جمال الغيطانى منذ عام ألف وتسعمائة وتسع وستين من القرن الماضي صدرت المجموعة الأولي لجمال الغيطاني تحت عنوان "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، لم تكن ميلادًا لكاتب كبير، مجدّد، تمكَّن من تحقيق خصوصيته في فنّ القصّ منذ سنّ مبكّرة، إنما كانت فتحًا جديدًا لاتجاه جديد، ورؤية مغايرة للتعامل مع الموروث الأدبي. منذ ذلك الحين لم يكفّ الغيطاني عن التجريب، خلال رحلته الإبداعية التي تتجاوز نصف القرن الآن تطوّرت القصة القصيرة عنده، واتخذت آفاقًا عديدة، في إبداعه ارتبط الخاص بالعام، ولاحت القضايا الكبري التي تشغله مثل الحرية، العدالة، إدانة القهر، مع طرح الأسئلة الكبري بين الثنايا.. في هذه الأيام صدرت له مجموعة قصصية جديدة عن دار الشروق تحت عنوان »ساعات« كتب نصوصها خلال السنوات العشر الأخيرة. وكما يقول الناشر علي خلفية غلاف المجموعة : تبدو خلاصة التجربة والرؤية النافذة إلي جوهر الوجود، والوجود الإنساني، وأشواق الروح، وحيرة الإنسان تجاه الزمان، حيث تري البصيرة عمق الرؤي في العادي المألوف، خاصة الزمن، وما ينتج عنه، الذي حيّر الغيطاني طوال رحلته الإبداعية وما زال المجموعة القصصية تضم ست وعشرين قصة قصيرة تحمل خلاصة تجربة الغيطاني وفلسفته في الحياة من بين هذه القصص اخترت سطوراً من قصة »نوم« وهي من أقرب القصص تاريخا كتابة وقربا من حياة الكاتب نفسه فهي أشبه ببعض من سيرته الذاتية تقول بداية سطور القصة: لا اعرف متي بدأ ذلك ؟ مجرد وقوعه، أحيانا ننتبه إلي العرض غير المألوف بمجرد وقوعه، تظل المرة الأولي محددة، جلية، نستعيد نشوءها،بزوغها المفاجئ تعجبنا، تفحصنا، غير أن الغالب،الأعم انتباهنا بعد التكرار، لا يمكن تعيين لحظة، أو تحديد يوم، بالقياس إلي كافة ما عرفته هذا مستجد علي ذلك نومي عسر،لا ألجه إلا بعد وقت غير قليل، أحيانا أتقلب لأكثر من ساعتين بينما ينشط ذهني وتتوالي الصور وتتزاحم المشاريع، يستنفر كل ما تم تأجيله يشتد ذلك خاصة عندما أكون مضطرا للاستيقاظ في وقت محدد.