د. محمد محى الدىن أشعر بإرهاق شديد ورغبة في أن أنام لساعات طوال ملء جفوني، فأنا منذ أن بدأت التأسيسية وإلي يومنا هذا لا أتذكر يوما بلغت فيه ساعات نومي العدد المعتاد إلا نادرا، وأقضي يومي بين الأوراق والمقترحات والعصف الذهني والمناقشات والجدل مع الآخرين، ناهيكم عن تجهيز محاضراتي لطلابي وإعطائها لهم. ولتدركوا مشقة الأمر فأنا وإن كنت أشرف أني أنتمي إلي محافظة قنا، فأنا من أبناء الإسكندرية، وعملي في جامعة بني سويف، ونشاطي السياسي والبرلماني في القاهرة، و لذلك فالسفر بالنسبة لي جزء رئيس ويستحوذ علي وقت كبير من حياتي التي أراها أصبحت صعبة، لأني لا استطيع إلا أن أعطي كل جهدي للمجلس الذي أتشرف بعضويته ومن قبله الجمعية التأسيسية، فالأمر هو مصلحة وطنية وبامتياز، ولذلك أصبحت أقضي معظم الأسبوع في القاهرة لأعود إلي عائلتي وبناتي يوما واحدا في الأسبوع. وكم تعتريني الرغبة، بعد يوم طويل شاق يستغرق منذ استيقاظي إلي نومي قرابة 18 ساعة، أن أرجع فأري ابنتاي يمني ونوران فأضمهما إلي صدري و أحتويهما بين أحضاني، ولكن أعود فأراني وحيدا أنتظر مرور أيام الاسبوع حتي أرجع إليهما.وأسوأ ما في مجلس الشوري، رغم الجهد الوطني الضخم المبذول والملموس، هو العشوائية المفرطة في تحديد مواعيد الجلسات وخاصة جلسات بعض اللجان النوعية، التي لا تعرف ثباتا لا في الأيام أو في التوقيتات، و لا تراعي كون معظم الأعضاء من المغتربين، ولا كونهم ملتزمين بأعمالهم وأسرهم، وهذا يأتي ضد أمثالي فنضطر اضطرارا إلي المكوث في القاهرة، و السعيد فينا هو من لا يأبه لعضويته في المجلس ولا يقدمها علي غيرها، و السبب الرئيس لهذه العشوائية هو العك السياسي الذي نحياه الآن و صدور الأوامر من صاحب أو أصحاب البوق بضرورة الإنتهاء من القانون الفلاني في الوقت العلاني، و هذه الأوامر يقوم الأخوة الأعضاء الذين سمعوا صوت النفير بالإنصياع لتنفيذها بكل دأب وأدب، وهو ما يعني باختصار غياب الأجندة التشريعية.