بورسعيد?.. ?من حصار لحصار?!! 2012- م 04:18:06 الثلاثاء 14 - فبراير جلال عارف اضطرت القوات المسلحة لإرسال امدادات? ?غذائية عاجلة الي بورسعيد للتخفيف من آثار الازمة التي نتجت عن حصار المدينة لأيام،? ?ومنع وصول الغذاء والدواء لها،? ?بعد كارثة ستاد بورسعيد?.? لن? ?أكتب مرة أخري عن هذا الخطأ البشع حين نعاقب مدينة علي خطأ? ?بعض أبنائها وعلي تقصير أجهزة الدولة وتواطؤ بعض قيادات الامن وفساد كل المنظومة الرياضية في مصر،? ?ولكن الأخبار التي تصلنا من المدينة التي عانت علي مدي تاريخها الكثير،? ?وقدمت للوطن من التضحيات ما لا نستطيع الا الانحناء أمامه?.. ?الأخبار تقول ان الازمة بدأت تخف،? ?وأن الحصار الغبي بدأ ينكسر،? ?وان الروح بدأت تعود?.. ?ولو علي خجل?.. ?الي المدينة،? ?مع عودة الحركة التجارية مع باقي المحافظات?.? تعودت بورسعيد علي الايام الصعبة?. ?هذه مدينة كان يتم تدميرها كل عشر سنوات،? ?وكانت تعاني حياة الغربة مع كل حرب،? ?ولكنها لم تستسلم? ?ابدا?. ?حتي الحصار جربته في حرب السويس حين عاشت تحت الاحتلال الفرنسي البريطاني لشهرين،? ?كانت المدينة التي قدمت في هذه الحرب عشرة آلاف شهيد تعيش علي أقل القليل مما كان في مخازنها من أرز وعدس وبقول?. لم تر المدينة طوال هذه الفترة الخضراوات? ?أو الفاكهة أو اللحوم?. رفض أهلها بإباء? ?ان يتعاملوا مع الاحتلال رغم الاغراءات ورغم قسوة الاحوال?.? حين استطاعوا فتح ثغرة للتهريب عبر بحيرة المنزلة?. ?كانت مخصصة لتهريب رجال المخابرات وخبراء حرب المقاومة والمناضلين الذين? ?انضموا الي شباب بورسعيد ليحيلوا حياة المحتلين الي جحيم،? ?حتي انسحبوا مهزومين في يوم الانتصار الذي نسينا الاحتفال به في ?32 ?ديسمبر ضمن المؤامرة علي ذاكرة الوطن?.? الحصار في الايام الماضية كان أقسي،? ?وظلم ذوي? ?القربي أشد إيلاما?. ?ومع ذلك فأنا أعرف أهلي في بورسعيد وقدرتهم علي تجاوز الصعب وعبور المستحيل?.? ولكن ما يشغلني بالفعل هو?: ?كيف يندمل هذا الجرح في صعيد الوطن كله؟? ?كيف نساهم جميعا في ضرب المؤامرة التي تستهدف روح مصر ووحدة أبنائها؟ كيف يصبح حصار مدينة مهما كان السبب خطأ لا يجوز مطلقا ان يتكرر؟ كيف نغلق هذا الباب الخطير لتقسيم الوطن؟?. ?بورسعيد والوطن كله معها ستعبر المحنة،? ?ولكن ماذا لو واجهنا لا قدر الله خلافا في منطقة أخري ودعوات للتعامل بنفس الاسلوب?.. ?هل سنحاصر العريش? ?أو أسوان لأي? ?جريمة ترتكب? ?هناك؟ وماذا ستكون العواقب؟ قطع الطريق علي هذا الاسلوب في التعامل مع مشاكلنا انسياقا وراء? ?المتآمرين? ?علي هذا الوطن،? ?يستلزم? ?التحرك علي كل الجبهات لاقرار حكم القانون،? ?وللقصاص العادل من الجناة،? ?ولكشف الحقائق كاملة،? ?ولتطهير أجهزة الدولة وفي مقدمتها اجهزة الشرطة من عملاء النظام السابق،? ?ولاستعادة الثقة بين الشعب وسلطات الدولة?.? وهنا ينبغي التحذير بكل جدية?. ?فمذبحة بورسعيد يمكن ان تكون المدخل لكشف? ?ابعاد المؤامرة علي الثورة والضالعين فيها والتوصل للجناة في الكوارث السابقة?. ?كما يمكن ان تكون حكما نهائيا بالعجز عن تأمين الثورة والقصاص للشهداء والتطبيق الصارم للقانون كل الامل ان نبدأ من بورسعيد طريق النجاة?.. ?فالوضع خطير،? ?والمؤامرات لا تتوقف،? ?وما حدث في العامرية بالاسكندرية لابد ان نتوقف عنده كثيرا،? ?فهو لا يقل خطورة عما حدث? ?في بورسعيد?.. ?و?.. ?اسلمي يا مصر?!?