تلقيت من زميلنا الكاتب الصحفي طاهر شلبي كتابه الجديد »اهل الفن وأهل السلطة« الذي سجل فيه العديد من الخبطات الصحفية كمحرر فني كفء يجيد البحث والتنقيب فيما وراء الخبر ويستخدم اسلوب الباحث الماهر في جمع معلوماته وتقصي الحقائق من حولها ليقدم في نهاية الامر معلومات صحيحة في اطار من الجدية بعيدا عن اية اثارة أو تشكيك أو خلط للاوراق خاصة انه تناول في سرده للاحداث قصصا وحكايات لنجوم كبار كانوا محط رعاية واهتمام من رؤساء مصر منذ قيام ثورة 32 يوليو عام 2591 وحتي سقوط الرئيس المخلوع مبارك في 11 فبراير الماضي..وكتاب »اهل الفن واهل السلطة« يقع في اربعة فصول ويبلغ عدد صفحاته 462 صفحة من الحجم المتوسط الانيق ويضم في نهايته ملحق صور خاصا لاشهر نجوم الفن مع اهل السلطة ورموز الحكم خلال السنوات الماضية. في الفصل الأول من كتاب »اهل الفن وأهل السلطة« يتحدث الباحث والمؤلف طاهر شلبي عن علاقة الرئيس الاسبق محمد نجيب ببعض كبار فنانينا مثل يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب وليلي مراد وانور وجدي ومحمد فوزي ومديحة يسري وغيرهم من الاسماء اللامعة انذاك عند قيام ثورة يوليو 2591 وكيف كان بعض هؤلاء قريبا إلي عقل وقلب أول رئيس للجمهورية في تاريخ مصر الحديث خاصة الفنان الراحل نجيب الريحاني الذي اطلق عليه لقب موليير مصر. وفي الفصل الثاني من الكتاب يتحدث طاهر شلبي عن فترة حكم الرئيس الخالد جمال عبدالناصر زعيم ومفجر ثورة يوليو الذي ارتبط بصداقات قوية مع ام كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ الذي صنع منه مطربا للثورة ومتحدثا بالكلمات والألحان عن منجزاتها وطموحاتها وأحلامها.. ويوضح الكتاب عبر صفحاته كيف قام الرئيس عبدالناصر بإلغاء قرار مجلس قيادة الثورة الصادر بمنع اغاني ام كلثوم من الاذاعة بحجة انها من العصر البائد ايام الملك فاروق حيث قال لزملائه اعضاء المجلس اننا كثوار لا يمكن ان نقوم بهدم الهرم الاكبر بحجة انه كان في عهد الملكية التي اسقطتها الثورة. وعادت اغاني ام كلثوم للاذاعة المصرية وأصدر عبدالناصر اوامره بضرورة صرف حقوق الاداء العلني لها عن اذاعة اغانيها بعد ان علم بوجود قرار بتجميد مستحقاتها المالية.والكتاب به تفاصيل كثيرة مثيرة عن فترة حكم الرئيس عبدالناصر وعلاقته بكبار نجوم الغناء والتمثيل وكيف كان عاشقا لافلام اسماعيل ياسين وغيره من اصحاب القامات العالية في سماء السينما المصرية. ويخصص طاهر شلبي الفصل الثالث من كتابه للحديث عن علاقة الرئيس الاسبق العظيم انور السادات بطل الحرب والسلام وكيف كان ينظر للفن وللفنانين وكان البعض منهم اصدقاء له حيث ارتبط معهم بصداقات قوية وخصص لهم عيدا للفن بعد نصر اكتوبر عام 3791 وكيف تعلق قلبه وعقله بألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي.. ويختتم المؤلف صفحات كتابه »اهل الفن وأهل السلطة« بالفصل الرابع الذي خصصه للحديث عن فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك وعلاقته بأهل الفن خلال سنوات حكمه وما اثير حولها من حواديت وحكايات مثيرة بعضها يمثل ألغازا أو ان صح التعبير فهي محاطة بعلامات الاستفهام وتضيق المساحة هنا عن الحديث تفصيلا عنها! انني اهنيء زميلنا طاهر شلبي علي الجهد الكبير الذي بذله في اعداده لكتابه الشيق »أهل الفن وأهل السلطة« حيث تقمص دور الباحث في تتبع الاخبار وتوثيقها وتحليلها ودراسة وعرض نتائجها داخل كتاب جذاب يعد بمثابة شهادة علي العصر من خلال 06 عاما مضت علي قيام ثورة يوليو 2591 وحتي الان شهدنا خلالها حال الفن والفنانين مع أهل القمة والسلطة في بلادنا.