كعادته خطف النجم عمر الشريف الأضواء في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال43 وقد كان بحق »حاجة تشرف« المهرجان وعمر الشريف معا.. عمر يأتي بصفته رئيس شرف المهرجان.. وأغلب نجوم العالم الذين يحضرون لا يعرفون من نجوم السينما المصرية سوي عمر الشريف.. وهو علاوة علي نجوميته ونجاحه العالمي واجادته لعدة لغات يتنقل بينها ببراعة ، يملك عمر الشريف حضورا آخاذا وجاذبية لاتزال تعلن عن نفسها وتلقائية تحمل سمات »ولاد البلد« .. وقد تحدث بتلقائية وخفة دم في حفل الافتتاح عن مشكلته مع حرف »العين« الذي أثار حيرته في اللغة العربية ولم يجد له قرينا في اللغات الأخري وكيف ان الأجانب ينادونه ب»أومر« بدلا من عمر.. وتحدث عن عزت أبوعوف رئيس المهرجان وكيف يحمل اسمه حرف العين مرتين ليصبح »أزت أبو أوف«.. ثم حديث عمر عن جميلة السينما الفرنسية »جولييت بينوش« وتقديمه للنجم العالمي ريتشارد جير الذي كان حضوره والجميلة جولييت إنجازا يحسب لإدارة المهرجان.. وقد جاء حفل الافتتاح أكثر من رائع والأهم أنه أقيم في موعده المدون في بطاقات الدعوة ، و هو أكثر شيء سعدت به لأن الحفل كان يتأخر دائما عن موعده مما يثير غضبا صامتا من الضيوف الأجانب وكان هذا دليل لديهم لعدم احترامنا للوقت.. جاء الحفل أيضا سريع الايقاع وان كان من الممكن أن يتسم بايقاع أسرع اذا اختصر عزت أبوعوفنصف كلمته ولا يوجد بين رؤساء المهرجانات العالمية الكبري من يحرص علي أن يلقي كلمة في حفل الافتتاح.. أسعدني أيضا في الحفل الحضور اللافت للنجوم المصريين وأعرف ان وراء ذلك مجهودا مضاعفا من عزت أبوعوف الذي يتمتع بحب كل العاملين في الوسط الفني.. وهو لا يكتفي بإرسال بطاقات الدعوة لهم بل يقوم بالاتصال بهم بنفسه رغم استغراقه الشديد في تفاصيل المهرجان.. وأتمني ان يواصل نجومنا حضور كل فعاليات المهرجان وأن يشاركوا في الندوات ويتابعوا عروض الأفلام، كما كان يفعل أغلبهم عند حضورنا مهرجان كان، فقد كنا ننتقل بخفة وسرعة من قاعة لأخري لنلحق بمشاهدة الأفلام، جاء اختيار النجمين الشابين آسر ياسين وأروي جودة لتقديم حفل الافتتاح مناسبا تماما فكلاهما يتمتع بقبول وجاذبية وكلاهما يتحدث الانجليزية بطلاقة، وقد جاء تكريم نجوم السينما العالمية والمصرية موفقا للغاية.. وفكرة تكريم السينمائيين المصريين الذين لمعوا في الخارج فكرة براقة لتسليط الضوء علي أعمالهم وربطهم ببلدهم وقد لمحت مشاعر الامتنان ودموع الفرحة في وجوه المكرمين الثلاثة ولمحتها أيضا علي وجه الفنان الكبير رمسيس مرزوق.. وبدت الفنانة صفية العمري في قمة سعادتها في تلك اللحظة الرائعة.. أما ليلي علوي فلست مع الذين يقولون أنه »لسه بدري« علي تكريمها.. لماذا يجب أن يأتي التكريم في نهاية الطريق؟ لماذا لا يكون في منتصف الطريق فيعطي دافعا أكبر للاستمرار والتميز.. كانت ليلي رائعة وبدت كعروس المهرجان وهي توجه شكرها للحاضرين وتؤكد انها »بتحب السيما«. وجاء ختام حفل الافتتاح مسكا بعرض الفيلم البريطاني الرائع »يوم آخر« للمخرج مايك الذي يتضامن دائما مع القضية الفلسطينية وقد أعلن ذلك أكثر من مرة عندما عرض الفيلم في مهرجان كان الأخير، ونجح مهرجان دمشق في عرض نفس الفيلم في مطلع الشهر الماضي لهذا يعد عرضه في افتتاح مهرجان القاهرة هو تكريم للفيلم والمخرج.