دعت صحيفة "البيان" الإماراتية المجتمع الدولي وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى المبادرة لإيجاد توافق حول حل سياسي يوقف نزيف الدم السوري ويقطع الطريق على حركات التطرف والتنظيمات المتشددة. وأشارت الصحيفة إلى تحذير عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني الذي أطلقه، خلال كلمته في منتدى "دافوس" العالمي ال 43 المنعقد حاليا في سويسرا، حيث حذر من مغبة انحراف مسار الأحداث في سوريا وانعكاساتها على المنطقة بأكملها ، وبالتالي جر بلدان المنطقة ، وشعوبها إلى مستقبل مجهول وفصول دموية جديدة بسبب احتدام الصراعات على أسس دينية وطائفية. وأضافت أن هذا التحذير الذي يأتي متزامنا مع تسارع الأحداث في دول ما يسمي ب"الربيع العربي" يعكس هاجسا عربيا وإقليميا متزايدا من هيمنة تيارات وحركات متشددة على مسار المعركة مع النظام في سوريا وصعود تيارات دينية تسلقت وتربعت على السلطة أو هيمنت عليها في أكثر من بلد ضمن محاولات ما يسمى ب"أخونة مسار الربيع العربي" ، وهو ما يثير القلق من مستقبل هذه البلدان ومحيطها إن كشرت التيارات الدينية فيها عن أنيابها وأهدافها الحقيقية. ورأت الصحيفة أن على الرغم من أن النظام في سوريا يبقى هو المسئول الأول عما يعانيه الشعب السوري ، إلا أن الأزمة السورية ، وتزايد قوة الحركات المتطرفة تظل هي الأخطر كلما طال أمد الأزمة والصراع الدموي في البلاد. ودعت "البيان" في ختام افتتاحيتها العقلاء والأحرار في المعارضة السورية الوطنية إلى النأي بحركاتهم عن المتشددين. ولم تغب الأزمة السورية عن التغطية الإعلامية للصحف القطرية ، حيث نوهت صحيفة "الراية" القطرية، في افتتاحيتها الأحد 27 يناير، بتوجيهات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للبدء بحملة مساعدات إنسانية تهدف إلى تأمين الغذاء والإعانة الطبية لنحو 650 ألف مواطن سوري داخل الأراضي السورية شهريا. ومن جهتها ، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أن الشق الإنساني للأزمة السورية بدأ يأخذ منحى أكثر مأساوية ، حيث ازداد تدفق اللاجئين الفارين من القرى والبلدات والمدن إلى الأردن ولبنان وتركيا بمعدلات غير مسبوقة إلى درجة أن الأممالمتحدة أعلنت أن وضع اللاجئين السوريين في الأردن "خطير للغاية" وأن الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة كبيرة جدا. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الكارثي الحقيقي يواجهه نحو مليوني نازح في الداخل السوري من الذين يفرون من المدن والبلدات الأكثر سخونة وتعرضا للقصف والمعارك إلى ما يعتقدون أنها أماكن أكثر أمنا داخل سوريا. ونوهت إلى أنه في ظل هذا الوضع الكارثي الذي يعاني منه النازحون بالداخل السوري جاء الإعلان عن مبادرة أمير قطر بإصدار حملة المساعدات استجابة للاحتياجات والظروف الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري. كما اهتمت صحيفة "العرب" القطرية بهذا الملف، حيث ذكرت أن الشعب السوري اليوم وما يعانيه من ظلم وقهر وقتل وتشريد ونزوح وهجرة في حاجة ماسة إلى من يمد له يد العون وينتشله مما هو فيه، مشيرة إلى أنه أمر يجب أن تضطلع به كافة الدول العربية والإسلامية.