أسعدني كثيرا احتضان وتنظيم مكتبة الإسكندرية، مؤتمر التكنولوجيا الحيوية الدولي "بيوفيجن الإسكندرية 2010"، والذي جاء تحت عنوان "العلوم الحياتية الجديدة: نظرة للمستقبل"، بمشاركة كوكبة من كبار العلماء والباحثين في العالم، وكان للجهد الكبير الذي أولاه الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية عظيم الأثر، دعمه في ذلك مشاركة الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وأثري المؤتمر مشاركة نخبة من العلماء وقادة العالم العلمي من بينهم الدكتور فيليب ديماسيكوس رئيس منتدي علوم الحياة بفرنسا، وكوجي أومي مؤسس ورئيس منتدي العلوم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان، والدكتور محمد حسن المدير التنفيذي لأكاديمية العالم الثالث للعلوم، وكريستيان جرينر الرئيس التنفيذي لمنتدي علوم الحياة بفرنسا، والدكتور عبد العالي الحوضي نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.. واهتم المؤتمر باكتشاف الآفاق الجديدة في علوم الحياة والتي من شأنها خدمة الإنسانية، حيث ركز علي محاور أساسية هي: الصحة، والزراعة والغذاء، والبيئة. ومنح المؤتمر مصر شهادة تميزعالمية بإعلان الدكتور إسماعيل سراج الدين عن مشروع "بيوفيجن نكست" الذي تبنته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع منتدي علوم الحياة بفرنسا وأكاديمية العالم الثالث للعلوم من أجل تقديم الدعم المادي والعلمي لصغار العلماء، حيث شارك هذا العام أكثر من مائة عالم من صغار العلماء من جميع أنحاء العالم خاصة دول العالم النامي، الذين استفادوا من مشاركة علماء نوبل أمثال الدكتور بيتر أجري، الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 2003، والدكتور إريك ماسكن، الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2007، الذي ألمح إلي أن المخترع إذا كان يعلم مسبقا أن اختراعه لن تتم حمايته فمن الممكن أن يدفعه ذلك إلي عدم الابتكار! وتأكد الوعي العربي بقيمة البحث العلمي بالمشاركة القطرية وحرصها علي تقديم منحة لمكتبة الإسكندرية تقدر بخمسة ملايين دولار، يخصص منها جزء كجوائز للعلماء الناشئين المصريين، وهو ما حرص الدكتور عبد العالي الحوضي علي الإشارة إليه بأن مصر معطاءة ويمكنها تقديم الكثير من العلماء أمثال دكتور أحمد زويل ممن أضافوا للبحث العلمي. وكذلك دعم التعاون المصري القطري العربي علي طريق ثورة المعرفة. سعدت بالمؤتمر وما حققه، وحزنت كثيرا للإخفاق الإعلامي في إعطاء هذا الحدث العلمي العالمي حقه، أليست مثل تلك المؤتمرات أحق بالرعاية الإعلامية؟!