هذه الفتاة كان القذافي يخشاها...طلب لقاءها واجتمع معها لمدة ساعة عندما هددت بحرق نفسها اعتراضا علي حملة التشهير التي كانت تتعرض لها بسبب نشاطها ضده...اعتقلها نظامه قبل يوم واحد من مظاهرة 17 فبراير التي كانت أحدي الدعاة لها ووضعها في سجن أبوسليم لمد 3 أشهر.. وداخل مجمع باب العزيزية المقر السابق لاقامة القذافي الذي اقتحمه الثوار التقت "أخبار اليوم" بغيداء التواتي رئيس اتحاد المدونين الليبيين أشهر ناشطة في طرابلس والتي بدأت حملة لتصحيح مسار الثورة الليبية وانتقاد انضمام بعض أعضاء من النظام السابق للمجلس الانتقالي متي وكيف بدأت العمل ضد النظام السابق؟ في 2003 أنشأت مدونة وكتبت ضد النظام السابق لأنه ألحقني واهلي والعديد من الأشخاص الذين أعرفهم الاذي بسببه. زج بنا في حروب لا نفهمها. حارب خالي في أوغندا وتوفي هناك. أحد أعمامي توفي في تشاد والعديد ممن أعرفهم توفوا في سجن أبوسليم. أكره الظلم وما فعلته هو محاولة التصدي لهذا النظام وكشف وحشيته. كنت ابث راديو علي الإنترنت من منزلي تحدثنا عبر اثيره عن كل الموضوعات الممنوعة. كان لنا مستمعون شجعوني. الراديو بدأ خلال عام 2010 وأوقفوني بعد اندلاع الثورة التونسية.. كنت أعاني منذ العام الماضي لأن نظام القذافي استخدم ضدي سلاح التشهير وهو سلاح مؤلم جدا في المجتمع الليبي. أخذوا صورا لي بدون حجاب. ما دور المرأة الليبية في المعارضة؟ هناك العديد من الفتيات اعتقلن ولكن هناك صعوبة في الإقرار بذلك هنا في المجتمع الليبي الذي ربما يعتقد أنها أغتصبت. انا قصصت شعري في يوم 12 اغسطس لأن من عاداتنا قص شعر المرأة به ذل وعار وعلي الرجال أن يأخذوا حقها. لماذا استدعاك القذافي لمقابلة خاصة؟ عندما هددت بحرق نفسي وكان الوضع متأزما ...يبدو أنهم خشوا من قبيلة والدي في ترهونة وقبيلة والدتي في الزاوية. كانوا سينقلبون عليه. استدعاني عن طريق شخص إعلامي ثم اتصل بي الحرس وأخذوني لمكتبه السياسي هنا في باب العزيزية. وسألني هل حددتي موعدا لحرق نفسك فعلا؟ وسألني لماذا ستفعلين ذلك قلت بسبب التشهير بي وبناشطة من بنغازي. فوجئت بطلبه مقابلتي وبالطبع لم يكن أحدا يستطيع أن يقول لا للقذافي انذاك. قضي معي ساعة كاملة وكنا وحدنا وسألني ماذا تريدون؟ قلت له نريد حكومة مدنية وعدالة اجتماعية وفصل السلطات، وبالطبع لم استطع إخباره ان نظريته في إدارة الشعب فاشلة فقلت له إن الشعب لا يستطيع متابعة نظريته لأنها غير مفهومة لديه وأننا لم نختبر طرق الحكم الديمقراطية ولم يكن لدينا أحزاب... كان يستمع بإصغاء وسألني عن مقالاتي فيبدو أنه كان يقرأها وقال لي انه سيقابلني مرة أخري وانه لو لدينا مثلك سنستطيع أن نغير المجتمع الليبي.. قلت لنفسي لو تخلصنا منك سنتغير بالتأكيد . طلب مني أن أدون لصالحه ورفضت لكن بعد أسبوع واحد تم اعتقالي. عندما هددت بحرق نفسي اشتكيت في وزارة العدل الأجهزة الأمنية وبالمناسبة فانا سأشكو مصطفي عبد الجليل في المحاكم الدولية لأنه عندما كان وزيرا للعدل لم يستجب لشكواي. هل تعرضت للتعذيب؟ التعذيب الذي تعرضت له كان نفسيا.. عرضوا عليّ خلال الاعتقال تزويجي بشخص مهم لأنهم كانوا يعتقدون أن هدف الفتاة الزواج فرفضت وقلت لهم الرجل ليس بمنصبه ولا أمواله ولكن بأفعاله وأنني أريد الحرية لبلادي. ، وقالوا لي إن قضيتي هي أمن دولة، لأنني أتعامل مع المعارضة. رفضت أن أخبرهم بأي معلومات عن الأشخاص الذين كنت أتواصل معهم عبر الإنترنت. كانوا يريدون مساومتي لأخرج إلي الإعلام وأؤيد القذافي لكني رفضت.. وطبعا يوم التحقيق قالوا لي إنني المحرضة علي موعد الثورة بوضع إشارة سوداء علي المعتقلين عام 2006 كانت فكرتي التي اخذوها عني هي وضع شارات سوداء والوقوف في صمت... محمود همام أعجبته الفكرة وقرر تنفيذها. كان هناك تنصت علي تحركاتي علي الإنترنت وعلي هواتفي بالكامل ، وبقيت ثلاثة أشهر لا أحد يعلم عني شيئا. ما مصدر حمايتك؟ لأن أي شخص كان يتحدث كان يقتل؟ قبيلتي في ترهونة كبيرة وأبي كان ضابط سابق لكنه استقال لأنه رفض كثيرا من التجاوزات فتم سجنه بعد رفضه تنفيذ أوامر...لم أكن مصدر قوة. اعتقلت 6 صباح يوم 16 فبراير وظللت حتي 17 مايو، وبهذا اعتبر أول فتاة ليبية تعتقل في الثورة...تكتموا علي اعتقالي حتي لا تعرف منظمات عالمية بذلك ، وهددوا أهلي بأنهم سيعتقلونهم جميعا إذا أفصحوا عما حدث لي. عندما عدت كان أبناء أخي يعتقدون أنني توفيت. (تبكي) كنت أما ثانية لهم... أخي كان يساندني...عندما كانت تزورني أمي كانت تسألني لماذا تفعلين ذلك بي فكنت ارد قائلة يا أمي أنا أحبك ولكن أحب ليبيا اكثر. خرجت من السجن بعد أن هدد أهلي بفضح رجال القذافي علي شاشات الفضائيات،.. ولما خرجت قالوا لي لا تقولي إنك كنت معتقلة. ما حلم غيداء اليوم لليبيا الحرة؟ لدي حلم وهو أن أري انتخابات حرة في ليبيا، ولكني اخشي من سيطرة رجال العهد القديم الأكثر تمرسا في شئون السياسة...انهم رجال لكل العصور واتمني محاكمتهم أيضا قبل أن يشاركوا في العهد الجديد. حاليا أنشأوا قنوات مسموعة ومرئية وهذا أمر خطير. عضو في الجيش الاخضر الالكتروني .. وقبل وصول الثوار لطرابلس بيوم قال عنا جرذان وناتو الخ ... وامس يفاجئني انه متصل ببرنامج استوديو العاصمة ومقدم نفسه علي انه احد الثوار ومدير المركز الإعلامي سوق الجمعة. وماذا تنوون أنتم فعله حتي تشاركون سياسيا؟ نحن نفكر في انشاء حزب لنشطاء الإنترنت الذين اشعلوا الثورة. نحن كشباب قوة كبيرة ونريد أن نشارك في نهضة المجتمع الليبي ولا يمكن أن نهمش. نريد مصلحة بلادنا أولا.