لا يمكن على الإطلاق التوافق التام على عمل بشري معين ..و لو ... ثمة توافق تام على الدستور فما الداعي لعمل استفتاء أساسا...إلا إذا كان هناك من يريد التسلية ؟! بحشد الناس في طوابير التصويت. إذن تبقى المشكلة فقط في مصداقية وآلية الحشد والتجييش لكلا الطرفين المؤيد والمعارض . وللأسف ولأننا (كي جي ون) ديمقراطية يتم الحشد والتأييد باللعب على مشاعر وحاجات البسطاء ترغيبا أو ترهيبا . إن الضبابية في الحشد والتأثير على القوى العمياء سيكون لها أثر خطيرعلى هذه القوى، وسينقلب السحر على الساحر عند اكتشافهم الخديعة. فعندما يكتشف المغرر بهم لقول (نعم) أن الدستور لم يلبي حاجاتهم وبقيت أوضاعهم المعيشية كما هي دون تغيير ستكون قوة هادرة لإسقاطهم، وكذلك عندما يكتشف المغرر بهم لقول (لا) أن الأمور تطورت للأفضل وانطلقت عجلة الإنتاج وتغيرت الأمور للأفضل ستكون قوة لا يستهان بها لبقاء النظام الحالي كما هو ... وستنتهي المعارضة تماما . لذلك يجب أن الحشد والتجييش بموضوعية وحيادية أيضا وليتركواللمواطن حرية التعبير التامة بعد توضيح وشرح مواد الدستور . أما الحاشدون على طريقة السب والشتم ودستور (سكسونيا) وقانون(أم علي) وكذلك على وتيرة (كيلو سكر وعبوة زيت) آن لهم أن يعتزلوا السياسة تماما لفشلهم في إقناع الناس أو الوصول لهم رحمة بهم ولإثبات حبهم الفعلي لمصلحة البلد وإثبات وطنيتهم كي لا يؤرخهم التاريخ بين سطوره بالأغبياء الذين أضاعوا بلادهم .