معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام تميز بأنه أول فعالية ثقافية كبري بعد ثورة 25 يناير، ورغم كل الظروف السياسية والمناخية والمكانية أقيم المعرض في موعده المقرر، وسط تهافت الناشرين علي تحقيق الحلم الذي ضاع منهم في العام الماضي. الناشرون قدموا أحدث وأفضل ما لديهم علي الأرفف المعدنية داخل الخيام البيضاء المصنوعة من القماش الثقيل علي أرضية ممهدة غير مرصوفة، ورغم كل هذه العوائق الشكلية جاء المعرض في دورته الثالثة والأربعين علي خطي سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خسائر أصابت الناشرين في عقر دارهم، وإعادة البسمة علي وجه مصر بعد ثورة شعبها المجيدة. تميزت معظم الكتب في دور النشر المختلفة بالعناوين التي حملت أحداث الثورة وما حققته من تحولات سياسية واجتماعية ونفسية ومستقبلية في مصر والمنطقة العربية بشكل عام، فنجد المعرض في أسبوعه الثاني يتألق في ثوب العرس الذي يحمل الحلم الكبير باستمرار الثورة من خلال اللقاءات الثقافية والندوات الإبداعية والأمسيات الشعرية لشعراء العامية بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين، وقد توقفنا عند بعضها في أشعارهم الثورية والتي لا تزال تعيش في وجدان المصريين، كما توقفنا عند بعض العناوين التي دارت حولها مناقشات في قاعة كاتب وكتاب وتوقفنا أيضا عند كتب جديدة موجودة علي ارفف المعرض في انتظار يد القارئ التي تمتد نحوها.