عندما انطلقت الثورة المصرية والتي نحتفل خلال الايام القادمة بمرور عام عليها كانت مطالبها الرئيسية "عيش ؛ حرية" عدالة إجتماعية " وانطلق هذا الهتاف من ميدان التحرير الي كل ميادين مصر ومنها الي المدن والقري والنجوع ولكن يبدو ان هذه المطالب والهتافات لم تصل حتي الان الي ماسبيرو، وما يؤكد ذلك ما حدث قبل أسبوعين عندما أصدر وزير الاعلام الجديد في حكومة الانقاذ الوطني اللواء أحمد انيس قرارا بايقاف برنامجين اذاعيين الاول " طلعت شمس النهاردة" الذي يقدمه المذيع الشاب زياد علي علي راديو مصر والثاني برنامج "عين" الذي يقدمه هاني حتحوت ونانسي محمود علي شبكة الشباب والرياضة وذلك بسبب آراء مقدمي هذه البرامج وانتقادهما لاداء المجلس العسكري في احداث شارعي مجلس الوزراء والقصر العيني وتم تحويل المذيعين للتحقيق وايقاف زياد علي عن العمل. إن ما حدث من المسئولين في اتحاد الاذاعة والتليفزيون يعد انتهاكا صريحا لحرية الاعلام ومحاولة للعودة للوراء وتكميم الافواه ويتنافي مع اهداف ثورة 25 يناير وخيانة لدماء الشهداء التي سالت في كل مكان في ميادين مصر وما حدث يؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن الاعلام المصري الرسمي مازال يدار بنفس عقلية حقبة ما قبل الثورة وان القائمين عليه ما زالوا يتعاملون مع الاعلام علي انه إعلام النظام لا إعلام الدولة والشعب وتلك هي الازمة الحقيقية التي يعاني منها الاعلام المصري ،أزمة العقول التي تدير، فمازالت قيادات ماسبيرو سواء في الاذاعة او التليفزيون تتعامل بنفس المنطق والرؤية والتوجه الذي كان يسير عليه اعلام انس الفقي وصفوت الشريف واذا استمرت هذه القيادات في مناصبها فلا أمل في التطوير او اعادة المصداقية المفقودة في اجهزة الاعلام الرسمية.