بدأت يوم الاربعاء الماضي ولمدة خمسة ايام في العاصمة الايطالية روما بمقر منظمة الاغذية والزراعة »الفاو« التابعة للأمم المتحدة اجتماعات لجنة الأمن الغذائي، دورتها السادسة والثلاثين وهي أعلي هيئة مشتركة بين الحكومات لشئون الأمن الغذائي الدولية. وتباشر لجنة الأمن الغذائي العالمي بدورتها الجديدة اثر الإصلاحات الهامة التي شهدتها وإزاء خلفية من الارتفاعات الاخيرة في اسعار المواد الغذائية الدولية فيما يطرح عقبات اضافية امام جهود تحقيق الأمن الغذائي. واعلنت منظمة الفاو ان معضلة انعدام الامن الغذائي العالمي مازالت متفاقمة وتمثل خطرا بالغا علي الانسانية. ووفقا لتقديرات المنظمة فإن عدد الجائعين في تزايد مستمر وان أسعار الاغذية لاتزال مرتفعة في اغلبية بلدان العالم بينما تزيد الازمة الاقتصادية العالمية من تدهور الوضع بالنظر إلي تبديدها لفرص العمل وتعميقها لظاهرة الفقر. ومنذ دورتها الاخيرة في اكتوبر العام الماضي ادخلت إصلاحات رئيسية علي لجنة الامن الغذائي العالمي بهدف جعلها المنبر الدولي الحكومي الاكثر شمولية للعمل المشترك في جهود ضمان الامن الغذائي والتغذية الكافية للجميع. ومن مركزها كحجر زاوية للحوكمة العالمية لشئون الامن الغذائي والزراعة، من المنتظر ان تمتلك هذه الهيئة مقومات ان تصبح اكثر فعالية وشمولية في مواجهة التحديات الدولية التي تهدد الأمن الغذائي العالمي. وأكد جاك ضيوف المدير العام للمنظمة ان »المشكلات العالمية تتطلب حلولا عالمية ومحلية ايضا. وتمثل لجنة الأمن الغذائي المنبر المطلوب للتداول بشأن القضايا الغذائية العالمية الشاملة والتوصل إلي اجماع بشأن الحلول المطروحة. ولاحظ المدير العام ان »لجنة الأمن الغذائي العالمي لكي تتيح عملا ملموسا وتحقق نتائج فعلية فمن الاهمية الحاسمة ان تنشأ شراكات وارتباطات علي المستويات القطرية ايضا من خلال آليات ملائمة ومعتمرف بها مثل »المجموعات المعنية بالموضوعات المحورية والتحالفات القومية للأمن الغذائي. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي، السيدة جوزيت شيران، ان »الأسبوع الجاري ويؤشر بانطلاق جهد عالمي منسق إستراتيجيا بالاعتماد علي القوي المشتركة لجميع اصحاب الحصص ممن يشاركون في الحرب علي الجوع علي الصعيد الدولي، ولا تأتي هذه الخطوة مبكرا ولو بلحظة واحدة، وسط التذبذب الاخير في اسعار السلع الغذائية وزيادة الطلب العالمي علي الغذاء ومن موقعها الجديد تشكل لجنة الأمن الغذائي العالمي المنصلحة فرصة ومسئوولية لحشد امم العالم من اجل الاستجابة عمليا، وبكفاءة ومناسقة في مهمات توفير المساعدة الانسانية الحاسمة حين تحل الكوارث وبناء صرح أمن غذائي للأجل الطويل. وقال رئيس مكتب لجنة الأمن الغذائي العالمي نويل دي لونا، ان العالم في حاجة إلي معالجة قضايا الأمن الغذائي وهذه اللجنة هي المنبر المطلوب وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر من ان استمرار ارتفاع اسعار الغذاء سيؤدي إلي أزمات اخري متتالية تنجم عنها تأثيرات سلبية علي النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحتي الأمن السياسي في العالم. وما زال القلق يسيطر علي منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة الفاو بشأن ارتفاع أسعار السلع الغذائية في العالم، الامر الذي دفعها إلي دعوة العالم كلة لمواجهة تحديات هذا الوباء وللتصدي لهذه الازمة. بعد تصاعد تحذيرات المنظمات العالمية من ان ارتفاع اسعار الغذاء قد يثير كارثة عالمية، ولم يخف خبراء الفاو قلقهم ومخاوفهم من تدهور الوضع العالمي لتعرض الامن الغذائي العالمي لمخاطر جسيمة بسبب استمرار ارتفاع اسعار السلع الغذائية رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها حكومات جميع الدول العالم بما يزيد من مخاطر زيادة عدد المعرضين للموت بسبب الجوع. وتعاني ايطاليا من تفاقم الازمة الاقتصادية بسبب تدهور الازمة المالية وارتفاع اسعار السلع فزادت طوابير الفقراء الجدد واصبح يشاهد بشكل لم تشهده ايطاليا من قبل تردد بعض الايطاليين من الموظفين وربات البيوت علي اسوق الخضراوات والفاكهة لجمع مخلفات السلع المتبقية بدلا من وضعها في صناديق الزبالة لتعسر شرائها لدخلهم المحدود الذي لا يستطيعون به الوصول إلي نهاية الشهر لسد احتياجات الحياة الاساسية بسبب ارتفاع الاسعار والخدمات بشكل اصبح يمثل ثقلا كبيرا علي عاتق اغلبية الشعب الايطالي الذي عاش سنوات من الرخاء. ويعاني الايطاليون الآن من ارتفاع اسعار كثير من السلع الغذائية والخدمات مثل الكهرباء والغاز خلال الفترة الاخيرة وصلت إلي أكثر من 02٪ خاصة اسعار السلع التي تعتمد علي القمح والذرة مثل الخبز والمكرونة بالاضافة الي اللحوم. وتشير اخر تقارير المنظمات والجمعيات الخيرية إلي زيادة عدد طوابير الفقراء وخاصة اصحاب المعاشات والموظفين غير القادرين علي شراء اطعمتهم للحصول علي الوجبات المجانية كما تشير إلي زيادة البطالة بنسبة اكثر من 03 بين شباب مواطني مدن الجنوب الايطالي، الامر الذي يزيد من تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي لاكثر من ثلث سكان ايطاليا. وتشير التقارير الرسمية ان 21 في المئة من الايطاليين عاطلون. وتقول جماعة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية ان 71 في المائة من سكان ايطاليا يعتبرون فقراء ويعيشون علي اقل من مابين 003 و 005 يورو شهريا. ويري مسئولو بنك الطعام« الذي يتولي مساعدة الفقراء من خلال توزيع الطعام علي الجمعيات الخيرية التي تطعم الفقراء ان عدد الايطاليين المتوافدين علي اماكن توزيع الطعام بالمجان في تزايد باستمرار خلال العامين الماضيين لكنه زاد بشكل ملموس اكثر خلال الفترة الاخيرة بسبب تفاقم الازمة المالية التي يعاني منها محدودو الدخل والفقراء.