حرب نفسية وماكينة شائعات تستهدف يوميا القوات المسلحة وقادتها ورموزها والتشكيك في وطنيتها. وطالت تلك الشائعات كل شئ بداية من أن الفريق السيسى وزير الدفاع ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين ثم الحديث عن وجود توترات بين مؤسسة الرئاسة والقوات ثم مؤخرا اتهام قيادى اخوانى المجلس العسكرى بالوقوف وراء مذبحة جنود رفح للإطاحة بالرئيس مرسى والأكثر من ذلك هو مطالبة السفير التركى بالقاهرة بتخفيض ميزانية القوات المسلحة كحل للازمة الاقتصادية التى تمر بها مصر . الخبراء العسكريون اكدت لبوابة أخبار اليوم هذه الشائعات والحرب النفسية تهدف إلى الوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة بعد أن زادت شعبية الجيش في الشارع خلال أحداث بورسعيد وعصيان مدن القناة.
فى البداية يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي والعسكري أن القوات المسلحة تتعرض لهجمة شرسة وحرب شائعات كبيرة هدفها إسقاط أهم مؤسسة وطنية وعسكرية بمصر والعالم العربي مشيرا إلى أنه أصبح مؤخرا لا يمر يوم إلا وتنتشر فيه شائعة تمس القوات المسلحة وتطعن فى وطنيته ووطنيه قادته ورموزه العسكرين وهو ما اعتقد أنه أمر أصبح مفضوحا وشعب مصر الذكي فطن إلى ذلك ويعي جيدا أن وراء هذه الشائعات حرب مقصودة للوقيعة بينه وبين قواته المسلحة. وحول الاتهام الذي وجهه القيادى الاخوانى على عبد الفتاح إلى المجلس العسكري السابق و المشير حسين طنطاوى بأنهم هم الذين دبروا مجزرة جنود رفح للاطاحة بالرئيس محمد مرسى قال الخبير العسكري أن هذه الاتهامات بدون دليل . وتسائل سامح سيف اليزل لماذا لم تكشف مؤسسة الرئاسة عن اسماء الجناة والمتورطين فى مذبحة جنود رفح حتى الآن رغم إعلان ياسر على المتحدث باسم الرئاسة سابقا أمام وسائل الإعلام أكثر من مرة انه تم التوصل إلى أسماء الجناة وقال في إحدى تصريحاته أن الكشف عن الجناة سيكون خلال 48 ساعة ومرت حتى الآن شهور ولم يتم الكشف عن اسم واحد ..؟ . وطالب اليزل مؤسسة الرئاسة إعطاء الضوء الاخضر للكشف عن الجناة لأن القضية تمس شرف كل جندى ومواطن مصري. وأضاف أن لديه معلومات مؤكدة أن الطب الشرعي وجهات التحقيقات قد توصلت إلى أسماء مرتكبي المذبحة وكذلك أسماء من ورائهم وهم من خارج مصر فلمصلحة من إذن التباطؤ في إعلان الحقيقة !! .. لافتا إلى أن هناك صورا لأحذية مرتكبي المذبحة موضحا عليها أنه تم تصنيعها داخل فلسطين وذلك بخلاف شهود العيان الذين أكدوا أن من قاموا بتلك الجريمة ليسوا مصريين . وأشار الخبير العسكري أن اتهام المجلس العسكري بارتكاب المجزرة يأتي لخدمة الحملة الممنهجة لتشويه صورة القوات المسلحة فى أعين الرأي العام خاصة بعدما لوحظ فى الفترة الاخيرة حجم التقارب الكبير بين الرأي العام والقوات المسلحة والاحترام المتزايد لدور الجيش تجاه الوطن والمواطنين خاصة بعد الدور الكبير الذى لعبته القوات المسلحة فى احتواء أزمة مدن القناة واحترام مواطنيها خلال أحداث بورسعيد وفرض حظر التجوال حتى انه لم تسجل أى حالة اعتداء على مواطن باستغلال حق الضبطية القضائية فى حملاتها الأمنية وهو الأمر الذى رفع من شعبية القوات المسلحة فى الشارع المصرى وفى نفس الوقت تسبب فى إثارة قلق الكثيرين من أصحاب المصالح ودفعهم حقدهم من هذا التقارب الطبيعى والاحترام إلى شن هجمات شرسة على القوات المسلحة ورموزها الوطنية لكسر هيبتها وإثارة الشكوك فى دورها الوطنى والأكثر من ذلك هو رصد خروج ناشطون سياسيون فى توقيتات مقصودة للتشكيك المستمر بالقوات المسلحة والدعوة إلى إسقاط حكم العسكر رغم أن الجيش التزم بتعهداته وسلم السلطة إلى رئيس مدني منتخب منذ شهور وعاد إلى ثكناته!!..كذلك الصفحات الاليكترونية مجهولة المصدر على مواقع التواصل الاجتماعى التى تنشئ يوميا بغرض تشويه صورة الجيش ونشر أخبار مغلوطة.
وأضاف اليزل اعتقد أن المصريين على وعى كامل ولن يقعوا فى فخ الوقيعة لأن المؤسسة العسكرية اثبتت بالتجربة صدق نواياها وعدم حرصها على ان تكون سلطة فوق الشعب بل هى مع الشعب وتقف إلى جانبه. وحذر من أن غضب قادة وجنود القوات المسلحة لانهم تحملوا فى الفترة الأخيرة الكثير وأن هذه الشائعات تهدف إلى توريط الجيش في التدخل في العملية السياسية. ومن جانبه أكد اللواء علي حفظي قائد قوات حرس الحدود الأسبق أن الجيش المصري يتعرض لهجمة شرسة من كل القوى الخارجية .. والكل يريد أن تقع مصر وجيشها الذي أصبح وحيداً الأن في منطقة الشرق الأوسط .. مشيراً إلى أن تصريحات السفير التركي الأخيرة لا تخرج عن كونها محاولة لإسقاط الجيش المصري الذي يعد هو عمود الخيمة في الدولة المصرية وهو المؤسسة الوحيدة الباقية والجميع يريد لها أن تتهدم .. مطالباً الشعب المصري أن يعي ذلك جيداً وأن يكون حريصاً على الحفاظ على مؤسسته العسكرية . وأضاف اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجي أنه يجب على السفير التركي أن يهتم بشئون بلاده العسكرية وألا يتدخل في الشأن الداخلي المصري لأن تركيا وحدها بها أكثر من 24 قاعدة أمريكية .. وتركيا وإسرئيل أعضاء في حلف الناتو وبينهم تعاون عسكري قوي مثل صيانة الدبابات التركيةM1A1 التي تتم في إسرائيل فضلاً عن قيام تركيا بشراء طائرات بدون طيار من الكيان الصهيوني .. مطالباً السفير التركي أن يهتم بشئون بلاده وأن "يتركنا لحالنا" وشدد اللواء خلف أن مصر كدولة وحكومة ورئاسة وقوات مسلحة لا تسمح بالتدخل في أمر يخص أمنها القومي وهو القوات المسلحة وميزانيتها . وحول ما أثير من أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عن قيام الجيش بتدبير حادث رفح للتخلص من الرئيس قال خلف إن هذا الكلام لا يُرد عليه وعلى من قال هذا الكلام أن يطالب الرئيس مرسي نفسه بالتحقيق في هذه الواقعة .. مشيراً أن مثل هذه الأقاويل لا يخرج عن كونه شائعة مثل الشائعات الكثيرة التي تستهدف القوات المسلحة .. مؤكداً أن الشعب المصري أصبح واعياً ولن يلتفت لمثل تلك الشائعات التي نعلم جميعاً ما هو الهدف من ورائها .