خمسة مشاهد ترسم ملامح مصر الآن.. مشاهد كارثية فاضحة، ومراوغة، وكئيبة قاتمة وصادقة. المشهد الأول لذلك الشيخ الملتحي يجلس علي الهواء ليحل إراقة الدماء ويبيح قتل قيادات جبهة الإنقاذ.. يصدر هذا الكلام عن شيخ يتحدث عن نفسه لكن عندما يعلق علاء أبوالنصر الامين العام لحزب البناء والتنمية «الجماعة الاسلامية» بأن جبهة الانقاذ «مارقة» فنحن هنا أمام حزب سياسي يدعو للتصفية الجسدية استنادا للدستور الذي يسمح لأفراد بالحفاظ علي قيم المجتمع!! ولهذا كنا نرفض هذا الدستور المشوه. المشهد الثاني يظهر فيه وزير العدل المستشار أحمد مكي مدافعا عن الداخلية قائلا: ان نسب القتل معقولة.. أي أن من سقطوا في المظاهرات نسبة مسموح بها ومتوقعة وليست مفزعة.. وفي منطق الوزير الإعلام هو الذي يتحمل المسئولية لأنه يحرض الشباب ويدفعهم للموت.. وهنا يسقط الوزير المسئولية.. مسئولية الدم سياسيا وجنائيا عن النظام رئيسا ووزيراً. المشهد الثالث وهو رسالة إلي الرئيس من سيدة بسيطة ترتدي السواد وتضرب نفسها بالحذاء لانتخابها د. مرسي الذي تعهد بحماية الدم المصري مؤكدا أنه »في رقبته«.. إلا أنها فوجئت بأكثر من 06 قتيلا من الشباب في بورسعيد والسويس والاسماعيلية وتحت اسوار القصر الرئاسي علي مسافة امتار من الرئيس. المشهد الرابع: فتيات يتعرضن للتحرش والاغتصاب في ميدان التحرير بشكل منظم من عصابات مأجورة ورائحة سياسية تفوح كريهة وراء هذه الخسة والوقاحة.. ولم يصدر بيان رسمي يعتذر للمصريين ولم يعلن أحد تحمله للمسئولية.. فإذا كان الرجال يتم تعريتهم فهل سيكون للنساء حرمة؟! المشهد الخامس: ياسر علي المتحدث الإعلامي للرئاسة يطالب جبهة الانقاذ التي تم حل دمها بالحوار وأنه ليس هناك من يضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.. ولكن من يتراجع يتحمل المسئولية أمام الرأي العام.. يا سيادة المتحدث يكفي الرأي العام الاحباط الذي يعيشه والحداد علي كرامة الرجال والنساء والدماء التي أسيلت.. بالتأكيد بسبب جبهة الإنقاذ!!