محمود سالم رفض أن يترك الحكم بارادته حتي نزع منه نزعا. اقسم اليمين علي رعاية الشعب فاذا به يحنث اليمين ويرعي مصالحه الشخصية ومصالح اسرته وبطانته . كرس الفترة الاخيرة من ولايته لتوريث الحكم فأفسد الحياة السياسية وزور ارادة الجماهير في اختيار نواب البرلمان وعصف بكل شخص وقف امامه وترك منصب نائب الرئيس شاغرا حتي تخلو الساحة لابنه ويتحقق التوريث. منحه الشعب الثقة وأعطاه الفرصة 03 عاما.. فترة كانت كفيلة بتحقيق النهضة لمصر لو توافرت النزاهة والامانة والتقوي ولكنه خذل الشعب وعاند الزمن واصر علي الاحتفاظ بالسلطة وبريقها ومزاياها طوال حياته فأنسته شهوة السلطة المصلحة العامة حتي قام الشعب ليتخلص منه. خضع لضغوط اسرته ليوافق علي توريث الحكم وإرادة قرينته بأن تكون إما لرئيس الجمهورية بعد أن كانت زوجة للرئيس، ولم يدرك أن مصر ليست عقارا أو عزبة خاصة يمكن أن تباع أو تورث. لم يقدر تحمل الشعب للطغيان والاستبداد ولم يستمع إلي صوت الشارع الذي طالبه بالعدالة الاجتماعية والحرية، وبلغت الاستهانة بالشعب عند تزييف الانتخابات فحدث الانهيار وتعالت اصوات الجماهير نتيجة القهر. رئيس أهان نفسه فاستحق انتهاء مشواره بالانكسار والذل من قصر الرئاسة إلي قفص الاتهام ثم العقاب.. أبقي علي حبيب العادلي 31 عاما وزيرا للداخلية وهي فترة غير مسبوقة فخرج بدور جهاز الشرطة من خدمة الشعب إلي خدمة النظام والحاكم، وكرس كل أجهزة الشرطة لمشروع التوريث .. لم يعبأ بالأرواح التي أزهقت والعاهات التي حدثت بمعرفة قواته بتعليماته وأوامره.. والقول بعدم علم مبارك بقتل المتظاهرين »كلام مجانين«!
كل ذلك في سبيل البقاء في منصبه وبقاء الحاكم في سدة الحكم متشبثا بالسلطة ولو علي جثث بهذا العدد من ابناء هذا الوطن الذين كانت كل جريمتهم انهم هاموا بحب بلادهم حتي انساهم ذلك العشق كل شيء.. وحقائق أخري نطق بها مواطن مصري اسمه المستشار مصطفي سليمان رئيس استئناف نيابات القاهرة.. كل كلمة منها تكفي لاعدام المخلوع وبطانته.. كلمات لو سمعها شخص يحمل ذرة كرامة أو احساس يصاب بأزمة قلبية ويلقي حتفه علي الفور.. لكن كما يقال الاحساس نعمة.. ويبدو أن تلك العصابة تريد نفس مصير شجرة الدر.. وأنا أيضا اتمناها لهم.. يعني »بالقباقيب«!