قدرت منظمة الصحة العالمية عدد قتلي حوادث الطرق في العالم حاليا بنحو 72.1 مليون سنويا، وتتوقع ان يرتفع إلي 4.2 مليون شخص بحلول عام 0302، تكبد الحكومات حول العالم خسائر بقيمة 815 مليار دولار، وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا وإنسانيا واجتماعيا كبيراً. وافادت احصاءات المنظمة العربية للسلامة المرورية، بأن المنطقة العربية تشهد سنويا نحو 04 الف وفاة ناتجة عن حوادث السير، 06٪ منها من الشباب. وتحذر منظمة الصحة العالمية، من ان حوادث المرور ستبرز كسبب رئيس للوفاة بحلول عام 0202، واتخذت حكومات عدة تدابير اضافية لتسحين مستوي السلامة علي الطرقات وتفعيل قوانين السير في شكل اكثر صرامة. في هذا الاطار، تكمن القيمة الكبري للندوة التي تبدأ اليوم في سلطنة عمان تحت عنوان »نعم للحد من حوادث المرور« والتي تشارك فيها وفود من مختلف انحاء العالم ويفتتحها السيد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد بفندق قصر البستان في مسقط. ويؤكد المفتش العام للشرطة والجمارك الفريق مالك بن سليمان المعمري حرص الجهات المعنية في السلطنة علي تنفيذ ما تضمنته كلمة السلطان قابوس بهذا الشأن خلال لقائه بشيوخ ورشداء واعيان ووجهاء ولايات منطقة الباطنة ومحافظة مسندم بالمخيم السلطاني بسيح المكارم بولاية صحار في اطار جولة السلطان السنوية في ربوع البلاد العام الماضي. وقال الفريق المعمري: ان هذه الندوة ستعقد تأكيدا لما امر به السلطان قابوس من اهمية تكثيف التوعية المرورية بين مختلف شرائح المجتمع حيث قال السلطان »في هذا الصدد يجب ان تكون هذه المسألة حديثنا في مجالسنا وحديث الاسر بين بعضها بعضا حتي نحد من هذه الظاهرة التي لاشك انها ضريبة لما يسمي بالتقدم والنمو«. وقال السلطان قابوس »ان جميع شرائح المجتمع يجب ان تتحمل مسئوليتها وان تعمل للتصدي لحوادث المرور والحد منها«. واضاف المفتش العام للشرطة والجمارك ان هذا الموضوع تمت مناقشته علي أعلي المستويات مشيرا إلي ان مجلس الوزراء أمر بتشكيل فريق عمل بشأن التوعية المرورية مستفيدا مما أحيل اليه من دراسات وتوصيات من مجلسي الدولة والشوري حيث ضم فريق العمل في عضويته ممثلين من عدة جهات حكومية بالدولة وهي: وزارات العدل والتجارة والصناعة والشئون القانونية والاوقاف والشئون الدينية والنقل والاتصالات والإعلام والتنمية الاجتماعية وشرطة عمان السلطانية. واكد الفريق المعمري انه كان للكلمة الكريمة لجلالة عاهل البلاد حول موضوع السلامة علي الطريق صدي كبيرا لدي المواطنين والمقيمين علي ارض السلطنة واثر بالغ واهتمام من قبل جميع الجهات والمؤسسات من القطاع العام والخاص والافراد تلبية لهذا الامر حيث اكدت الاحصائية المرورية انخفاض اعداد الحوادث والوفيات والاصابات بعد الامر السامي في الفترة من 81 اكتوبر إلي 13 ديسمبر 9002 مقارنة من نفس الفترة من العام 8002. واوضح الفريق مالك بن سليمان المعمري ان ندوة السلامة المرورية تهدف إلي دراسة مواد وبرامج التوعية المرورية ووسائل توصيلها وقياس فاعليتها ومدي تأثيرها علي مختلف شرائح المجتمع ودراسة فاعلية آليات وسبل التدريب والتأهيل في مجال تحسين مهارة وقدرة مستخدمي الطريق لتفادي وقوع الحوادث المرورية والخروج بمقترحات وتوصيات تساهم بشكل مباشر في الحد من حوادث المرور ويستفاد منها في وضع استراتيجية وطنية مستقبلية. وأشار الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك إلي ان الندوة ستناقش عدة محاور اهمها محور دراسة مواد وبرامج التوعية المرورية وكيفية ووسائل توصيلها وقياس فاعليتها ومدي تأثيرها علي مختلف شرائح المجتمع والذي يتضمن اوراق عمل مقدمة من قبل وزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس والادعاء العام ومؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية وورقة لأحد الخبراء من خارج السلطنة. واكد انه سيتم مراجعة القوانين والاجراءات المعمول بها فيما يتعلق بحوادث المرور وتعديل المادة الاولي من ملحق احكام اللجنة الوطنية للسلامة علي الطريق الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 46/79 واجراء التنسيق بشأن ذلك بين شرطة عمان السلطانية ووزارة الشئون القانونية اضافة إلي توصيات تتعلق بأن تنشيء وزارة العدل محاكم خاصة بالمرور. وقال: ان وزارة العدل بدأت بالفعل تخصيص جلسات في جميع المحاكم بمختلف ولايات السلطنة للبت في قضايا المخالفات المرورية معربا عن امله في الايتم اللجوء إلي الاجراءات القانونية فيما يتعلق بالمرور حيث ان المجتمع العماني لديه الكثير من الامثلة الجيدة التي تعتبر مثالا يحتذي به لدي الآخرين والتي هي محل فخر لنا في هذا البلد بما ينعم به اهله من طيب خلق والتزام بالانظمة. وأكد ان السلطنة كانت دائما سباقة في اطلاق المبادرات الدولية الرامية إلي الحد من الحوادث المرورية مشيرا إلي مبادرة السلطان قابوس الخاصة بالسلامة علي الطرق في نوفمبر عام 3002م في الاممالمتحدة والتي حظيت بإجماع دولي كبير وكذلك بيان مؤتمر موسكو الوزاري الأول في نوفمبر الماضي 9002 والذي اشاد بجهود السلطنة حصريا في مجال السلامة علي الطريق.