تضمن كتاب 25 يناير في الاعلام الدولي الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات رصد لدور الجيش المصري خلال الثورة. فقد وصفت صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكية الجيش بأنه الضامن للديمقراطية والاستقرار، ونحت الصحيفة الأمريكية الشهيرة هذا المنحي رغم التحليلات الأوروبية التي كانت تحذر من الإطاحة بمبارك. ووصفت مجلة »اتلانتيك« الأمريكية الجيش بأنه يحظي بمصداقية كبيرة لدي الرأي العام المصري، مقارنة بالمؤسسات المدنية الأخري. ورأت صحيفة "الجارديان" البريطانية انه يلعب دورا قياديا في إدارة الأوضاع كما أنه سيقوم بدور كبير في تحديد نهاية الأزمة الراهنة. وتوقفت العديد من التعليقات عند موقفه من شعارات ومبادئ الثورة، إلي الدرجة التي وصفتها تعليقات إعلامية بأن الطرفين الجيش والمتظاهرين أصبحا أصدقاء" وتذكر مجلة "لو كانار"الفرنسية، أن الجيش أقر بشرعية مطالب المحتجين، وأبرزت المجلة، قيام الجنرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية بإجراء اتصال هاتفي بالفريق سامي عنان، رئيس الأركان، حيث حياه علي الموقف الذي اتخذه الجيش المصري من الأحداث وأبرزت صحيفة »لوفيجارو« الفرنسية في تقرير مطول عن الفريق سامي عنان رفضه توجيه القوة نحو المتظاهرين، كما أشادت »الصحف التركية« بالجيش المصري الذي قاد عملية التغيير بدون السماح بأي اشتباكات بين المصريين، مؤكدة علي أن الجيش يحمي الدولة وأنه وقف مع الشعب لتلبية مطالب الشعب، وحماية الثورة السلمية. ورأت صحف »نيجيرية« أن مصدر ثقة الشعب المصري في جيشه تعود لأسباب عديدة أولها أن الجيش لم يكن طرفًا في التجاوزات التي تعرض لها المواطنون المصريون طيلة العقود الماضية. وأشادت العديد من الصحف العربية بالموقف الحيادي للجيش وقالت أن ثمة خيطا يوحد بين الجيش المدني الذي قوامه شباب وشيوخ وأطفال مصر، والجيش الذي وقف يحمي ثورة الشعب، وقال تحليل لصحيفة »يديعوت أحرونوت« إنه في مقابل الشرطة، يحظي الجيش المصري بالاحترام الشديد من قبل معارضي النظام، وعلي طول الاضطرابات التزم الجيش موقف الحياد في حين كان قادة الجيش في تونس هم من دفعوا الطاغية بن علي إلي الطائرة لتخرجه من البلاد. وفي أعقاب الإعلان عن تنحي مبارك عن السلطة في 11فبراير حظي بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة رقم »1« باهتمام جميع وسائل الإعلام العربية والدولية، خاصة ما ورد فيه من تأييد مطالب الشعب المشروعة ورأت أن سيطرة الجيش علي مقاليد الأمور في مصر الآن تعد خطوة اضطرارية. كما رأت تعليقات ثالثة، أن تصريحات المجلس في تلك المرحلة تؤكد قدرته علي ملئ الفراغ السياسي الذي نشأ برحيل مبارك و أن القوات المسلحة المصرية لعبت دورا أساسيا وعبرت بمصر مرحلة شديدة الخطورة في تاريخها المعاصر والتي كانت علي شفا حرب أهلية، وذكر تحليل لصحيفة »هاآرتس« الاسرائيلية إن تنحية الرئيس السابق مبارك لم تغير علي الأقل - في هذه المرحلة - من مكانة الجيش بصفته عمود فقري للوحدة الوطنية وللدولة المصرية و قال تحليل لصحيفة »لوسوار« البلجيكية إن الجيش المصري يضم قادة ذو نشأة عسكرية وتعليم تقني رفيع المستوي ، علاوة علي التنظيم المهني الذي لا يقوم علي أساس قبلي، مقارنة بالجيش الليبي. ورأت مصادر في قرارات المجلس والتي نصت علي حل مجلسي الشعب والشوري ووقف العمل بالدستور، مع إجراء بعض التعديلات عليه، بأنها تحمل مضامين مهمة بأن السيناريو الخاص بمستقبل مصر لم يأت من الخارج، ولكن وضعه المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والذي يضم خبراء علي أعلي مستوي في جميع المجالات أخذوا علي عاتقهم إدارة مرحلة التغيير وتحديد إطارها وتوقفت بعض التقارير عند الدور الاقتصادي للمؤسسة العسكرية المصرية، فقد شبهت بعض التقارير الجيش بالشركة الاقتصادية، موضحة أن الجيش يمتلك امبراطورية اقتصادية يستفيد منها مئات الآلاف في المجتمع المصري. في الإطار ذاته، أشادت تقارير بأن تدخل الجيش في اللحظات الحاسمة أنقذ مصر من مواقف اقتصادية شديدة الصعوبة منها قيام القيادة العسكرية باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الشخصيات البارزة في النظام السابق من الهروب خارج مصر.