بين الامل والرجاء، مصر معلقة.. بين حاضر كئيب ومستقبل تشوبه الريبة.. مصر تنتظر في الشارع والنخبة تجلس خلف الحواجز الزجاجية أو تتواري في القصر أو الفيلات، أو تكتفي بحوار مسائي في برنامج توك شو.. والشارع يحترق! هل تتفق السلطة والمعارضة علي شروط جديدة للعبة؟ .. وهل يتوصلون إلي قسمة ترضيهما ويتصالحان حول من يأخذ ماذا؟ السلطة تحتمي بالصناديق والمعارضة تهدد بالشارع .. ونسي المتصارعان ان جندي المعركة »الشباب« قرر أن يحارب لحسابه الشخصي وليس لمصلحة من يتقاسمون السلطة.. الشارع محبط من سلطة لا تملك ارادة سياسية أو خطة أو برنامج يحمل الخير فعلا لمصر، وهو ايضا اكثر احباطا من معارضة تكتفي بالفرجة ولا تفعل شيئا سوي الخلاف علي العوائد والارباح والقوائم الانتخابية.. أما الشباب فقد استفاد من تجربة في الميادين عمرها عامان، فتجدهم كفروا بكل الرموز والشعارات، فاعلنوا عصيانهم وتمردهم علي الجميع، بعد أن سقطت الاقنعة، فليس هناك اياد متوضئة لديها الخبرات ولا الكفاءات لانتشال الوطن من الغرق، ولا نخبة تملك جرأة المواجهة، وإنما تجري الامور بمنطق المواءمات السياسية و انتظار الضوء الاخضر من واشنطن.. دع الشارع ينتظر، فماذا يضيرنا من بضعة آلاف يهتفون يسقط الحاكم مادام ان البيت الابيض معنا هكذا يفكر النظام . وفي زيارته لمصر سأل جون ماكين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي قيادات جبهة الانقاذ: هل تملكون البديل للاخوان؟.. واشنطن تبحث عن طرف آخر تتعامل معه، ولا يعرف احد ماذا دار بين البرادعي وماكين في لقاء مغلق، فهل يلعب ماكين دور حمامة السلام بين المعارضة والاخوان أم ان واشنطن تبحث عن بديل للاخوان؟.