أعظم نتيجة لأي ثورة هي أن يصل من قاموا بها إلي حكم البلاد. ولكن ثوار 52 يناير صنعوا ثورة وحققوا معجزة فشلت في تحقيقها كل القوي السياسية المخضرمة والأحزاب الكارتونية. ولكن للأسف خرج الشباب الذين أشعلوا الثورة من المولد بلا حمص لم يتم دفعهم بأعداد مناسبة في البرلمان.. مما زاد إحباطهم وضاعف إحباطنا وقلقنا علي المستقبل. فالطاقة الهائلة لهؤلاء الشباب كان يجب توجيهها للبرلمان أو لشغل حقائب وزارية. لولا هؤلاء الشباب المغامر الذي يحدد أهدافه بوضوح، ما رأينا انتخابات برلمانية نزيهة وما تشكلت حكومة إنقاذ وطني، وما تحدد جدول زمني لتسليم الحكم لسلطة مدنية، وما بدأت محاكمة المدنيين أمام القاضي الطبيعي وليس أمام محاكم عسكرية. رغم كل ما سبق.. فقد غاب عن الحكم شباب الثورة الذين ضحوا من أجلها بأرواحهم وعيونهم. لم نستطع أن نفرق بينهم وبين البلطجية الذين يحرقون البلد. فشعروا أن الثورة قد خطفت منهم وتربع علي رأسها غيرهم. ورغم أنهم مشعلو الثورة التي قامت لحماية الشعب المصري من التسلط والديكتاتورية والفساد إلا أنهم تلفتوا حولهم، فلم يجدوا حماية من أحد: ولا المجلس العسكري، ولا الحكومة، ولا القوي السياسية. فكانت النتيجة أنهم احتموا بالشوارع والميادين من جديد. لا تتركوا هذا الشباب يضيع ويضيّع البلد. فهم كل أمل مصر وأحلامها! نحن نحتاج لمسئولين شباب يعيشون المستقبل. يعملون من أجل غد أفضل، فيه حرية، فيه عدالة، فيه أمن وأمان.