نكتة ربما يعرفها الكثيرون لكنها تعبر عما كان يحدث!.. صاحبنا قبل يوم 11 فبراير بأسابيع طلع رحلة صيد برفقة عدد من الوزراء والشلة إياها.. وزير الداخلية أمسك بالبندقية وأطلق رصاصة فأردي بطة قتيلة علي الفور.. بعدها بسلامته أمسك بالبندقية ليسدد طلقة إلي بطة في الهواء لكن الطلقة تخرج بعيدة عنها وتظل البطة في طيرانها ليصرخ منافق من الشلة: يا سبحان الله: البطة ميتة وتطير!! صحيح هي نكتة لكنها تشير إلي كم النفاق والرياء الذي كان يحيط بالملهم والمحنك الذي لا يضن علي الجميع بحكمته وقدرته علي صنع المستحيل ليس لشعبه فقط ولكن لشعوب ورؤساء الدول الصديقة وغير الصديقة! هذه النكتة سمعت مضمونها من أمريكان خلال زيارة سريعة لواشنطن ومن مصريين يقيمون هناك.. لقد كانوا يتعاملون مع صاحبنا بنفس المنطق واللغة التي يريدها ولسان حالهم يقول: »خذوه علي قد عقله« طالما ينفذ مصالحنا ومصالح أولاد العم! ومن قبلها قالها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عندما تحدث عن الزعماء العرب قائلاً: إنهم يأتون إلي أوروبا لمجرد الحصول علي صور مع زعمائها وفي النهاية يخرج بيان لا معني له حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وهنا في مصر كانت تخرج أبواق النفاق لتزف إلينا قمة السذاجة حول الزعيم الذي منح حنكته وحكمته لزعماء العالم! كان ذلك يحدث قبل الثورة ولكن الأمور بعدها انقلبت رأساً علي عقب فالحوار مع الأمريكان لم يعد حواراً لتسول المساعدات والمعونات بل أصبح يدور حول شراكة بين طرف وآخر كل منهما له حقوق وعليه واجبات. الحوار هذه المرة يحدد بوصلته ميدان التحرير.. فمازالت مشاهد الميدان عالقة في أذهان الجميع ولعل أبرزها شباب مصر وهم ينظفون الميدان ويطلون الأرصفة بألوان علم مصر. هذه المشاهد بعيداً عن الثورة وأحداثها ترمز باختصار شديد إلي قيام المصريين بتنظيف مصر من الفساد وليس مجرد تنظيف شوارعها من القمامة.. رغم عدم وجود فارق كبير بين القمامة والفساد أو الفاسدين أو المفسدين علي وجه الدقة.. كلاهما يتمتع بنفس القدر من الروائح الكريهة! هذا وذاك يقول إن ميدان التحرير هو مصدر إلالهام لرؤوس الأموال الأجنبية - غير الخليجية طبعاً- التي تفكر في الاستثمار بمصر.. ولكن كل خوفي مما يحدث أمام مقر سفارة أسرائيل وأمام مقر أكاديمية الشرطة - التي تشهد محاكمة المخلوع - أن يصبح مصدر طرد لهذه الاستثمارات عندما يسمع أصحاب المليارات أقول وأفعال سلالة »أسفين ياريس« !