونتعبد إلى الله بخدمتهم وقضاء حوائجهم، ولنترك الحكم للشعب عبر الصناديق ليقول كلمته في اختيار ممثليه". وتابع:"على الرغم من أن الإخوان مكثوا في السجون لفترات طويلة ولكن بفضل الله لديهم قدرات وطاقات كبيرة للإدارة والحكم، وخصومهم يعلمون ذلك جيدا لذا فهم لا يريدون إعطاءهم فرصة حقيقية للإدارة فتراهم يختلقون في سبيلهم العقبات ويصطنعون العراقيل لمحاولة إفشالهم، ولكن إرادة الله غالبة ووعي الشعب أكبر من أن يُخدع، وليعلم الجميع (القاصي والداني) أن الإخوان كانوا على صلة دائمة بالمجتمع ومشاكله وفي وسط المعترك السياسي والاجتماعي مما أكسبهم الدراية والمعرفة التي تعينهم على التعامل مع الواقع سياسيا وإداريا". وفي سؤال حول حديث الرئيس مرسي ومن قبله المهندس خيرت الشاطر عن نجاح "مشروع النهضة"، في الوقت الذي ساءت فيه الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر، وتدهور البورصة والاحتياطي النقدي، أجاب: "لقد تسلم الرئيس مرسي قيادة الأمة بتركة مثقلة بكل عوامل الفساد وبخاصة الجوانب السياسية والاقتصادية (التي كان يديرها طاقم من المقربين) هذا الميراث حصيلة 60 عاما من التخبط السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وليس من اليسير علاج تلك الآثار في هذا الوقت القصير.. ولكن هذا الخلل يحتاج إلى وقت أطول وجهد أكبر وتعاون من الجميع في كل المجالات لتخطي العقبات". وأضاف أنه يتوقع فوز التيار الإسلامي بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فالمزاج العام في المجتمع يميل للإسلاميين بحكم احتكاكهم المباشر بالشعب وإلمامه بهمومه وقضاياه الملحة.