موجة من الصقيع والطقس السيئ والرياح المحملة بالأتربة شهدتها محافظات مصر مع رحيل أمشير الذي أعلن عن ثورة مناخية اجتاحت البلاد في شتاء هذا العام ليكون هو الاطول منذ عشر سنوات، والذي لم يتوقعه أحد بهذه الدرجة.. وفي هذا التوقيت من كل عام، اعتاد المصريون علي التقلبات الجوية من امطار وبرد ورياح خاصة في شهري طوبة وأمشير من التقويم القبطي.. ليحمل شتاء هذا العام بالذات أكبر »موجة باردة متربة«. حالات كثيرة من عدم الاستقرار في الاحوال الجوية، تعرضت لها مصر خلال الشهور الماضية، ومع دخول فصل الشتاء.. كشر الطقس عن أنيابة ليتحول لجو آخر مماثل للصقيع الأوروبي.. وتنوعت هذه الحالات بين رياح محملة بالرمال والأتربة وصلت لحد العاصفة، إلي تدهور الرؤية في بعض الاحيان ليتغير الجو بمقدار 063 درجة من شمس ساطعة وجو دافئ نهارا لبرودة ليلية شديدة الصقيع. تعدد موجات وهذه الظاهرة التي تتكرر كل 7 سنوات والتي اجمع خبراء الأرصاد الجوية علي عدم استقرارها يفسرها الدكتور علي قطب المتحدث باسم هيئة الارصاد الجوية قائلا إن الشعور بموجة الطقس هذا العام يرجع إلي تعدد الموجات معا في وقت واحد، من حيث سرعة الرياح واتجاهها والأتربة المصاحبة والبرودة ليلا. ويضيف قطب أن هناك نظريتين تتحدثان عن التغيرات المناخية، احداهما تؤكد ان درجة حرارة الأرض سوف ترتفع وتذوب طبقات الجليد وبالتالي يتوقع الخبراء صقيعا في الشتاء وحرارة عالية صيفا.. أما النظرية الثانية تشير إلي أنها تغييرات طبيعية لا نستطيع التنبؤ بما سيكون عليه الشتاء القادم أو الصيف القادم. شتاء أوروبي أما عن شتاء هذا العام يفسره قطب بأن ما نشعر به من برد قارس يرجع لعدة اسباب، منها طول الموجات المتلاحقة من البرودة نتيجة تأثر البلاد بالمنخفضات الجوية القادمة من جنوب أوروبا وتؤدي هذه الموجات مع تغلغل الضغط الجوي والمنخفضات الجوية إلي ما نشعر به من تغير في الاحوال الجوية والصقيع. وبالتالي ترجع برودة الشتاء الحالي للتغيرات الطبيعية وليس التغيرات المناخية. ويضيف قطب ان شتاء هذا العام هو الاطول منذ عشر سنوات ولذلك شعر المواطنون بتقلباته بطريقة ملحوظة، ولن نستطيع تقييم الطقس العام الحالي إلا بعد انتهاء فصل الشتاء، ولذلك ليس بالضرورة ان نتنبأ بأحوال الشتاء القادم بناء علي مانشهده حاليا. أما عن الاتربة المصاحبة للرياح والتي تصل في بعض الاحيان لعواصف ترابية يقول عنها خبير الارصاد بأنها ترجع إلي وجود منخفض جوي متعمق يتمركز في حوض البحر المتوسط، ويؤثر علي شمال مصر ويتحرك شرقا، مصاحب برياح قادمة من الصحراء الغربية لتغطي معظم مناطق الجمهورية، وبالتالي يحدث عدم الاستقرار في الأحوال الجوية. وينصح قطب المواطنين بتوخي الحذر من هذه التقلبات الجوية وعدم تخفيف الملابس حتي انتهاء شهر مارس الحالي.