إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القراءة..أزمة گتاب أم قارئ


عاصم شلبي - د. محمد عبد اللطىف
»الكتاب خير جليس« هل هذه العبارة مازالت عبارة تعكس حال الكتاب اليوم؟ أم انها صارت موضة قديمة؟! عندما قالها المتنبي من زمن بعيد كان الكتاب وحده هو الذي يتربع علي عرش المعرفة.. أما اليوم فالكتاب فقد الكثير من وجوده بين ايدينا اثر هجوم وسائل التكنولوجية المتعددة عليه واحتلال شاشات الانترنت لعقول غالبية شباب اليوم! وصار يواجه أزمة حقيقية مع القارئ والناشر والمؤلف أيضا الذي يقف حائرا هل يكتب علي الورق ام يرسل أفكاره الكترونيا؟ وهل حال الكتاب أثر علي القراءة في بيوتنا وعلي تغيير سلوكيات الناس وتنمية المجتمع؟ الواقع في مصر والدول العربية يؤكد علي ان مقولة المتنبي مازالت موجودة وان الكتاب هو المصدر الاصلي للمعرفة والمعلومات، ونمو الفكر وتحصيل المعلومات.. وان الأزمة ليست في الكتاب نفسه بقدر ماهي أزمة تراجع في القراءة وامكانية وصول الكتاب ذاته للقارئ العازف عن القراءة.
في خضم الصراع بين وجود الكتاب بصورة لائقة بين ايدينا شكلا وموضوعا ووجوده علي الانترنت بشكل غير شرعي احيانا.. ودون الالتفات لشكله غالبا!، وحيرته بين دور النشر الحكومية والخاصة التي أنتجت كما هائلا من الكتب الشبابية التي امتلأت بها المكتبات مع ظهور ناشرين جدد من الشباب لكسر حكر كبار الناشرين علي صناعة الكتاب، ضمن هذا المشهد الثقافي الملتبس لحال الكتاب ووضعه وحكايته كان لنا حوار طويل مع عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والدكتور محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب، قبل افتتاح معرض الكتاب بأيام قليلة.
كان حواري مع الناشرين المسئولين عن صناعة النشر داخل وخارج مصر، ناقشت معهما المشكلات التي يواجهها الكتاب ودور النشر في صناعته ونشره، وتحليل المعوقات مثل نقص أعداد المكتبات ، وتقليص ميزانيتها، ومشكلات الترجمة، وكذلك انخفاض معدل القراءة وارتفاع نسبة الأمية. وحماية حق المؤلف، ومدي الالتزام بها من جانب الناشرين، وأسباب تزوير الكتاب المصري وأشكاله وأضراره، والعوامل التي تؤدي إلي انتشاره وكيفية مواجهته. توقفنا أيضا أمام مشكلات التسويق ومتطلبات خطة التسويق الناجحة، واقتراح مجموعة من التوصيات للتغلب علي المعوقات التي تواجه صناعة الكتاب في مصر.
يواجه الكتاب المصري العديد من التحديات التي تؤثر علي وجوده علي عرش المعرفة لسنوات طويلة وفي ظل المنافسة أمام الانترنت والكتاب الالكتروني يكون الصراع علي بقائه ورقيا او الكترونيا ووصوله للقارئ بسعر في متناول الجميع في محاولة لتطوير شكل الكتاب ومضمونه كان الحوار مع عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين.
تتسع دائرة النشر لتشمل المنطقة العربية بكل ما تحمله من اهمية في نشر المعرفة والوعي المجتمعي وعلاقة الدول العربية في التأكيد علي اهمية الهوية العربية من الغزو الثقافي الاجنبي من خلال اتحاد الناشرين العرب الذي يرأسه الدكتور محمد عبد اللطيف بهدف وضع سياسة ثقافية شاملة ترسخ عادة القراءة والتعلق بالكتاب والاستفادة مما يقرأ.
عاصم شلبي:
ثورات الربيع العربي
أدت لتحسن
وضع الگتاب
في البداية كان الحوار مع عاصم شلبي اول رئيس للناشرين المصريين بعد ثورة يناير الذي يري الجانب المشرق من وضع الكتاب اليوم سألته: كيف تري حال الكتاب اليوم بين دور النشر الحكومية ودور النشر الخاصة وزيادة اصدار الكتب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد؟
- أن مهنة النشر وصناعة الكتاب في مصر مرت بمراحل متعددة، بدأت مع محمد علي سنة 1819 في مطبعة بولاق وكانت تنتج 35 كتابا سنويا، وكانت مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي تنشر الكتب والمصاحف، الي ان وصلنا 530 كتابا سنويا وكانت مصر رائدة في هذا المجال حيث طبعت المطبعة الأميرية "بولاق" أمهات الكتب وروائع الكتب الاسلامية والمصاحف التي بلغت مراحل متقدمة من جمال الخط والتحقيق والتصحيح والعناية بالغلاف.. واستطيع أن أؤكد علي أن مصر تنتج الآن اكثر من 85٪من انتاج الوطن العربي للكتب تليها السعودية وسوريا التي تنتج كل منهما 8٪من انتاج المنطقة العربية في كافة التخصصات المعرفية، واليوم مصر بعد الثورة حدثت فيها طفرة في حركة النشر وخاصة بالنسبة للكتاب الجامعي الذي يمثل 70 ٪ من انتاج النشر سنويا في مصر والذي كان قبل الثورة يخضع لسيطرة الاستاذ الجامعي الذي كان يتحكم في شكله ومضمونه ونوعية الورق التي يطبع به بما يكفل له دخلا كبيرا بغض النظر عن المادة العلمية التي كان ينشرها علي شكل ملازم ثم كتاب يحمل نفس المضمون او يضيف عليه اضافات في إعادة الطبع مما يرفع سعره ويكون الضحية الطالب الذي يتحمل تابعات كل هذه الاضافات.. اما اليوم فقد تم الاتفاق مع الجهات المعنية في وزارتي التربية والتعليم العالي لوضع قواعد ومعايير ومواصفات للكتاب مع وجود لجنة تحكيم للمادة العلمية.. لانه في الاصل لا يكون هناك كتاب جامعي بعينه بل هناك مراجع "اكثر من كتاب" للحصول علي المعلومات .
الكتاب المصري كان احد صادرات مصر الثقافية.. هل مازال يمثل في وقتنا الحالي هذه الصفة؟
- يعتبر الكتاب من أقدم صادرات مصر وأوسعها انتشارا فقد بدأ تصدير الكتاب من مصر في أوائل هذا القرن ووصل الكتاب المصري إلي إندونيسيا شرقا وحتي نيجيريا وموريتانيا غربا، كما أن عائد تصدير الكتاب المصري والثقافة المصرية يتعدي العائد المادي، إذا أزلنا كل المعوقات أمام انتاج وتصدير الكتاب، فتصدير الكتاب المصري إلي أسواقها العربية والإسلامية، يعني انتشار الفكر والإبداع والثقافة العربية الأصلية الصادرة من مصر التي هي أكثر البلاد العربية والإسلامية تأهلا لدور القيادة الفكرية وفي حالة حل مشكلات الكتاب الجامعي ومؤلفيه سيمثل مجال بالغ الأهمية
ما هي أهم المشكلات التي تواجه عملية النشر؟
- النشر يواجه حاليا تحديات وصعوبات كثيرة في أدوات النشر والنشر الورقي قلت نسبته مقابل النشر الاليكتروني وخلال العشر سنوات المقبلة سيتزايد النشر الاليكتروني وهذا لن يلغي وجود الكتاب ولكن ربما يقلل من انتاجه بشكله الورقي ورغم ذلك الناشر يهمه في نهاية الامر ان ينشر محتوي، وهذا المحتوي يكون ورقيا او الكترونيا ليس مشكلة وإنما المشكلة تتمثل في عمليات القرصنة والسطو علي الكتب الكترونيا او ورقيا بالنسخ بعد ما كانت السرقات تتم خارج مصر في بيروت علي سبيل المثال اصبحت السرقات تتم داخليا بين الناشرين وبعضهم للكتب الاكثر مبيعا او مع محترفي التزوير الذين لا يشترط ان يكونوا ناشرين فنحن كمهنة علينا أن نواجه هذه التغيرات بكل ما فيها ما ايجابيات وسلبيات
هل هناك صعوبة في تطبيق قوانين حماية الملكية الفكرية؟
- نعم هناك صعوبات كثيرة.. ولأول مرة عقد اتحاد الناشرين المصريين مؤتمرا لمكافحة التزوير ودعونا اليه جميع الهيئات المعنية بحماية حقوق الناشر والمؤلف ضم ممثلي اتحاد الكتاب ومباحث المصنفات الفنية ومكتب النائب العام وجهاز مكافحة السرقات علي الانترنت.. ورغم ذلك مازالت السرقات مستمرة.. ان قضايا السرقات الفكرية تستغرق وقتا طويلا في سرعة البت فيها وإثباتها، نحن نعتبر انفسنا في مرحلة انتقالية بين النشر الورقي الي مرحلة النشر الالكتروني وربما يكون النشر الالكتروني هو الاكثر نشرا وحجما في خلال السنوات القليلة القادمة بكل ما يحمله من تطورات تكنولوجية في شكل الكتاب مما يتيح فرصة انتشار اكثر وخاصة للكتب العلمية التي ستتضمن صوراً ورسوما متحركة للعمليات الجراحية علي سبيل المثال
ما هي اكثر الكتب رواجا في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد؟
-الكتاب الديني يأتي في المرتبة الأولي ثم يليه الكتاب السياسي ثم الادبي والإنساني من القصص والروايات والدواوين الشعرية اما الكتاب العلمي فلا يتعدي نسبة 3٪ من نسبة المبيعات والجدير بالذكر ان نسبة النشر زادت بعد الثورة للكتب السياسية والتاريخية ووجود وسائل اضافية مثل الاسطوانات التي تصاحب الكتاب الورقي زادت من معدل القراءة والبيع وتظل قضية حقوق الملكية الفكرية هي القضية الوحيدة التي تواجه الكتاب ولا نجد لها حلا نهائيا رغم وجود القوانين التي تجرمها
كيف نصنع مجتمعا قارئا ومحبا للقراءة في ظل سيطرة الانترنت علي عقول الشباب؟
- للوصول إلي هذا الهدف لا بد من تحديد عدد من العوامل التي يمكنها أن تلعب دو را كبيرا في تنشيط عادة القراءة في المجتمع وبخاصة لدي الشباب ومنها:
-1 ضرورة تنبه الأسر إلي تنمية عادة القراءة لدي ابنائها وضرورة قيام مؤسسات التعليم بالاهتمام بمكتباتها وتيسير سبل الاستعارة وعقد المسابقات الثقافية، والتي تحث علي القراءة وارتياد المكتبات
2 - تأكيد مسئولية النخبة المثقفة في غرس عادة القراءة في المجتمع, عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات.
3 - تفعيل مسئولية المؤسسات الرسمية والشعبية مؤسسات الدولة, كوزارات الثقافة , والشباب, والإعلام.. وغيرها في توجيه الرأي العام والشباب نحو القراءة عن طريق التوسع في إنشاء المكتبات العامة في الأندية ومراكز الشباب وإقامة الندوات المختلفة
4 - كما أننا نعمل علي زيادة الإنتاج العلمي في الوطن العربي من خلال نشر الكتاب العلمي المتخصص في جميع المجالات وتسعي دور النشر إلي حل مشكلات عدة عند نشر الكتب المترجمة بدءا من الاستعانة بمترجم متخصص، ووجود قسم خاص بالترجمة في دار النشر المعنية.
د. محمد عبد اللطيف :
قانون الملگية الفگرية.. مملوء بالثغرات!
من اجل ثقافة عربية واحدة كان حواري مع رئيس الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف الذي وضع امامنا صورة كاملة لحال الكتاب والقراءة في المنطقة العربية.. وفي البداية سألته عن حال الكتاب العربي وهل يعاني من ازمات تعرقل من انتاجه وتداوله بين يدي القراء؟
كل المؤشرات والإحصاءات للأسف تؤكد علي انخفاض نسبة القراءة في المنطقة العربية بينما في معارض الكتاب في اي بلد عربي نجد زحاماً شديداً ونسبة شراء مرتفعة مما يشير الي ان المشكلة تكمن في توصيل الكتاب للقارئ، وعدم توافر المكتبات التي تتوافر فيها الكتب الجديدة لتكون في متناول يد الناس في اي وقت وليس في وقت معين من السنة وهم العشرة أيام مدة معرض الكتاب وهي بالتأكيد ليست كافية لنقول ان هناك انخفاضا في نسبة القراءة لان الكتاب في الاصل ليس الي القارئ. ومن مصر ننطلق الي الدول العربية ونجد فيها نفس المشكلة فيما عدا السعودية والجزائر التي تتوافر فيها المكتبات لبيع الكتب بشكل مناسب وتتميز بحركة توزيع كبيرة.. في الجزائر هناك شركات متخصصة لتوصيل الكتاب لكل الاماكن.. وتتفاوت نوعية الكتب فهناك دول تبيع اكثر كتب التراث ودول اخري تهتم بالروايات والإبداعات الادبية.. لكن بشكل عام هناك نقص في كفاءة توزيع الكتاب في المنطقة العربية بالإضافة الي الاحوال العامة التي تشترك فيها من الامية ومصر للأسف اعلي الدول العربية امية.. وايضا هناك عامل مهم جدا يؤثر علي حال الكتاب وهو الوضع الاقتصادي الذي لايجعل الكتاب من اولويات الحياة فهناك المأكل والملبس ومصاريف الحياة اليومية ويعتبر شراء الكتاب من السلع الترفيهية
ما هو اثر ثورات الربيع العربي علي انتشار الكتاب؟
- ثورات الربيع العربي ساعد علي انتشار الكتاب وتحسن وضعه فمثلا ليبيا كانت مغلقة أمام بعض العناوين ولكنها اليوم اصبحت مفتوحة ولا تصادر اي كتاب وان كانت بعض الدول العربية تمنع عناوين معينة في معارضها تكون متعلقة بالبلد نفسها لكن لم تصل لي اي شكاوي مؤخرا من مصادرة اي كتاب في اي معرض من المعارض التي عقدت بعد ثورات الربيع العربي.
ما هي المعوقات المشتركة التي تهدد وضع الكتاب في المنطقة العربية وتجعله في أزمة حقيقة أمام تطور صناعة الكتاب في العالم؟
- من اهم المعوقات وأكثرها عمومية الامية التي تتراوح مابين 30 الي 40 ٪ وهم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة غير الامية الثقافية اصحاب الثقافة المسطحة رغم معرفتهم القراءة والكتابة بالإضافة الي انتشار الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة من الحصول علي المعلومات بسرعة دون النظر الي مدي صحتها او مصداقيتها هذا بالنسبة للعوامل الخارجة عن اطار المهنة.. اما ما يتعلق بمهنة النشر هناك عمليات السطو والسرقة والقراصنة التي اصبحت مسألة عادية ومتداولة.. والمزور لا يسرق الا الكتاب الناجح مما يجعل الناشر يفكر اكثر من مرة قبل اصدار كتاب جديد.. كل هذه العوامل تؤثر بشكل أو بآخر علي صناعة الكتاب وتواجده امام المنافسة العالمية.
اين قوانين حماية الملكية الفكرية من قراصنة سارقي الكتب؟
- المنظومة القانونية لحماية الحقوق الملكية الفكرية فيها كثير من الثغرات بالإضافة الي ان العقوبات غير رادعة والبيئة القانونية لا تعتبر سارق الكتاب مثل سارق البيت، رغم أن سرقة الفكر يمكن أن تهدد المجتمع بأكمله بقتل الابداع فيه، عندما يري المبدع أعماله منسوبه لغيره ولا أحد يرد له مسروقاته.. ونحن نحاول مواجهة هؤلاء القراصنة عن طريق تكوين لجان مشتركة ومستشارين قانونيين في التعامل مع مثل هذه القضايا فالقانون لم يستطع حماية المؤلف!
كيف تواجهون مشكلة النشر الالكتروني؟ وماهي العلاقة بين الناشر والمؤلف؟
- بالنسبة للناشر.. نشر الكتاب الكترونيا او ورقيا هو نشر محتوي ووسائل نشر المحتوي تختلف وتتطور مع تتطور العصر فما يكون ازمة ربما يكون فرصة لزيادة الانتشار.. كل ما هنالك أنه يجب تطوير عقود النشر بين الناشر والمؤلف لضمان حق المؤلف في حالة صدور الكتاب في صورة غير الصورة الورقية، فالعلاقة بين الناشر والمؤلف علاقة ملتبسة ففي احيان كثيرة يتم الاتفاق بينهما بدون عقد مما يترتب عليه مشاكل فيما بعد.. ولقد عملنا عقوداً جديدة للاسترشاد بها بين المؤلف والناشر ولكن يبقي دائما هناك العلاقة المادية التي تتوقف علي الاتفاق بينهما.
الناشرين الجدد من الشباب.. هل لهم تأثير علي حركة النشر ؟ وحركة تداول الكتاب في المنطقة العربية؟
- انتشار دور النشر الشبابية ظاهرة طيبة وعلينا أن نقف بجوارهم ونساعدهم ونشجعهم بشرط ان يكونوا متبعين لقوانين النشر المنصوص عليها حتي لا يتعرضوا للإغلاق أو مصادرة ما يقدمون من اصدارات.. ومعظم هذه الدور تنشر مدونات شبابية منقولة من علي الانترنت، والانترنت عادة مكان غير موثوق فيه وخاصة اذا كانت الكتب تتعلق بالمواد العلمية أو التاريخية اما ما يدخل تحت اطار الابداع والخيال فهو جائز لان حرية الفكر والتعبير متاحة للجميع.. اما بالنسبة للشباب العرب ليس لدي أي معلومات تفيد بأن هناك دور نشر شبابية.
الكتاب المترجم.. كيف تري دوره في توصيل الثقافة الي المنطقة العربية وأهميته في نقل الخبرات؟
- الترجمة تعتبر أحد جسور المعرفة من والي الآخر سواء أكانت ترجمة من العربية الي اللغات الاجنبية أو ترجمة من اللغات الأخري الي اللغة العربية وسأعطي لك مثالا من واقع عملي في ترجمة كتب الأطفال.. هناك كتب للأطفال تكون مصممة ومكتوبة بطريقة مبسطة وعميقة وجميلة لا تؤثر علي هوية الطفل المصري وإنما تزيده ثقافة ووعي الرسام الاجنبي يمكن ان يمكث ثلاث سنوات في رسم رسومات مصاحبة لكتاب الطفل حتي تخرج في صورة جميلة وخاصة الكتب العلمية الخاصة بالأطفال غير ما يحدث في كتب الاطفال في العالم العربي. بالإضافة الي اننا نراعي في الترجمة حذف كل ما لا يتناسب مع التقاليد العربية والإسلامية.. وهذه الترجمات تتفاوت أيضا من دولة الي دولة عربية فالسعودية والاردن تتميز بترجمة الكتاب الاكاديمية
ماذا يعني التعريب في الثقافة العربية؟
- كلمة التعريب التي جاءت في الدستور تعني أن تكون الترجمة أحد وسائل نقل المعرفة ، لا يوجد بلد في العالم يدرس بلغة غير لغته ولا يمكن ان تتقدم اي دولة في العالم دون ان تكون لغتها الام هي اللغة التي يتعلم بها ابناؤها وتطبيق التعريب يأتي تدريجيا فهناك اجيال كاملة لا تجيد اللغة العربية ولا تعرفها وهذا لا يعني اهمال اللغات الاجنبية وإنما ان تكون لغتنا الاصلية هي الاصل في التعلم والكتابة والإبداع ثم تنقل الي كل لغات العالم فمثلا كوريا ولغتها من اصعب اللغات في العالم تدرس الطب والهندسة وكل العلوم باللغة الكورية.
معرض الكتاب ومشاكله المتكررة امام الناشرين العرب.. من ايجاد الاماكن المناسبة لهم ووصول الكتب قبل موعد المعرض هل هناك خطة للتغلب عليها؟
- لم تعد هذه المشاكل موجودة لان مواعيد المعرض معلنة ومعروفة وهناك لجان متخصصة يتم من خلالها التواصل مع دور النشر العربية لضمان وصول الكتب في الموعد المحدد وفي المكان المخصص المتفق عليه ولا يوجد لدينا اي مصادرات علي نوعية الكتب القادمة للمعرض حتي الان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.