من خلال متابعتي لنشاط الأجهزة الامنية المختلفة مؤخرا بحكم تخصصي المهني.. لاحظت خلال الفترة الماضية بدء نشاط جهاز الأمن الوطني أو طبقا لاسمه القديم- مباحث أمن الدولة- والواضح ان ضباطه يحاولون بكل ما لديهم من قدرات ومهارات ألا يظهروا في الاضواء ربما يساعدهم في ذلك انهم بعيدين الان عن الانشطة الجماهيرية التي لصقوا بها خلال العهد البائد غصبا وعدوانا حيث كان المواطنون وبالرغم انه جهاز أمن سري فوق ضباط النشاط الخاص بهم هم.. ورئيسهم او مفتشهم بالاسم سواء حركي او حقيقي تماما مثلهم مثل اي ضابط مباحث او نظام في قسم شرطة.. حاولت الاقتراب من بعضهم بحكم طبيعة الصحفي ربما اصل الي شيئا ما عن نشاطهم حاليا. ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل ورغم ذلك فقد لاحظت شيئا مهما وهو تغيير الضباط الآن في اسلوب التحرك والعمل وابتعادهم عن المظهرية والاستعلاء علي الاخرين كما كان يحدث حتي مع زملائهم ضباط الشرطة في المواقع المختلفة. عموما بهذه المناسبة اقول لضباط الجهاز مرحبا بكم في حماية الوطن لانه لا توجد دولة او مجتمع بدون جهاز امني سياسي باسماء مختلفة.. ولكني اذكركم ان تستوعبوا الدرس جيدا ولا تنسوا ما فعله ضباط أمن الدولة وحالة الرعب التي عاني منها الكثيرون بعد الثورة بفعل تصرفاتهم. وفي لحظة الغضب الشعبي انهار كل شيء في لحظة.. واصبح من وقتها كل من كان ضابط أمن دولة يتواري عن الجميع خوفا علي حياته وخجلا من السمعة الملطخة بالظلم والافتراء تلاحقهم حتي في الأماكن الأخري التي انتقلوا إليها بل ان زملاءهم الذين كانوا بعيدين عن المجالات الجماهيرية داخل الجهاز عانوا من فساد الظالمين دون ذنب لهم.. استوعبوا الدرس فلن ينفع ظالم مرؤسية.. هؤلاء الذين نفذوا اوامر دون خوف من ظلم الابرياء ودعوات المظلومين.