انشغلت واشنطن علي مدار الاسبوع الماضي بمحاولة العثور علي إجابة للسؤال الحائر حول ما اذا كان السماح بمغادرة الامريكان العاملين بمنظمات المجتمع المدني نتاج لصفقة عقدتها القاهرة مع واشنطن ، ام استسلام لضغوط امريكية وومحاولة لتجنب قطع المعونة. غالبية الخبراء والمحللين الامريكيين جنحوا الي النظر للقضية من منظور الصفقة الرابحة. فقد أشار البعض الي صفقة مساعدات ضخمة قوامها 50 مليار دولار في شكل معونات من دول عربية وقروض من البنك الدولي وصندوق النقد وبنك التنمية الإفريقي. وهناك مواقع تحدثت عن صفقة تتضمن تصدير وتوفير قطع غيار أمريكية لأسلحة القوات المسلحة ، في حين اشارت بعض المواقع الأخري الي صفقة أخري تتضمن الافراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن وبعض المصريين المحتجزين في الولاياتالمتحدة . مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، في موقعه علي الانترنت أكد أن إدارة أوباما مارست ضغوطاً كبيرة ومبررة علي المجلس العسكري وهددت بشكل واضح بعرقلة القرض الذي طلبته مصر من صندوق النقد الدولي وقدره 3 مليارات دولار في وقت تعلم فيه ان الوضع الاقتصادي المصري في أمس الحاجة لهذا القرض . صحف أخري خففت من لهجتها لتصور الأمر علي انه اتفاق توصل اليه رسل أوباما لمصر ، سواء الجنرال ديمبسي أو وفد الكونجرس بقيادة جون ماكين. صحيفة "ذا نيشن" الاليكترونية رأت أن الصفقة لم تنتهي بعد وان استمرار تدفق المعونة منوط باسقاط التهم عن المتهمين والترخيص لمنظمات المجتمع المدني وتعديل القوانين القاصرة. من ناحية أخري رأي موقع "أنتي وور" الاليكتروني ان الموضوع من البداية كان لعبة لعبتها القيادة في مصر من أجل الفوز ببعض الامتيازات الامريكية. واستشهد الموقع بنص نشرته وكالة رويترز لحوار دار بين الرئيس الأمريكي أوباما والمشير حسين طنطاوي عندما قال أوباما للمشير أنه لا ولاية له علي قرار الكونجرس بشأن المعونة وكان رد المشير وانا لا ولاية لي علي قرار القضاء . بعدها بدأت امريكا تكثف جهودها وترسل مبعوثين لايجاد حل للقضية . ويري الموقع ان تأجيل نظر القضية لأبريل يثير التكهنات بشأن التوصل لصفقة امريكية مع المجلس العسكري ، ومع رحيل الامريكان اخذ المسئولون المصريون يوجهون اصابع الاتهام لبعضهم البعض،فلا احد يريد تحمل مسئولية الاستسلام لواشنطن والكل يريد ان يلقي باللوم علي الاخر.الاخوان المسلمون انفسهم طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة من المسئول عنرفع حظر السفر. ويقول مجلس العلاقات الخارجية الامريكي ان تبادل توجيه اصابع الاتهام جزء من الديمقراطية،لذا فربما تكون سياسات تجنب الملامة ولعبة التوبيخ الدائرة في القاهرة اشارة علي التقدم السياسي في مصر،لكنها في نفس الوقت تحذير من ان العلاقات المصرية الامريكية مشحونة. واضاف مجلس العلاقات ان واشنطن قد لا تكون راغبة في تذكر دعمها الذي استمر ثلاثة عقود لنظام مبارك، علي عكس اغلب المصريين الذين لن ينسوا.وعليه فان الولاياتالمتحدة ستكون لعبة في السياسة المصرية لسنوات قادمة.