قد يكون معذورا من تساوره الشكوك في كثير مما يحدث الآن في مصر، وبعض الظن إثم.. وأسباب التماس الاعذار لمن يسيئون الظن كثيرة ومتلاحقة. بعضها بسبب الخبرة السابقة في ادوات الحكم والتي افقدت الناس الثقة فيمن يجلسون علي مقاعد المسئوليه، وبعضها بسبب التخبط في ادارة إمور الدولة وتوجيه دفتها الي بر الامان، خاصة بعد ثورة تتوق الي إحداث تغيير حقيقي وليس صورا!. حسن الظن يدفعني للوقوف في نجاح الثورة ضد الفساد الذي نهش جسد مصر، وطال كل مكان فيها لانه لم يجد نيه حقيقية في مقاومته، ولا فعل صادقا لمواجهته، ولكن سوء الظن قد يجد مبررا حين يظل خيال الفساد القبيح ماثلا امام العيون في تصرفات وتصريحات واختيارات تشعرنا ان النظام القديم مازال موجودا لم يتزحزح من مكانه شبرا واحدا!. اتذكر دوما وصية رسولنا الكريم »إياكم والظن« وتعاليم أبي وأمي الدائمة بعدم اساءة الظن بالآخرين. ولم اعتقد يوما بصحة مقوله »سوء الظن من حسن الفطن« ولكن ماذا يفعل المرء حين يجد ان الحقيقة تتلون مائة مرة، وأن الكذب يكاد يكون سمة الحياة، وأن الصدق والامانة في طريقهما للإنزواء؟. أتذكر ان حسن الظن كان غالبا في مصر في اعقاب ثورة يناير، كانت هناك حالة من الايثار سائدة بين الناس، وكانت روح ميدان التحرير الثائرة والراغبة في التغيير قد بدأت تؤتي ثمارها في مبادرات اهلية لمساعدة من يحتاجون للمساعدة، وبدأ كثير من الشباب يتوجه للعمل في مجموعات تنمية المناطق الفقيرة والعشوائية، وارتفعت قيمة كرامة الانسان وتقديره لذاته في مجتمع عاني الحرمان طويلا من هذه القيمة، واصبح شعار »إرفع رأسك فوق أنت مصري«.. شعارا خالدا يردده الجميع.. وانتشرت مجموعات اخري من الشباب والنساء تنظف الشوارع وتجملها وثبت روح جديدة تدفع للمحافظة علي النظافة والنظام.. وكان كل هذا سببا في اشاعة جو عام من التفاؤل والامل ملأ النفوس.. بالثقة في غد افضل يسوده العدل والتوحد بين ابناء الوطن. ولكن هذه الروح بدأت تتراجع تدريجيا، بفعل احداث كثيرة لم تكن متوقعة ولم يكن اسلوب معالجتها متوقعا ايضا!! بعض الظن« يؤكد ان »حسن الظن« في بقايا نظام مبارك لم يكن في محله، ومن يريد القضاء علي كل الظنون التي تملأ سماء حياتنا الآن عليه ان يتقي الله ويعمل صالحا، لان الثورة مستمرة في قلوب شباب هذا الجيل والاجيال القادمة حتي يتم بناء مصر الجديدة التي يحلمون بها.