مع إعتزازي وتقديري لكل عضو هيئة تدريس بأي جامعة في مصر، ومع قناعتي بأن مايحصل عليه عضو هيئة التدريس الآن من راتب حتي بعد زيادة بدل الجامعة لايتناسب مع مكانته وعلمه وجهده في تعليم الأجيال والنهوض بالمجتمع من خلال مايقوم به من بحث علمي حقيقي وجاد، لكنني أربأ بأستاذ الجامعة أن يأخذ ما لا يستحقه ولايغضب إذا تم حرمانه منه خاصة إذا كان لايقوم بذلك ولا يذهب إلي كليته إلا نادرا بعد أن تفرغ لعمله الخارجي الذي يدر عليها دخلا كبيرا. أقول هذا بمناسبة الهجمة الشرسة التي تحدث مؤخرا علي د.مصطفي مسعد وزير التعليم العالي عندما طالب زملاءه من أعضاء هيئة التدريس أن يقوم كل من يريد منهم أن يتقاضي بدل الجامعة الذي قرره رئيس الجمهورية في شهر أغسطس الماضي لجميع أعضاء هيئة التدريس بعد تقديم "تقرير أداء " لمجلس القسم التابع له عضو هيئة التدريس بكل كلية تنفيذا للقرار الوزاري الصادر في هذا الشأن والخاص بضوابط صرف هذا البدل الذي ضاعف من دخل عضو هيئة التدريس وكذلك الهيئة المعاونة، حتي يتضح مدي جدية من يحضر للكلية ويقوم بواجبه وبذلك يستحق هذا البدل الذي وصل حجمه إلي 2 مليار جنيه سنويا تم استقطاعها من لحم الحي كما قال وزير التعليم العالي، ورفع علي سبيل المثال راتب أستاذ الجامعة من 5 آلاف إلي 10 آلاف جنيه، لكن كثيرا من أعضاء هيئة التدريس هاجموا الوزير فيما يطلب واتهموه بأنه يتدخل في شئون الجامعات وأنه ضد استقلاليتها، ولم يناقش هؤلاء وزير التعليم العالي في مدي أحقية عضو هيئة التدريس الذي لايدخل الكلية طوال العام ويتقاضي هذا البدل وهل هذا حلال أم حرام؟ ولم يناقشوه في أحقية هذا العضو في الحصول علي راتبه أصلا قبل البدل إذا لم يكن يذهب إلي الكلية طوال العام؟ وماذا يقول معظم أساتذة الطب علي سبيل المثال الذين يصل عددهم إلي مايزيد علي 4 آلاف عضوهيئة تدريس بكلية طب واحدة بإحدي جامعات القاهرة ولايذهب منهم للتدريس للطلاب سوي 600 عضو هيئة تدريس فقط معظمهم من المدرسين ونسبة أقل من الأساتذة المساعدين؟ ونظرا لأن كتابة تقريرالأداء سيكشف كل هؤلاء وسيكشف أنهم قد تفرغوا لعياداتهم وأعمالهم بالمستشفيات الخاصة ومثلهم كثيرون بكليات الهندسة وغيرها.. فإنني أتساءل هل يستحق هؤلاء بدل الجامعة أو حتي راتبها؟ وما موقف عضو هيئة التدريس، وهم كثر الذي خرج من مصر ويسافر لإحدي الدول العربية لمدة شهرين أو ثلاثة دون أن يبلغ كليته ليعمل هناك ثم يعود ويقوم بالحصول علي راتبه بالكامل وبدل الجامعة أيضا، فهل هذا حلال أم حرام؟ وهل لو طلب رئيس الجامعة أو وزير التعليم العالي في هذه الحالة شهادة تحركات من الجوازات لهذا العضو وثبت أنه كان خارج البلاد ويتقاضي راتبه في الداخل هل سيكون المسئول مخطئا في هذه الحالة؟ إنني مستعد لأن أبلغ وزير التعليم العالي بأسماء البعض من هؤلاء. لذا أطالب كل عضو هيئة تدريس بأن يراعي الله ويراعي ضميره فيما يفعل، وأرجو ألا يغضب مني أحد فيما أقول لأنني أريد أن أنزه عضو هيئة التدريس من أي خطأ لأنه قدوة للمجتمع ونموذج يقتدي به، ومن يعمل منهم يجب أن يحصل علي أكثر مما يحصل عليه الآن في زيادة بدل الجامعة، ويجب ألا يكون لديه أي غضاضة عندما يقدم تقريرا لرئيس القسم التابع له يحدد فيه مايقوم به، لكن الذي لايدخل مكتبه في كليته، ولايقوم بواجبه فيماهو مكلف به فأعتقد أن راتبه وليس بدل الجامعة فقط حرام أيضا.