وقعت تحت يدي أوراق ومستندات غاية في الخطورة عن باحثة تدعي »أ.خ« تم تعيينها بالخطأ في معهد الهندسة الوراثية بمدينة السادات بجامعة المنوفية لأن تقديرها العام في البكالوريوس كان »مقبول« وكانت هي قد حصلت علي الدكتوراة فتم تعيينها باحثة بالمعهد مع أن الجامعات قد تعودت دائما ألا تعين في عضوية هيئة التدريس من كان حاصلا علي البكالوريوس بتقدير عام مقبول حتي ولو حصل علي الدكتوراة بعد ذلك بطريقة أو بأخري، لكن بعد ذلك حدثت بينها وبين قيادات هذا المعهد خلافات شديدة جعلتها تطلب نقلها إلي كلية الزراعة بالعريش بجامعة قناة السويس، وهناك وبعد عدة أشهر تقدمت من خلال قسم الثروة السمكية وعلوم البحار بالكلية بأبحاث للجنة الترقيات الخاصة بالمجلس الأعلي للجامعات لترقيتها إلي درجة أستاذ مساعد وكان من بين الأبحاث التي تقدمت بها أبحاث أشارت إلي أنها كانت قد أجرتها في المركز القومي للبحوث وأخري بمركز أبحاث الأسماك بجامعة قناة السويس بالإسماعلية وبالفعل تم ترقيها لكن بعد عدة أيام وقبل أن يوافق مجلس الجامعة علي ترقيتها تم إكتشاف أن هذه الأبحات »مضروبة« وأنها لم تقم بها سواء في الإسماعيلية أو المركز القومي للبحوث وتم رفع الأمر إلي رئيس جامعة قناة السويس في ذلك الوقت لكنه قبل وفاته رأي أن يتم ترقيتها تنفيذا لقرار لجنة الترقيات بالمجلس الأعلي للجامعات علي أن يتم التحقيق في هذه الوقائع الجديدة فإذا ثبت أنها أبحاث »مضروبة« يتم سحب درجة أستاذ مساعد منها لكن بعد أن توفي رئيس الجامعة لم يتم التحقيق وتوقف كل شيئ لأسباب غير معلومة لكن لأن الغشاش كان قد أدمن الغش قامت الأستاذة المساعدة منذ عدة شهور بالتقدم بأبحاث جديدة للترقية إلي درجة أستاذ لكن عند فحص إنتاجها هذه المرة إكتشف أحد أعضاء لجنة الترقيات أن أحد أبحاثها منقول بالكامل من كتاب لأحد العلماء كان يقرأه عضو لجنة الترقيات منذ عدة أيام من نظر أبحاث هذه الأستاذة المساعدة لأنه كان أستاذا بجامعة الإسكندرية ووجد أن الباحثة متقدمة بنتائج بحث أجرته علي »سمكة« معينة إتضح أنها لاتوجد سوي في موزنبيق وقالت في بحثها أنها أجرته بالإسكندرية مع أن هذا النوع من الأسماك لايوجد أصلا ببحر الإسكندرية أو أية شاطئ من شواطئ مصر وبدأت تتكشف وقائع أخري أكثر خطورة عن أبحاث هذه الأستاذة المساعدة عندما أكتشفت اللجنة أن أحد الأبحاث المتقدمة بها للترقية هو في الأصل نتائج بحث خاص بباحث إسرائيلي كما أنها زورت في بقية الأبحاث حيث وجدوا أنها كانت تقوم بنقل نتائج أبحاث خاصة بالنباتات أو الحيوانات لآخرين وتضعها وكأنها نتائج خاصة بأبحاث عن الأسماك قامت بإجرائها وعلي الفور تم تشكيل لجنة فرعية من كلية الزراعة بالعريش بعد الكشف عن هذه الوقائع الخطيرة وتأكد صحتها وقامت هذه اللجنة بإعداد تقرير للجنة الترقيات بالمجلس الأعلي للجامعات عن حقيقة أبحاث هذه الأستاذة المساعدة كما أرسلت هذا التقرير إلي المركز القومي للبحوث الذي ادعت الباحثة أن أجرت أبحاثها هناك وعليه تم إحالتها من قبل جامعة قناة السويس للتحقيق الذي أقر بصحة الوقائع ليتم إحالتها إلي مجلس التأديب لتقرير العقاب المناسب لها. ولن أخوض اكثر في هذه الفضيحة حتي تتكشف تفاصيلها أمام مجلس التأديب ووقتها سيكون لكل مقام مقال خوفا علي مصير البحث العلمي في جامعاتنا.