بفارغ الصبر.. أنتظر الجلسة الأولي لمجلس الشعب.. بتلك الخلطة المثيرة من الأعضاء »الجدد«.. فهذه الجلسة رغم انها »افتتاحية« وإجرائية.. إلا أنها ستكون في رأيي بداية كشف »المستور«، والمستخبي، وسنري فيها ومن خلالها.. ما يسكن خلف الدقون.. وأين يقع ولاء الإخوان.. ومن هم أصحاب »الحناجر« والشو الإعلامي دون مواقف.. ومن جاء خلف المصالح الشخصية.. ففي مجلس الشعب.. أردت أم لم ترد.. فإن كل الأقنعة »تسقط«.. ومن السهل علي أي »متابع«.. أن يعرف الغايات والمسالك،لكل جالس تحت القبة.. وليجيب في نهاية المطاف علي السؤال الأهم.. لماذا جاء هؤلاء النواب.. لله.. أم للوطن.. أم لأنفسهم.. أم جيء بهم سعياً للسلطة والاستحواذ عليها.. وطبقاً للتوقعات فإن المجلس هذه المرة.. يضم كيانات غير »متجانسة«.. أولهم الإخوان.. وهؤلاء يعرفون أن الأضواء مسلطة عليهم، وستكون كل تصرفاتهم »محسوبة« لهم، لكنهم لن يستطيعوا أن يستمروا في حالة »التمثيل طويلاً« وسيخرجون علي النص »المرسوم« سريعاً وتكتشف ذلك في عدم تركهم لأي موقع »قيادي« داخل البرلمان يحقق لهم مكسباً أو مغنماً أو غاية.. سواء كان الرئيس او الوكلين او رؤساء اللجان، وإذا لم يحتلوا المواقع كلها.. فسيكون ذلك جزء من »جيم« موضوع لهم.. بأن هاتوا فلاناً.. مؤقتاً كواجهة.. حتي لا يقال اننا »نستحوذ« علي كل شيء.. يليهم »السلفيون« بألوانهم، وهؤلاء يمكن أن تطلق عليهم نواب »الصدفة« ومن المؤكد أنهم سيضربون »لخمة« في بداية أعمال المجلس لأنهم بلا هدف ،ولا استراتيجية.. ولا يعرفون شيئاً عن أبجديات العمل السياسي ولا يفرقون بينه وبين العمل السلفي.. أو الدعوي.. خطابهم في مجمله »ساذج« إلا أن رغبتهم الملحة في أن يكونوا »مثاراً« للحديث والجدل سيجعل منهم الجزء »المعطل« والمشوش علي كل شيء يتم الاتفاق حوله في البرلمان.. وسيكونوا البادئين »بالشجار« وإثارة الصخب بسبب »انعزالهم« ونبذهم من الإخوان ومن القوي الأخري ..الجانب الثالث من التركيبة.. أو الكوكتيل.. من يطلقون علي أنفسهم.. علي غير الحقيقة.. ودون معني »الليبراليون«.. هؤلاء، وبسبب اختلاف مصالحهم و»حبهم« للظهور كأحد صناع القرار.. لن يكون أمامهم لاختراق »عقبة« الكتلة الصماء من الإخوان والسلفيين..والتفوق عليهم إلا اللعب علي التحرير، وسيحاولون من آن لآخر.. »إثارته« علي البرلمان تعويضاً لعدم قدرتهم، ومن المؤكد أنهم سيحاولون قبل بداية الجلسة الافتتاحية »الإعلان«.. »إعلامياً« عن أنهم »متكتلون«، ومتفقون كجبهة واحدة وحينما تدور العجلة ستكشف أن المصالح المختلفة »قد« خنقت »التكتل« الليبرالي.. فيبدأ اللعب علي كل الأحبال والاتجاهات. والي ان تاتي الجلسة الاولي يظل المجلس بتركيبته .. كزوج وزوجة كلا منهم يخدع الاخر لكنهم ينامون يومياً علي نفس الفراش.