سعدت بالمشاركة في الملتقي الثقافي الأول لجامعة سيناء الذي عقد الأسبوع الماضي بمقر الجامعة في قلب سيناء بدعوة من الصديق الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء الجامعة وعاشق سيناء.. الملتقي عقد في قاعة كبيرة بالجامعة وأقيم تحت رعاية اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء واشرف عليه الدكتور فاروق عبدالقادر رئيس الجامعة ومجلس أمناء الجامعة وامتلأت القاعة عن آخرها بحشد كبير من الطلبة والطالبات ومشايخ ووجهاء قبائل سيناء. فالمناسبة عزيزة علينا جميعا وهي ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة والدروس المستفادة منها بعد أن تحررت أرض سيناء الحبيبة من الاحتلال الإسرائيلي الذي ظل جاثما عليها منذ نكسة يونيو 76 حتي اصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراره الشجاع بالحرب عام 37 ثم اتخذ قراره الثاني الشجاع أيضا بمبادرة السلام عام 77 وعادت سيناء إلي احضان الوطن الأم. وبرز رجال مخلصون من أبناء مصر مثل الدكتور حسن راتب ليقيم صرحا تعليميا رائعا في قلب سيناء هو جامعة سيناء ومصنعا للأسمنت وقرية سياحية لينتشر العمران في هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر . في بداية الملتقي دعا الدكتور حسن راتب الحضور للوقوف دقيقة حداد ترحما علي أرواح الشهداء الذين روت دماؤهم أرض سيناء الحبيبة واستشهدوا في مواجهة العدو ببسالة نادرة سواء في 76 أو 37.. وتحدث الإعلامي الكبير الصديق حمدي الكنيسي عن ذكرياته كمراسل حربي للإذاعة خلال حرب أكتوبر وبرنامجه الشهير »صوت المعركة« الذي سجل فيه العديد من البطولات التي قام بها أبطال مصريون خلال المعارك الضارية وكيف واجهوا الموت بشجاعة نادرة وهم يدافعون عن مصر كلها. وتحدثت عن تجربتي الشخصية وحالة الاحباط التي كان يعاني منها المصريون جميعا بعد نكسة 76 وشعورهم بالهزيمة بعد ان قام الإعلام بدوره في قلب الحقائق وتصوير حرب 76 كأنها نزهة قصيرة ستنتهي بدخول الجيش المصري إلي تل أبيب وحين ادرك المصريون الحقيقة المرة شعروا بالمهانة . وفي جامعة القاهرة شاركت مع آلاف الطلبة في مظاهرات يناير 27 ضد الرئيس السادات وعد بأن هذا العام سيكون عام الحسم ونخوض الحرب ونحرر الأرض ثم اعلن ان هناك ضبابا في العلاقات الدولية ولن نستطيع خوض المعركة وليست لدينا أسلحة متقدمة ومتطورة مثل إسرائيل حتي نستطيع مواجهتها وكانت هذه البداية لعملية خداع كبري قادها الرئيس السادات بنفسه ليخدع العدو والعالم ويقنعهم بأن مصر لن تحارب إسرائيل وليست لديها الامكانيات العسكرية أو المادية التي تؤهلها لخوض هذه الحرب خاصة أن آثار نكسة 76 لاتزال باقية في النفوس والمعدات.. ظلمنا الرئيس السادات كثيرا واتهمناه بأنه يخدعنا بينما كانت الخدعة الكبري لإسرائيل التي لم تستطع اكتشاف الخطة المصرية أو موعد الحرب حتي تحقق العنصر الأول والرئيسي للنصر في المعركة وهو المفاجأة.. كانت الدروس المستفادة كثيرة وكانت فرصة ليتعرف الجيل الجديد من الشباب في جامعة سيناء وانحاء مصر علي البطولات والتضحيات حتي تحقق النصر.