معارك عنيفة بين عناصر الجيش الحر المعارضة والقوات الحكومية السورية دارت معارك عنيفة بين مقاتلين اكراد موالين للنظام السوري واسلاميين في منطقة رأس العين الحدودية مع تركيا، حسبما ذكر شهود العيان أمس. ويسيطر المقاتلون المعارضون منذ نوفمبر علي المعبر الحدودي لرأس العين شمال شرق سوريا ويتجولون بحرية بين البلدين. وذكر ناشط مناهض للنظام اطلق علي نفسه اسم هافيدار عبر الانترنت ان "عناصر من مجموعات مسلحة ترتبط بتنظيم جبهة النصرة اجتازوا الحدود التركية علي متن ثلاث دبابات ودخلوا رأس العين. واستمرت المعارك لوقت متأخر من الليل بعد ان تلقي المقاتلون الاكراد تعزيزات لمواجهة الهجوم الاعنف الذي اطلقه المقاتلون المعارضون منذ وصولهم المدينة. وينتمي المقاتلون الي جبهة النصرة التي ادرجتها واشنطن علي لائحة المنظمات الارهابية نظرا لارتباطها مع تنظيم القاعدة وكتائب اسلامية كغرباء الشام واحفاد الرسول. ومن ناحية أخري، اتهمت سوريا تركيا بتلقي بضائع مسروقة من جماعات مسلحة تقول دمشق إنها نهبت أكثر من ألف مصنع في مدينة حلب، وطالبت الأممالمتحدة بإدانة أنقرة. وقال السفير السوري بالأممالمتحدة بشار الجعفري، في خطاب أرسل لمجلس الأمن والأمين العام بان كي مون، إن الجماعات المسلحة نقلت البضائع المسروقة إلي تركيا وبعلم حكومة الأخيرة. وأضاف الجعفري، إن بلاده تود أن تنوه إلي أن تلك الأعمال اللاأخلاقية تصل إلي حد المشاركة المباشرة في جريمة وعملية قرصنة عابرة للحدود. وقال إن الحكومة التركية استغلت ما يعانيه الشعب السوري لممارسة قرصنة وإرهاب اقتصادي تمثل في التواطؤ مع المجموعات المسلحة لسرقة ما يقارب 1500 منشأة صناعية ودوائية وتفكيكها ونقلها من مدينة حلب لتركيا. وأضاف الجعفري، في رسالته، أن سوريا تدعو مجلس الأمن والأمين العام إلي إدانة واضحة لجميع العمليات المدمرة للإرهاب واتخاذ ما يلزم لمحاسبة مرتكبيها، وكذلك الدول والقوي الإقليمية والدولية التي تقف وراءها. وعلي صعيد آخر، قال مسئول كبير بالأممالمتحدة، إن أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلدهم إلي دول مجاورة هم من الأطفال، وإن عدد الأشخاص الفارين قد يتضاعف تقريبًا بحلول شهر يونيو. وأضاف بانوس مومتزيس، المنسق الإقليمي للاجئين السوريين بمفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين، أنه توجد خطط جاهزة لمساعدة 4 ملايين شخص في سوريا -مليونان مشردون داخل سوريا ومليونان يحتاجون المساعدة في منازلهم- وما يصل إلي 1.5 مليون لاجئ. وقال مومتزيس أن هناك واحدا من بين كل أربعة سوريين يحتاج إلي مساعدة إنسانية وهناك مخاوف من أن يتفاقم هذا العدد. وتأمل الأممالمتحدة بجمع 1.5 مليار دولار لتمويل معونات للسوريين أثناء مؤتمر للمانحين الذي سيعقد في الكويت في 30 يناير، واضاف مومتزيس إن 55 منظمة من بينها 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة تشارك في جهود تخفيف آثار الأزمة. وكان قد لجأ عشرات الآلاف من السوريين إلي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وقال مومتزيس إن 30٪ من أولئك اللاجئين يقيمون في مخيمات، وإن الباقين يعيشون خارج مخيمات في قري وبلدات. وأرجع مومتزيس ارتفاع عدد الأطفال بين اللاجئين إلي أن الكثير من الأسر السورية لديها من 8 إلي 10 أطفال. ومن ناحية أخري ، قتل اكثر من 100 شخص في عملية اقتحام منطقة قريبة من مدينة حمص وسط سوريا بدأتها القوات النظامية الثلاثاء الماضي واستمرت قرابة 24 ساعة، بينما اعتبرت موسكو ان تحميل النظام السوري مسئولية انفجاري جامعة حلب امر "معيب". وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن النظام السوري ارتكب مجزرة جديدة ذهب ضحيتها نحو 106 من السوريين بينهم نساء وأطفال"، اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية "الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية" الي الشمال من مدينة حمص. واوضح ان من الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، وان بعض الضحايا قتلوا حرقا في منازلهم او قتلوا بالسلاح الابيض. من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الاسد، ان "وحدات الجيش النظامي حققت تقدما ملحوظا في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتا الحويصة والدوير وبساتينهما من المسلحين".