في الوقت الذي رفضت فيه ثلاث جمعيات ومراكز حقوقية ، التمويل الأجنبي للقيام بمراقبة الانتخابات، وآثرت القيام بأعمال المراقبة بصورة تطوعية، معتمدة علي جهودها الذاتية، وهي شمس لدراسات الديمقراطية وحقوق الانسان، ومركز التحرير لحقوق الانسان، وجمعية النهضة الريفية وتنفيذ برنامج للتوعية للناخبين، ومجلة إلكترونية لنشر بيانات منظمات المجتمع المدني في اعمال المراقبة، كما تقوم شبكة »مراقبون بلا حدود« لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان بالمراقبة الاعلامية تطوعا دون تمويل وبجهودها الذاتية.. نجد أربعة تحالفات رئيسية لمنظمات حقوق الانسان قد بدأت مراقبة سير العملية الانتخابية، وهي تضم327 جمعية ومؤسسة اهلية وشركة مدنية وشركة محاماة، بتمويل مليون و350 الف يورو من الاتحاد الأوروبي والمعونة الأمريكية والسويدية، بالاضافة إلي مليون و600 الف دولار من المعونة الاسترالية، بما يعادل عشرين مليون جنيه، وتشمل إعداد مراقبين محليين في الدوائر الانتخابية في جميع محافظات مصر، ويبلغون13 الف محام و6 آلاف مراقب لمتابعة العملية الانتخابية في مراحلها الثلاث التي تمتد7 شهور. وبنظرة متفحصة - واجبة - للتمويل الأجنبي لمراقبة الانتخابات، نجد أنه من الضرورة توخي الحذر لإدراك الأجندات الخارجية التي تغلف ظاهرها الرحمة، وتنطوي علي مآرب تريد العبث بمقدرات شعوبنا، وهو ما يدعو المتلقين لتلك الأموال إلي المزيد من اليقظة والوعي، ويلزمهم إدراك أن وطنهم يمر بمرحلة فاصلة في تاريخه، تستوجب صدق الأداء، وإذكاء العمل علي توجيه تلك التمويلات لصالح المصلحة الوطنية المصرية فقط، تفعيلا لإرادة الشعب، وناصرا لثورة 25 يناير، تحقيقا لمكاسبها. ملعونة أمريكا، وملعونة الأجندات الخارجية، التي تسعي للعبث بمقدرات الشعوب، وخلق الأزمات التي تريد بها عرقلة المسيرة نحو المستقبل الذي نرنو إليه محققا للعدالة الإجتماعية والحرية، فبعد الثورة المصرية في 25 يناير، تكشفت الحقائق أكثر، وأدرك الشعب والشباب والجيش أن مستقبل مصر بأيدينا، وفي رقابنا، ولن يصنعه سوي سواعد المصريين المخلصين أنفسهم، وليس سواهم.. وهذا ما يؤكد حتمية تحالف جميع الطوائف والأطياف لإعلاء مصلحة مصر أولا، في الوقت الذي نفعل فيه الثقة في أنفسنا وفي مصريتنا، ولا نجعل الشقاق يسري فينا، وإذا كنا قادرين علي ذلك، وتمكنا من تصحيح مساراتنا أولا بأول، كانت لنا الغلبة بإذن الله، وانتصرنا علي المؤامرات الصهيوأمريكية، والتي تتخفي في أشكال عدة، ويبقي الهدف واحد، وهو عدم الاستقرار لمنطقتنا، بهدف الحفاظ علي أمن إسرائيل، دولة ومصالح. ولقد بات من المؤكد أن أمريكا الملعونة لا تريد بنا خيرا، وأنها لا تريد لنا حرية، ولا عدالة إجتماعية، ولا تريد تمكيننا من القضاء علي الفساد الذي تحرص علي زرعه بيننا، والنظام السابق دليل حي لصنيعتها، وكل هذا يجعل من واجبنا أن نفيق، وأن نحمي بلدنا من لعنة أمريكا ومن تستعملهم، حتي لا نكون فريسة سائغة سمومها، ليكون لنا الخير إن شاء الله.. أليس كذلك؟!