لا تدخر اسرائيل جهدا، منذ قيامها قبل نحو 6 عقود, في السعي لتحقيق اطماعها بالهيمنة والتوسع، وسرقة واغتصاب كل ما تستطيع الوصول اليه من اراض وممتلكات .. فعلت ذلك مع كل جيرانها العرب, وها هي تكرر نفس فعلتها معهم مرة اخري ولكن هذه المرة في البحر وذلك للسيطرة علي حقول الغاز الطبيعي في غزة ولبنان والمياه الدولية شرق البحر المتوسط. في الوقت نفسه، تحلم تل ابيب بان تتحول في غضون سنوات قليلة الي احد منتجي الغاز "الكبار" وتصديره عبر قبرص الي اوروبا لتنافس بذلك تركيا وروسيا هناك. بدأت قصة اسرائيل مع الغاز بعد اكتشافها بعض الحقول بالقرب من غزة، ففي عام 1999 حيث بدأ العمل في مشروع البحث عن الغاز من جانب صندوق الاستثمار الفلسطيني بالتعاون مع شركات أجنبية أهمها "بريتيش غاز" البريطانية، وتم اكتشاف ما يزيد علي 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، لكن فجأة توقف المشروع بسبب سيطرة إسرائيل علي المياه الإقليمية الفلسطينية، واشتراط تل أبيب الحصول أولاً علي موافقتها للسماح بمد أنابيب الغاز وتوريده للخارج، ورفضت في الوقت نفسه السماح للفلسطينيين بالاستفادة من المشروع لسد احتياجات السوق المحلية من الغاز، بدلاً من استيراده. اما في الضفة الغربية، فتقوم اسرائيل بسرقة حقول الغاز الطبيعي التي تم اكتشافها مؤخراً في نطاق الضفة. وتعتبر اسرائيل نفسها مالكة لكل أرض فلسطين، وبالتالي لكل مياه فلسطين في البحر المتوسط وما تحويه من احتياطيات وموارد الطاقة. تفعل اسرائيل الامر نفسه مع لبنان، حيث قامت تل ابيب بالسيطرة علي حقل "طاغوت" الذي يقع في منطقته البحرية الحصرية وترفض التفريط فيه وهو الامر الذي جعل لبنان يتقدم بشكوي الي الاممالمتحدة لتأييد حقه وتحديد حدوده. وتعول اسرائيل كثيرا علي التعاون مع قبرص لاستغلال احتياطات الغاز الطبيعي الهائلة أمام سواحل البلدين. وفي الوقت نفسه تسعي تل ابيب لاستغلال موقع قبرص القريب من اوروبا لتصدير ما تنتجه مع غاز وذلك في ضوء الاكتشافات الاسرائيلية الهائلة لحقول الغاز في المنطقة البحرية غرب حيفا وغرب ناتانيا. غير ان اخطر ما يهدد المخطط الاسرائيلي هو تركيا التي تقف امام هذا التعاون. ويتوقع الكثيرون دخول واشنطن علي الخط لحماية اسرائيل ولعل في تصريحات مورتن إبراموفيتش سفير واشنطن السابق في تركيا خير دليل علي ذلك عندما قال إنه "إذا انفجر الخلاف بين تركيا وإسرائيل فإننا سنختار الوقوف الي جانب إسرائيل. وهكذا، تقوم اسرائيل باغتصاب الغاز الفلسطيني, وسرقة الحقول اللبنانية، والتآمر مع قبرص علي تركيا ولبنان لتحقيق اطماعها بالسيطرة علي موارد الطاقة في منطقة شرق المتوسط غير عابئة بقوانين ترسيم الحدود والاتفاقات الدولية التي تنظم مثل هذه المسائل !