9 صور ترصد زيارة السيسي للنصب التذكارى للجندي المجهول    ندوة تثقيفية بجامعة الأزهر عن مبادئ القانون الدولي الإنساني.. صور    وزير الزراعة: أسعار الأعلاف حاليًا عادت إلى ما قبل الأزمة الأخيرة    بيان عاجل وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل الجوية على جودة الهواء خلال الفترة المقبلة    أوكرانيا تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أطرافها    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    حماة الوطن: التحالف الوطني نموذج فريد في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء بفلسطين    حقيقة لحاق ياسر إبراهيم بمباراة العودة أمام مازيمبي    تطورات إصابة دي يونج في الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد    فانتازي يلا كورة.. سون رهان رابح.. وأفضل لاعبي توتنهام في آخر 6 جولات    وزير الشباب والرياضة يشهد ختام مهرجان سباق الهجن في العريش (فيديو)    جمال علام: أزمة «صلاح» و«العميد» «فرقعة» إعلامية.. و«مو» سيتواجد في معسكر المنتخب القادم| حوار    حالة الطقس غدا الأربعاء 24-4-2024 في محافظة الفيوم    ولادنا عايزين يذاكروا| الأهالي يطالبون بعدم قطع الكهرباء عن المنازل أسوة بالمدارس    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    الإسماعيلية تتزين استعدادا للاحتفال بأعياد الربيع (صور)    هشام خرما يتعاون مع جوانا مرقص في كليب نروح لبعيد (فيديو)    الإسكندرية للفيلم القصير يشكل لجنة تحكيم نسائية احتفالا بالدورة العاشرة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى "أهل مصر" بمطروح    قبل الامتحانات.. أطعمة تزيد التركيز وتقوي الذاكرة للأطفال    الكتاب.. مفتاح لعوالم لا حدود له | يوم الكتاب العالمي    شباك التذاكر.. «شقو» يتصدر و«فاصل من اللحظات اللذيذة» الوصيف    أحمد بلال البرلسي يطالب بضوابط واضحة لتغطية الجنازات والعزاءات (تفاصيل)    لتيسير تعامل الشركات على أسهم الخزينة .. "الرقابة المالية" تطور قواعد القيد    «الرعاية الصحية»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تبدأ في دمياط ومطروح    ترامب يهاجم جلسات محاكمته: وصمة عار وفوضى    وزير النقل وسفير فرنسا يتفقدان القطار الكهربائي الخفيف والخط الثالث لمترو الأنفاق    فيديو| فتح باب التصالح على مخالفات البناء.. أبلكيشن لملء البيانات وتفاصيل استعدادات المحافظات    موجة حارة وعاصفة ترابية- نصائح من هاني الناظر يجب اتباعها    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    فتح أبواب متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    التصريح بدفن جثة طفلة سقطت من أعلى بأكتوبر    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    الغزاوي: الأهلي استفاد كثيرا من شركة الكرة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء.. ين ياباني ب 31.16 جنيه    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف في حوار عن السياسة والدعوة ل اخبار اليوم
الازهر يضمن عدم جنوب الاسلاميين للتطرف والتشدد

الفزع من الإسلاميين مبالغ فيه.. والمخاوف منهم في غير محلها
وزارة الأوقاف تقف علي مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية
توحيد الأزهر والإفتاء والأوقاف في مؤسسة واحدة خطأ.. وأرحب بتوحيد الفكر الدعوي
التدخل الأمني في العمل الدعوي انتهي للأبد.. والمستبعدون عادوا لأعمالهم

وصف د. محمدعبدالفضيل القوصي وزيرالأوقاف المخاوف التي تنتاب البعض من تصدر الإسلاميين للانتخابات البرلمانية بأنها في غير محلها ، مؤكدا أن الفزع من الإسلاميين مبالغ فيه لدرجة كبيرة. وأشار د. القوصي في حوار شامل مع »أخبار اليوم« إلي أن وجود الأزهرالشريف في مصر، يضمن عدم جنوح هذه التيارات إلي التشدد والتطرف، وسوف يدفعهم إلي الوسطية والاعتدال، موضحا أن أئمة ودعاة وزارة الأوقاف يقفون علي مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية، ويؤمنون بأن جميع هذه التيارات تمثل جزءا من الخريطة المصرية. وكشف د. القوصي عن معاناة وزارة الأوقاف من بعض أوجه الفساد، وتتمثل أبرزها في مسألة ضم المساجد الأهلية لوزارة الأوقاف، حيث تعددت أوجه التلاعب والتجاوزات في هذا الشأن.. مؤكدا أن البعض من ذوي الذمم الخربة من موظفي الوزارة ضموا مساجد أهلية للأوقاف لا تستحق الضم، وعينوا عليها عمالا ومؤذنين، وهم لا يستحقون التعيين. وقال وزير الأوقاف: بقدر الإمكان أحاول أن أجنب الفساد داخل الوزارة، وأحاول أن أبعده وأجوفه من الداخل بحيث يبقي شكلا وليس مضمونا، وأنا لست من أنصار النظرة العقابية، وأكتفي بتجويف الفساد من الداخل، وإبعاد القيادات الفاسدة عن مراكز القرار.. ولم أحاول يوما أن أصنع فريقا حولي ليدفع عني أمرا ما، وأنا أقف في وجه الفساد داخل الوزارة بشخصي المفرد مستعينا بالله تعالي. وأكد د. القوصي أنه لا مكان الآن لأي تدخل أمني في عمل وزارة الأوقاف، لا من قريب أو من بعيد، مشيرا إلي أنه أعاد كل الأئمة المستبعدين أمنيا إلي أعمالهم. وفيما يلي نص الحوار :
فوز الإسلاميين بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل في الانتخابات البرلمانية، أحدث حالة من الفزع أصابت أوساطا كثيرة في المجتمع المصري.. كيف يري د. القوصي هذا الأمر؟
الحقيقة أن الفزع من الإسلاميين مبالغ فيه لدرجة كبيرة، والمخاوف التي تنتاب البعض من تصدر الإسلاميين للانتخابات البرلمانية هي في حقيقتها مخاوف في غير محلها، ولاشك أن الإسلاميين يمثلون جزءا من الحالة المصرية، وجزءا من النسيج الوطني، ولايمكن علي الاطلاق استبعادهم من هذا النسيج، حيث نشأوا وتربوا وعاشوا داخل هذا النسيج، ومادام الإسلاميون جزءا من جزيرة المجتمع المصري الكبيرة فإن قيم المجتمع المصري من التحضر والوسطية والاعتدال والتوازن سوف تكون هي الغالبة عليهم ، وبالتالي لا داعي للخوف منهم.
خلال المراحل الثلاث من الانتخابات البرلمانية كانت الفتاوي الدينية حاضرة بقوة، وقد صدرت فتاوي هنا وهناك تؤيد فصيلا ما، وتعارض فصيلا آخر.. فما تعليقكم ؟
هذا الأمر بالتأكيد مرفوض شكلا وموضوعا، ولا نستطيع أن ننكر ما فيه من حدة، تصل في بعض الأحيان إلي الشراسة.. وعلينا ألا نلتفت اليها.
تنامي نفوذ فصائل التيارالإسلامي في المشهد السياسي المصري صاحبه ظهور مرجعيات شرعية وفقهية جديدة خاصة بهذه الفصائل الإسلامية.. كيف تري تأثير هذا الأمر علي موقع الأزهر الشريف في الحياة المصرية العامة؟
وجود الأزهرالشريف في حد ذاته يضمن عدم جنوح هذه التيارات إلي التشدد والتطرف ، كما أنه سوف يدفعهم إلي الوسطية والاعتدال، وهو أمر يحد من مخاوف الناس من صعود الإسلاميين، وبالتالي فإن موقع الأزهر في الحياة المصرية العامة سيظل كما هو منذ أن تم تأسيسه منذ أكثر من ألف عام، فالأزهر الشريف كان ومازال وسيظل »رمانة« ميزان المجتمع المصري، والكل يعترف بذلك الأمر، وأنا دائما وأبدا أري أن الأزهر قد فُصل علي »مقاس مصر«.
استغلال المنابر!
رغم أن القانون يجرم استغلال منابر المساجد في الدعاية الانتخابية، إلا أن هناك تجاوزات كثيرة حدثت، وتحولت بعض المنابر لأبواق دعائية لصالح التيار الإسلامي.. فما تقييمك لهذا الأمر؟.. وماذا عن منابر مساجد الأوقاف ؟
كنت متنبها لهذا الأمر جيدا ، ومنذ أول لحظة أرسلت للأئمة والخطباء توجيهات بمراعاة هذا الأمر حتي لا تتحول منابر مساجد الأوقاف لأبواق دعائية لاي تيار أو فصيل سياسي، ونحن في وزارة الأوقاف نقف علي مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية، ونؤمن بأن جميع التيارات تمثل جزءا من الخريطة المصرية.. ودائما وأبدا نطالب الإمام أوالخطيب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصربأن يكون ملتزما بشعائر الإسلام العامة التي تقدم مصلحة الوطن علي المصالح الشخصية، وتضع مصلحة الأمة فوق مصالح التيارات المختلفة، ولهذا نحرص علي أن تكون خطبة الجمعة تدور حول مصلحة الأمة العامة، ولكن للأسف قد غلب علي بعض أئمتنا الكلام عن الفقه الفردي أكثر من الفقه الجماعي، وهو أمر بالتأكيد خاطئ وغير سليم، حيث ينبغي أن يكون الهم الأول والاكبر للخطاب الديني المعاصر هو فقه الجماعة، فنحن الآن أمام مشكلات ضخمة وتحديات صعبة، فالعشوائيات منتشرة، والاقتصاد منهار، والتعليم متدن، والمرافق متهالكة، والأخلاق أوشكت أن تكون »متشنقة« لا صفح فيها ولا غفران، وهي كلها هموم يجب علي الإمام أن يركز عليها في خطبه، ولهذا أحرص علي أن أوجه الأئمة وأجعلهم يركزون علي هموم الأمة والفقه الجماعي الذي يضع مصلحة الأمة فوق المصالح والاعتبارات السياسية والشخصية.
ونؤكد هنا أن وزارة الأوقاف تركزعلي هموم الأمة وتلتزم بفقه الأمة أكثر من التزامها بالفقه الفردي، فليس المهم الآن أن نركز علي كيفية الوضوء مثلا بل همنا الأكبر هو مصلحة الأمة في هذه الفترة الحرجة التي تعيشها مصر الآن، فمصر تستصرخنا جميعا أن ننقذها مما تعاني منه الآن، ولهذا كله دائما أطلب من الأئمة بأن يركزوا علي هموم الأمة، وأؤكد لهم أن الخطاب الديني المعاصر ينبغي أن يتجه إلي إصلاح حال الامة، وجمع الامة علي كلمة سواء، ونرفض تماما التركيز علي بعض المظاهر الشكلية أو الفقه الفردي، فهذا بالنسبة لنا أمر مرفوض تماما.
الأزهر والأخوان والسلفيون
وكيف تري تأثير فوز الإسلاميين بالأغلبية البرلمانية علي العمل الدعوي، حيث يعتقد البعض أن الدعوة الإسلامية في مصر سوف تكتسب الصبغة السلفية أو الأخوانية وتتواري الصبغة الأزهرية؟
لا أعتقد أن ذلك سيحدث، وسوف يظل الأزهرترجمان حال الأمة، وسوف تستمر الدعوة الإسلامية في مصر تحمل الطابع الأزهري الوسطي المعتدل، ومادام الأزهر الشريف عنوان الوسطية والاعتدال، فسوف تظل وسطيته هي الغالبة علي كل الأطراف، وسوف تأخذ هذه التيارات الصاعدة من علوم الأزهر أخذا مباشرا، كما أن علوم الازهر ليست علوم واردة الآن أو مستوردة الآن، وإنما هي علوم متجذرة، ولدينا في الأزهر مناهج شتي تستغرق تاريخ العلوم، فلا يدرس علم في الأزهر إلا إذا تم تدريس تاريخه، والأزهر بطبيعته معتدل ولديه في جعبته كل الاطياف وكل الاختلافات الموجودة في الفكر الإسلامي، وعلي سبيل المثال أنا طوال عمري أدرس العقائد، وكانت رسالتي في الماجستير تدور حول الفلسفة الإسلامية ورموزها مثل ابن رشد وغيره، بينما كانت رسالتي في الدكتوراة تدور حول فلسفة الإمامية الاثنا عشرية متمثلة في أعظم فلاسفة الشيعة وهو صدر الدين الشيرازي، ومع ذلك فإنني درست معظم المذاهب الإسلامية علي تنوعها، فقه وأصول فقه وعلم كلام وعقائد، كما أن تلاميذي علي هذا النحو، وهذا هو طابع الازهرالشريف الوسطي المعتدل، لذا أنا مطمئن تماما إلي أنه مهما كانت هناك من تيارات سياسية فهي لن تطغي علي الطابع الأزهري الذي ينطبع به الائمة جميعا، فهذا التيار الذي نشأ في الأزهر، والذي استقي منه نبع الاوقاف سيظل كما هو وسطيا معتدلا، ولن يتأثر بأي تيار سياسي من التيارات الفائزة بالأغلبية البرلمانية.
عاشت مصر في الأشهر الخمسة الأخيرة عدة حوادث عنف مؤسفة، بداية من أحداث السفارة الإسرائيلية وحتي أحداث مجلس الوزراء الأخيرة، ورغم خطورة هذه الأحداث التي هددت استقرار مصر وأمنها لم نشعر بدور ملموس لأئمة ودعاة وزارة الأوقاف في سبيل التهدئة.. فما قولكم ؟
أنا لا أستطيع أن أفصل الائمة عن المجتمع المصري، فكما أن المجتمع المصري يعاني من اضطراب فإن بعض الائمة يعانون من هذا الاضطراب، وأكون غير منصف لو أنكرت هذه الحقيقة، ولا نخفي أن هناك بعض الائمة - وهم الحمد لله قليلون- ينفعلون مع الأحداث، ويظهر ذلك في خطبهم، ولكن معظم الائمة كانوا علي نحو معتدل، وحرصوا في خطبهم علي أسلوب التهدئة، وكنت أتخفي وأذهب الي المساجد بنفسي حتي أتابع هذا الأمر علي الطبيعة، وكنت عندما أجد تجاوزا ما استدعي الإمام بعد الصلاة وأحثه علي أن يحرص علي التهدئة ويخفف من نبرته العالية، وقد شعرت بالاطمئنان عندما وجدت معظم خطب الأئمة كانت تدور حول التهدئة، وحول البعد عن العنف، وحول وحدة الامة، والحرص علي مستقبل مصر، وعدة محاور أخري تدور في هذا النطاق، فلم يكن أئمة الأوقاف يغذون العنف أو فتنة افتراق الامة، وكان معظمهم يحرصون علي مصلحة مصر العليا، وكان منهم من يبكي الحاضرين من شدة حرصه علي مصر وخوفه عليها.
ولا أنكر أنه كان هناك بعض التجاوز من بعض الأئمة، والذين يمثلون جزءا من نسيج المجتمع المصري أصابهم ما أصاب غيرهم من بعض التطرف أو العنف اللفظي، وهو الأمر الذي حاولت أن أقاومه وأعالجه من خلال جولاتي الميدانية علي المساجد وأنا متخف، وكنت أطلب من كل خطيب أن يحرص علي ألا يخرج الناس من المسجد بعد الخطبة والصلاة ليتظاهروا خارج المسجد، وأن تدفع خطبته الناس إلي العمل، وإلي أن يهدأوا لكي تسير مصر علي قدميها مرة أخري، وهذه التوجيهات كانت تختلف في أول الثورة عن آخرها، ففي بداية الثورة كان هناك نهج الهجوم علي العهد السابق، وكان هذا فعلا شعور الناس جميعا، وكان الائمة متجاوبين مع الشعب الساخط علي هذا العهد الذي أذاق الشعب المصري الهوان، وجرف الشخصية المصرية، وأصابها الفساد، وبعد أن هدأت الامور أخذت التوجيهات منحي آخر وهو منحي التهدئة.
صراع وتناحر وخلاف
المتابع للساحة المصرية العامة أو السياسية علي مدي الشهور العشرة الأخيرة التي أعقبت ثورة »25 يناير« يجد أن عنوانها الرئيسي يتجسد في ثلاث كلمات »تناحر، صراع، خلاف«.. من أين جاءت هذه الحالة ؟
أنا أري أن هذه الحالة مفهومة المصادر ومؤقتة المدة، مفهومة المصادر لانها صادرة عن إناس حُرموا من الكلام طوال هذه الفترة الطويلة ، ومؤقتة المدة لانها مناقضة لطبيعة الشعب المصري ،وهو شعب نهري يتمتع بطبيعة النهر الهادئ الرقيق، وقد تعودنا ونحن صغار قبل بناء السد العالي أن نري فترة الفيضان، وفي هذه الفترة المؤقتة كانت القري تزدحم بالأحداث، وبعد قليل تجد أن هذه الفترة قد انتهت، وتأتي الفترة التي يهدأ فيها الناس، وترق مشاعرهم، ويستخرجون النبات، ويقيمون الأعراس والافراح، ولعل هذا ماجعل الإنسان المصري إنسانا نهريا بكل ما في النهر من ثورات وهدوء وجمال، وأنا هنا أريد من الشعب المصري أن يستعيد هذه الذكري، وأن يقيس عليها هذه الفترة التي نعيشها الآن.
كما أريد من الجيل الجديد من أبنائي وأحفادي أن يفهموا الإسلام في ضوء النهر الخالد الذي يعيشون معه، فالإسلام في حد ذاته نهر فاض علي البشرية بالخير والنور والإيمان، وهناك ترابط بين الإسلام ونهر النيل والأزهر الشريف، ولو أمعن الإنسان النظر في هذا الأمر لوجد أن فتح مصر كان فتحا عظيما للإسلام، حيث إنعكست صورة الأزهر ونهر النيل والإسلام في مصرعلي صورة الإسلام في العالم كله، فلا تجد مكانا أوبلدة إلا وقد استفاد أهلها من مصر، ومن أزهر مصر، ومن طبيعة مصرالهادئة والنهرية التي ليس فيها تشدد أو تطرف.. ولاشك أن الفترة السابقة كانت فترة عابرة اختبر فيها الشعب المصري قدرته علي العطاء وحرية الرأي، وأختبر فيها الشعب المصري حريته وذاته، وأعتقد أنه سوف يعود إلي الهدوء والروية والطبيعة النهرية التي أراهن عليها دائما.
ولكن.. من أين جاء التشدد في المجتمع المصري ؟
التشدد الذي يعاني منه المجتمع المصري الآن يرجع إلي سببين ، أولهما يتمثل في فترة »التيبس« التي عاشها المجتمع المصري علي مدي الثلاثين عاما الماضية، وقد أدت هذه الفترة إلي جفاف الحياة المصرية حيث أصاب التجريف العقل المصري بعد أن كان في السنوات السابقة علي هذا العهد متفتحا مع الآخر، ومتعايشا لثقافة الانفتاح علي الآخر ، ولم نكن نري في ذلك بأساً، وكان شيوخنا في الأزهر يدرسون لنا الفلسفة الإسلامية والتصوف والفلسفة الحديثة، وكان هناك في قلب الأزهر مشايخ متخصصون في عمق الفلسفة، وفي عمق التصوف، وفي عمق الفقه، وفي عمق اللغة العربية، ولم يكن منهم أحد يكفر أحداً، وكانوا يتآخون، وكنا نجلس مع مشايخنا فنحس منهم روحاً طريفة في الحديث، وكانوا يضحكون للطرفة، ولم يكن هناك هذا التجهم الذي غلب علي مجتمعنا الآن. أما السبب الثاني فيتمثل في أن المجتمع المصري يعيش الآن في فترة ثورة، وقد أخرجت الثورة من المجتمع المصري كل ما يحويه باطنه من نتوءات، كما أخرجت الثورة كل المشاعر المكبوتة، وهذا كله عندما يخرج لابد أن نجد مثل الذي نراه الآن.
وأتوقع أن هذه الفترة سوف تهدأ، وسوف يعود المجتمع المصري إلي سابق عهده، ولاسيما أن الإنسان المصري في أعماقه تحضر، وهذا الأمر ينطبق علي أي مواطن مصري مهما كان، فإذا ما جلست مع مواطن مصري معروف بالغلظة، ورويت له قصة مؤثرة سوف تجد مشاعره ترق، وتستغرب كيف لهذا الفظ الغليظ يتحول إلي إنسان رقيق المشاعر وكثير الأدب، وهو أمر كنا نلاحظه أيضا عندما كنا نركب »الاتوبيسات«، فقد كنا نرصد في كل الفترات تغير سلوك المصري، فيكون هادئا عندما يركب »الاتوبيس« بالليل وهو قليل الركاب، ويكون عنيفا عندما يكون »الاتوبيس« مزدحما في الصباح، كنا نجد سلوك المصري مختلفا تماما رغم أن الشخص هو الشخص نفسه، ولكن المناخ طيب ومختلف.
وأنا هنا أريد للشعب المصري أن يطمئن، وأن يثق في أن مصر سوف تعود إلي سابق عهدها، وسوف يكون فيها الكثيرمن الصلاح، وسوف تعوض مصر هذا الجفاف الذي عاشته في الفترة السابقة.
مشاكل الأئمة والدعاة
ننتقل إلي قضايا الأئمة والدعاة، والذين خرجوا في أكثر من مرة في مظاهرات عامة وفئوية يطالبون بحقوق أدبية ومعنوية.. فما الوضع الآن؟.. وهل وزير الأوقاف راض عن الرواتب التي يحصل عليها الدعاة والأئمة خلال هذه المرحلة؟.. وما أوجه الدعم التي تقدمها الوزارة لتساعد الإمام والداعية علي تلبية احتياجاته الدعوية والحياتية؟
في كل اجتماع أحضره لمجلس الوزراء أحمل معي مطالب وهموم الدعاة والأئمة، ولكني في كل مرة أنظر إلي الأمر بعينين، الأولي تنظر إلي ما يعانيه الأئمة، ولاسيما أن معظمهم لا يعملون بعد الظهر، والذي يضطر منهم للعمل يعمل في أمور تدمي قلبي وتقلقني وتؤلمني، كما أن بعضهم يعيش في غير بلده بعيدا عن أسرته، وبعضهم لا يستطيع المبيت في مكان عمله ، ومن ثم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة ، وقد أثر تحديد سقف المكافآت ب 200 ٪ علي حال الائمة وفي تدني رواتبهم، وأنا أشعر بذلك من أول يوم عمل لي بالوزارة، وكانت مظاهرات الأئمة تأتي إلي مقرالوزارة ، وأخرج لهم وأحاول تهدئة الوضع وتنفيذ مطالبهم.
أما العين الأخري فتنظرإلي حال البلد الذي يعيش أزمة اقتصادية طاحنة ، ولهذا كنت أعمل علي تلبية احتياجات ومطالب الأئمة من ميزانية هيئة الأوقاف، وبالفعل استطعنا أن نلبي بعض الاحتياجات، ووفرنا لهم مستشفي يخدمهم ويخدم أسرهم، ولا أخفيكم سرا أن مجلس الوزراء جميعا يعضضني في هذا الأمر، ولكن للأسف كما يقال في المثل الشعبي " العين بصيرة واليد قصيرة "، وأنا في مجلس الوزراء موزع ومنقسم بين إحساسي الحاد والمؤلم بمعاناة الدعاة وإحساسي الحاد والمؤلم وأنا أري أمامي أزمات الاقتصاد القومي ،وأري في مجلس الوزراء الأمرين متمثلين أمام عيني.
ولاشك أن أموال هيئة الأوقاف لا يمكن أن تكون بديلا عن ميزانية الدولة، وهو الأمر الذي جعلني مؤخرا أتقدم إلي وزير المالية بملف ضخم يتضمن ما نقترحه لرفع المعاناة عن كاهل الأئمة والدعاة وتحسين أحوالهم المعيشية، ويتمثل أهم ما تضمنه هذا الملف في مقترح استثناء حافز 350 جنيها من نسبة الحوافز التي تحدد سقفها ب 200 ٪، والذي أصبح سقفا حديديا لا نستطيع تجاوزه، ومن ثم أريد أن استثني الأئمة من هذا السقف نظرا لظروفهم الخاصة، هذا بالاضافة إلي أننا تعاقدنا مع إحدي شركات التوزيع علي أن تتولي مهمة إيصال مجلة »منبر الإسلام« إلي كل إمام لكي يتخذ منها الزاد الذي يعينه، كما أن فيها أبحاثا عميقة تكفيه لإعداد خطبة جيدة، هذا فضلا عن مشروع مكتبة الإمام.
وهل هناك آلية محددة تتبعها في وزارة الأوقاف لتأهيل الأئمة والدعاة لمواكبة المستجدات الأخيرة التي شهدها العالم من حولنا؟
نحن بصدد إقامة دورات تدريبية بالاستعانة بتقنية »الفيديو كونفرنس«، والتي تحل محل الدورات التدريبية التأهيلية التقليدية، والتي كانت تعاني من العديد من المشاكل والصعوبات، أبرزها صعوبة تنقل الإمام والداعية من بلدته ولاسيما في الأقاليم إلي مقر الدورة بالقاهرة، ومن ثم كانت المسألة لا تؤتي أكلها علي النحو المطلوب، ونحاول بتقنية »الفيديو كونفرنس« تعويض هذا الأمر وتفادي صعوبات ومشاكل الدورات التأهيلية التقليدية.
فساد داخل الوزارة
إرتبطت مسألة ضم المساجد الأهلية لوزارة الأوقاف ببعض التجاوزات.. كيف يواجه د. القوصي هذه التجاوزات ؟
مسألة ضم المساجد الأهلية لوزارة الأوقاف تمثل مشكلة كبري بعد أن تعددت أوجه التلاعب والتجاوزات في هذا الشأن، لدرجة أن كثيرا من هذه التلاعبات والتجاوزات وصلت إلي النيابة العامة، وللأسف الشديد استطاع بعض من ذوي الذمم الخربة من موظفي الوزارة أو من غيرها أن يضموا مساجد أهلية للأوقاف لا تستحق الضم ، وعينوا عليها عمالاً ومؤذنين، وهم لا يستحقون التعيين، والوزارة الآن تدفع لهم رواتبهم، وحين اكتشفت هذه المخالفات أصبح لهؤلاء المعينين زورا وبهتانا حقوق، ويطالبون بالتثبيت، وينادون بسقوطي ، ويتظاهرون أمام باب الوزارة من أجل التثبيت علي مساجد انضمت للاوقاف زورا وبهتانا.
ومن هنا فإن مسألة ضم المساجد الأهلية للأوقاف تمثل لي هما يؤرقني كثيرا، ولاسيما ان هناك أعدادا كبيرة من عمال ومؤذني هذه المساجد يأتون إلينا في الوزارة ويطالبون بالعلاوات، وهو هم يشغل ربع وقتي، وقد جنبت المسئول عن هذا الأمر من قيادات الوزارة، كما أن بعضهم ذهب إلي النيابة، وبعضهم تم الحكم عليهم، وقد أخرجت لجانا أخري تحاول الآن أن تصلح الأمر، وتحاول أن تتقصي حقيقة هذه المساجد.
في تصريح منسوب لكم في إحدي الصحف صرحتم بأنكم بدأتم العمل في الوزارة بفتح ملفات الفساد، وأكدتم أنكم في طريقكم للتثبت من الاتهامات.. فما أوجه هذا الفساد الذي تعاني منه وزارة الأوقاف ؟.. وكيف تواجه الفاسدين ؟
بقدر الإمكان أحاول أن أجنب الفساد داخل الوزارة، وأحاول أن أبعده وأجوفه من الداخل بحيث يبقي شكلا وليس مضمونا، وأنا لست من أنصار النظرة العقابية، وأكتفي بتجويف الفساد من الداخل، وإبعاد القيادات الفاسدة عن مراكز القرار، وفي نفس الوقت الستر عليهم، لا أريد أن يفتضح أمرهم، ولا أن يكونوا مجالا للقيل والقال، وهذا خلق الإسلام الذي تعلمته في أسرتي وفي أزهري، فالتشفي والانتقام ليس من خلقي، والحقيقة أنا أعتبر إبعاد الفاسد عن مراكز القرار انتصارا للحق لا لنفسي، أما لو انتقمت من هذا الشخص فإنني أكون بذلك انتصرت لنفسي، وما يهمني هو أن لايكون الفاسد صاحب قرار.
ومن ناحية أخري أعاني من أن بعض القيادات لا تصلح للقيادة، وجاءت إلي الوزارة في غفلة من الزمن، وقد شكلت لجنة قيادات من خارج الوزارة تم تشكيلها بشكل قانوني لكي تكون في غاية الحياد والنزاهة في اختبار هذه القيادات، ونختبرهم في شتي الشئون بحيث أترك الوزارة وهناك قيادات قوية تستطيع أن تقودها بدون اهتزاز أو ارتعاش في اليد، وبنظافة يد وشفافية، وهذا هو اهم شئ عندي، حيث أحرص كثيرا علي نظافة اليد والنقاء والقدرة علي خدمة الدعوة الإسلامية.
عش الدبابير
ولكن.. ألا تري أنك بهذا الأمر تضع نفسك ويدك في »عش الدبابير«؟
أنا بطبيعتي مقاتل شرس، ولهذا لم أحاول يوما أن أصنع فريقا حولي ليدفع عني أمرا ما، وأنا أقف في وجه الفساد داخل الوزارة بشخصي المفرد مستعينا بالله تعالي، ومن ثم أنا لست بطلا ولست »سوبر مان«، وإنما فقط أحاول أن أنظف ما حولي ، وهو أمر معتاد لي منذ أن كنت نائب رئيس جامعة الأزهر وقبل ذلك عندما كنت وكيل كلية، والله تعالي هو المعين لي، وهو الذي يحميني من كثرة الاوراق التي أوقعها يوميا، فقد أخطئ بالتوقيع علي شئ واكون غافلا عن حقيقته، ويوميا في كل صباح وفي طريقي للوزارة اقرأ دعاء »الله خير حافظا« لاني لست معصوما من الخطأ، وقد تكون بعض قراراتي خاطئة، وأطلب ممن حولي أن ينبهوني إذا ما كان في قراري خطأ.
وماذا عن أراضي الأوقاف التي نُهبت في الفترة الأخيرة في ظل النظام السابق؟
الدولة كلها تشكو الآن من إنتهاك وسرقة ونهب الأراضي وليس فقط هيئة الأوقاف، وكل من يؤجر منا قطعة أرض نحاول أن نبقيه عليها لضمان ملكية الأوقاف لها، ولو كنا في ظروف عادية كنا أقمنا مزاد تأجير، ولكن الآن لا استطيع أن أقيم مزادا لأن الذين يشتركون في هذا المزاد دائما ما يكونون متفقين فيما بينهم علي خسف القيمة أو ينعقد المزاد ولا يحضر احد.
وللأسف الشديد أجد أن حرمة الوقف قد انتهكت، وأصبح الناس ينتهكون حرمة الأوقاف دون أن يدركوا أنها مال الله، ومن يأخذ منها بغير حق فقد أخذ قطعة من النار.
وهل تأثرت مشاريع هيئة الأوقاف بأحداث عدم الاستقرار والانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير ؟
التأثير في الأراضي التي تم العدوان عليها ،حيث أن هناك بعض الأراضي تم الاستيلاء عليها من قبل بعض الاشخاص ، فعلي سبيل المثال أخذ محافظ كفر الشيخ أراضي »كفر عبدالمنان« وهو شريط طولي ملاصق للطريق الدولي، وقد أحلنا هذه التعديات علي أراضي الأوقاف إلي أجهزة الأمن.
أما باقي المشروعات فلم يكن هناك تأثير سلبي عليها من جراء أحداث الثورة ، ونحن نشترك في عدة شركات، وقد علمت مؤخرا أن بعض هذه الشركات التي نشارك فيها حققت أرباحا معقولة ، وقد نمت أموال الأوقاف بنسبة ما، ومن الشركات التي نشاركها شركتا مقاولات وشركتان سجاد، ونحاول الآن أن نساعد شركتي السجاد علي تجاوز عثرتهما حيث تعثرا بسبب أن إنتاجهما أصبح غير ملائم للسوق وبحاجة إلي إعادة هيكلة.
التدخل الأمني.. انتهي
التدخل الأمني في عمل الدعاة والأئمة لم ينقطع يوما في عهد النظام السابق، وهو الأمر الذي أدي إلي استبعاد بعض الأئمة أمنيا.. فهل نستطيع أن نقول أن زمن التدخل الأمني في الحقل الدعو انتهي للأبد؟
لا مكان الآن لاي تدخل أمني في عمل وزارة الأوقاف، لا من قريب أو من بعيد، لا بالكلام ولا بمجرد الإشارة ، وعندما جئت الي الوزارة أرجعت كل المستبعدين أمنيا، وقد بلغ عددهم أكثر من 600 إمام وداعية، وقد أرجعتهم بقرار وزاري، وعينتهم في أماكنهم التي كانوا يعملون فيها في السابق، ومنهم من كان معينا في مكان ما وعند عودته أراد أن يتحول إلي مكان آخر، وقد وافقت علي هذا الطلب، وقررت أن أرجعه الي المكان الذي يريده لادفع عنه الظلم ، ومن ثم انتهت مشكلة المستبعدين أمنيا إلي الأبد، واصبحوا الان يعتلون المنابر، ويؤدون مهام وظائفهم علي أحسن ما يكون، وقد اختبرت بعض المستبعدين أمنيا في مكتبي لكي أري قدراتهم ومهاراتهم الدعوية والخطابية.
نقابة الدعاة حلم تمناه الأئمة والدعاة كثيرا، ومازالوا ينتظرون تحقيقه علي أرض الواقع .. فمتي تري هذه النقابة النور ؟
هو الآن في سبيله إلي النور، وقد خصصت لهم مكانا، وأنا أتابع هذا الأمر أولا بأول، وقد قدمت لمجلس الوزراء ما يؤدي الي إعلانها وإشهارها رسميا، وهي في الطريق الآن، وقريبا سوف تري نقابة الدعاة النور، ولكن أود أن أشير هنا إلي أن النقابة قائمة الآن بشكل غير مشهر، حيث يجتمعون بصفة مستمرة وأحرص علي تشجيعهم، وهي بلاشك سوف تمثل نواة لمجتمع مدني للائمة، والحديث عن أحوالهم، ولاسيما وأنني في الوزارة مشغول بعدة أمور، ومن ثم تعد النقابة قناة التوصيل الجيدة التي توصل إلي المسئولين هموم الدعاة، لذا أرحب بها تمام الترحيب، وقد أرسلت بعض أبناء النقابة إلي شارع محمد محمود أثناء أحداث العنف، ووقفوا حاجزا بلباسهم الأزهري لكي يحولوا بين قوات الشرطة والمتظاهرين، والخلاصة نقابة الدعاة في طريقها إلي النور، وسوف تولد شابة فتية.
وماذا عن موقفكم من مشروع الأذان الموحد ؟
هنا بعض العقبات في استكمال المشروع ،وقد أنفقنا عليه الكثير من الأموال، ولا أريد ان أهدر ما أنفقناه ، ومن أبرز عقباتها تعطل بعض التوصيلات الارضية الأمر الذي جعلنا نتفق مع القوات المسلحة لانشاء خط هوائي، والحقيقة أنا حريص علي ألا أنفق علي هذا المشروع أموالا جديدة، ولكن أريد أن أصلح ما أنفقناه بقدر الامكان، وأعتقد أنها فكرة في حد ذاتها جيدة لكن الظروف غير مواتية لها، وقد وقفت ظروف البلد الراهنة عائقا أمام تقييم التجربة وتقويمها، لكن حينما تهدأ الأمور سنقوم بتقييمها مرة أخري في ضوء ما أنفقناه عليه، وفي ضوء ما ننفقه بدون بذخ.
لجنة عليا للحج
ترأستم بعثة الحج العام الماضي وتحدثتم عن كثير من أوجه الخلل، وهو ما جعلكم تفكرون في إنشاء لجنة عليا للحج .. فما مصير هذه اللجنة ؟
الدراسة الخاصة باللجنة موجودة وقائمة، وهذه اللجنة تحتاج إلي تضافر جهود عدة وزارات وهي الاوقاف والسياحة والداخلية والتضامن الاجتماعي، وحتي الآن لم أقدم مشروع اللجنة لمجلس الوزراء نظرا للاحداث التي تشهدها مصر حاليا، والحقيقة أن كل الاطراف تسعي الي أن تكون هناك هيئة أو لجنة عليا تشرف علي عملية الحج، وهي حتي الآن مازالت في طور الإعداد ومعظم الوزارات تتحمس لها.
في أعقاب ثورة 25 يناير، ومع الحديث عن تطوير الأزهر الشريف ومؤسساته خرجت إلي النور فكرة توحيد المؤسسات الإسلامية الثلاث »الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء« في مؤسسة واحدة يشرف عليها الأزهر الشريف .. فهل ترحبون بهذه الفكرة ؟
في وقت سابق من الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع لبحث قانون الأزهر، وطرحت هذه الفكرة خلال هذا الاجتماع، والحقيقة أنا لي وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع، حيث إذا كان المقصود بالتوحيد هنا هو التوحيد البيروقراطي المكتبي بمعني ضم إدارات الاوقاف والافتاء إلي الازهر الشريف المعبأ والمثقل بالادارات، فهذا الأمر لا أرحب به لانه بذلك نكون قد أثقلنا الأزهر الشريف بإدارات جديدة تزيد من أعبائه.
وما يهمني هنا هو توحيد الفكر الدعوي الذي يعد مهمة وزارة الاوقاف الاولي، ورسالة مشيخة الأزهر، ولاشك أن الفكر الساري في وزارة الأوقاف هو نفسه الفكر الساري في الأزهر بلا أدني فرق أو اختلاف، ومن ثم أري من الضروري أن تكون هناك هيئة دعوة موحدة توحد الفكر الدعوي في المؤسسات الإسلامية الثلاث بدلا من إثقال هموم الأزهر بهموم الأوقاف والافتاء، ومن ثم يكون الاشراف علي المؤسسات الثلاث في منتهي الصعوبة.
ولاشك أن توحيد الدعوة مسألة في غاية الأهمية بحيث لا يكون في مصر عدة اتجاهات دعوية مختلفة، فهناك جهاز دعوي كبير في وزارة الاوقاف، وهناك جهاز دعوي صغير في الأزهر متمثل في إدارة الوعاظ بمجمع البحوث الإسلامية ، وبالتالي يمكن جمعهما في إدارة واحدة تحت رئاسة شيخ الأزهر تكون مهمتها توحيد توجيهات الدعوة .
كما أذكر أن أبرز الاقتراحات التي درسناها خلال الاجتماع المذكور تمثل في تأسيس هيئة كبار العلماء بالاضافة إلي مجمع البحوث الإسلامية بحيث تتولي هذه الهيئة انتخاب شيخ الأزهر، وأقترح أن تكون من مهمة هذه الهيئة العمل من أجل توحد سياسات أو اتجاهات الدعوة في مصر حتي لا يكون الصوت الإسلامي في مصر موزعا بين متشدد أو معتدل.
وأخيرا .. ما سر تمسك د. القوصي بالزي الأزهري؟
وجود وزير الأوقاف بالزي الأزهري يعني أنه عاد إلي أصله، وقد لبست العمامة منذ أن كان عمري 10 سنوات، وكان الزي موجودا عندي علي الدوام، وعندما عينت وزيرا للأوقاف عدت إلي الزي الأزهري من باب إعادة الشئ إلي اصله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.