الرياض هي المحطة الثالثة لقطار القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وتوقف هذا القطار في الكويت ثم مصر. ووقفته بعد غد تحتاج إلي كثير من التأمل. والحرص علي الابقاء علي روح الامل والتفاؤل حول ما تحققه هذه القمة للمواطن العربي. وان البطء في تنفيذ المشروعات العملاقة والتي استقر الرأي عليها يرجع الي اصحاب المصلحة الحقيقية والرغبة في الصرف والتمويل.. واذا كان ميلاد الاتحاد الجمركي ما زال امامه محطة اخري في العام بعد المقبل. فإن مشروعي الربط الكهربائي او السكك الحديدية يعانيان من تعثر التنفيذ، وأحيانا اخري تعثر الارادة السياسية والاقتصادية، واذا كان الربط الكهربائي قد تحرك بعض الخطوات، وايضا شبكة الربط بين الفواصل بين الدول في شبكة السكك الحديدية. إلا أن الواقع لا يبشر بسرعة التنفيذ، كما كان يتوقع المواطن العربي بعد الانطلاقة الناجحه لقطار القمة في الكويت. ويواجه تنفيذ مشروع استكمال شبكة المواصلات عبر قضبان السكك الحديدية معضلة تمويل كبري وخاصة في الدول الفقيرة.. والواقع ان الخرطوموالرياض من افضل من تحرك في هذا الاتجاه، فالخرطوم اقامت مصنعا جديدا لاعادة انتاج شبكة القضبان وفقا للمواصفات الموحدة للشبكة العربية، وكان الاحتلال الانجليزي قد فرض عليها مقاسات تختلف عن المقاسات المصرية، حتي لا تلتحم القاهرةوالخرطوم.اما الرياض واشقاء الخليج فقد بدأت النهضة في هذه الشبكة تظهر في الشوارع، وأري ان ميلاد هذه الشبكة سوف يسير بنا الي السوق العربية المشتركة، والتي عجزنا عن اللحاق بها، واذا وصلنا حتي لو متأخرين الي اتمام هذه الشبكة فسوف تتغير الاحوال ويتحقق اسم هذه القمة بشكل واضح علي الارض العربية تنمويا واقتصاديا واجتماعيا.. اما احوالنا بعد هبوب رياح الربيع العربي فتحتاج الي وقفة من هذه القمة، ليس فقط من أجل توفير اكثر من 50 مليون فرصة عمل للشباب. بل لضرورة الوقوف بجوار دول الربيع ماديا وخاصة مصر وسوريا، فمصر تسعي للحصول علي قرض من البنك الدولي بشروط ما زالت مجحفة. ونري الاشقاء في القمة وخاصة اهل الخليج وعلي رأسهم الرياض لديهم من الفائض في ميزانياتهم ما يستطيع انتشال مصر من عثرتها الاقتصادية وحمايتها من اللجوء للغرب والبنك الدولي. واذا كانت حكومة الاخوان في مصر لا تستطيع السعي والتفاوض الايجابي في الاتجاه العربي نحو الاشقاء فهي تملك من القوة الناعمة من اهل السلف ممن يستطيعون فتح الابواب المغلقة مع الاشقاء العرب، لجعل اهل الفيض يقيلون عثرة الاشقاء، والعرب جميعا لهم من المواقف المقدرة في التكاتف والتراحم.ونحن لسنا اقل من الاتحاد الاوروبي الذي وقف وقفة رجاله مع اليونان، وقدم لها قروضا تنقذها من السقوط في حفرة الافلاس.. اما الشقيقة سوريا فعبر التاريخ السياسي كانت القاهرةوالرياض ودمشق اهم مثلث عربي يقود المنطقة نحو توازن مهم. والآن العرب يتركون سوريا تحت وطأة التدمير المنهجي من اجل التخلص من نظام الاسد.وهذا حق الشعب في التغيير .ولكن تدمير سوريا سوف يتطلب دورا عربيا لاعادة اعمار الشام خاصة وان سوريا لا تملك ثروة ليبيا. القمة التنموية امامها تحديات كبري .ولا ينتظر رجل الشارع الخطابات الرنانة او الاعلانات الحماسية .بل الشعب العربي ينتظر المواقف والقرارت العربية التي تعيد الالتحام لاهل الضاد.وان تعبر القمة عن رؤية للمستقبل الواحد والمصالح المشتركة فهل ينجح القطار في الوصول الي المحطة المقبلةولا يخرج عن القضبان ؟!!