تخوض الرياضة المصرية ممثلة في المنتخب الوطني لكرة القدم اختبارا شرساً وعنيفا تتدرج قوته وتتعاظم شدته بعد أن انطلقت شرارته أمس باللقاء الافتتاحي مع منتخب زيمبابوي.. ويقطع لاعبونا فيه مشواراً تنافسياً طويلاً سيشهد منحنيات حادة ومنعطفات صعبة وحتي التاسع عشر من شهر يوليو القادم.. ولاشك أن معظم الشعب المصري يتابع منتخب الساجدين بلهفة وشوق ويترقب خطواته ويقبل علي منازلاته داعيا إلي الله من شغاف القلوب أن يمنحه التوفيق ويهبه الصواب لبلوغ الغاية المأمولة وتحقيق الأمل المنشود.. ولن يكون هذا الأمر سهلاً ميسوراً إلا إذا بذلت كل العناصر العرق الغزير وقدمت الجهد الوفير طيلة هذه الفترة فالنجاح المرتقب لابد وأن يكون مقرونا بمجموع كبير يصعب أن يبلغه المنافسون ومشفوعاً بعروض راقية ترجح كفة أصحاب الأرض.. ولعل السماء تبارك خطواتنا وتساند أبناءنا وتدعمهم بعناصر ايجابية قد لا تتوافر لغيرهم.. فالأرض وكما يقول المثل الدارج تلعب مع أصحابها لأنهم يعرفون ثنياتها ويهضمون معالمها ويفهمون تضاريسها.. كما أن المناخ المتوازن متوسط الحرارة قليل الرطوبة يمنحنا طاقة ايجابية خلاقة ترجح كفتنا وتقوي قدرتنا.. أما العامل الأهم والأول فهو الجمهور الذي أقبل علي المشاهدة لشحذ الهمم ورفع المعنويات والارتقاء بالمستويات وإخراج كل الطاقات والمكنونات.. الجماهير المخلصة الوفية التي أعادت الروح والحياة للمدرجات أسهمت في ترجيح كفة الأبناء وبث الرعب والفزع في نفوس الضيوف.. فراح لاعبونا يقطعون المسافات ويصنعون التمريرات ويشكلون الأخطار المحدقة والفائقة علي المرمي المنافس.. وجب ألا تخيفنا الندية والتكافؤ الذي قد تشهده بعض الفترات ولا حتي النتائج المفاجئة وغير المناسبة التي كنا نتمناها ونرجوها.. فالأبناء أصحاب عزيمة فولاذية ومن معادن نفيسة حديدية.. وإن شاء الله ستتعاظم الإنتاجية ويتنامي المردود مع تواصل اللقاءات وتعمق التفاهم والتعاون مع استمرار الرسميات.. ساعتها سنكتشف أننا الأحق والأجدر بتحقيق الكأس العزيزة التي سترسم بسمة عريضة علي محيا الشعب بكل طوائفه وشرائحه.. ولا يسعنا الآن سوي تكثيف الدعوات والتركيز في المتابعات والابتهال إلي رب الأرض والسماوات ليرجح كفتنا.