علقة موت لم أنسها حتي الآن… أمي ضربتني مع أول كذبة وأنا في سن العاشرة تقريبا … وكانت كذبة بيضاء علي حد التفسير … عرفت من بعدها إن الكذب حرام ومرض اجتماعي شائع بين الرجال والنساء علي حد سواء …واتذكر قول امي » الصدق منجي» ولا تكذبي أبدا مهما كانت الظروف أو العواقب لأن الكذب مالوش رجلين ومسيره ينكشف ثم يطلق عليك » الكذابة» وتعيشي موصومة بصفة الكذب … وحتي لا أكرر الكذب حكت لي أمي حكاية الدمية الخشبية »بينوكيو» التي يطول أنفها عند الكذب …ولَم أكذب بعد ذلك ليس خوفا من أمي ولكن خوفا من أن تطول أنفي مثل » بينوكيو» !! أبحاث اجتماعية متعددة أكدت أن الرجل أكثر كذبا من المرأة خاصة اذا كان مع الزوجة ! وأن المرأة أكثر قدرة علي كشف الكذب الذكوري من خلال لغة الجسد ونظرات العيون الزائغة والتلعثم في الحديث وقد يتصبب الكاذب عرقا والبعض يحك أنفه وكأنه يخاف أن ينكشف ستره مثل »بينوكيو» … ولكن هذه الأيام لم يعد الكذب مجرد مرض اجتماعي أو كذب أبيض لقد تحول إلي مرض سرطاني مع الأجيال الجديدة بل أصبح من الصعب كشفه »لأن الكذاب يكذب بكل صدق»! ومن كثرة تكراره يصل إلي أن الكذاب يصدق نفسه ! وتنطلق »الكذبة »مثل النار في الهشيم خاصة مع انتشار وسائل التواصل والاتصال علي الشبكة العنكبوتية! الكذب الجديد أصبح في معظم الأحيان شائعات تتداول بين كل أنواع البشر وربما نصدقها خاصة إذا جاءت علي لسان بعض من الناس المقربين! نوع جديد من المخدرات وغسيل المخ وفقدان الوعي ونشر الاٍرهاب في حرب الجيل الرابع! ولكن دايما وأبدا تحيا مصر …