ممثلاً عن نتانياهو، غادر نائب رئيس جهاز الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب نيجل تل أبيب قبل أيام، متوجهاً إلي الولاياتالمتحدة، لإنهاء المفاوضات الجارية حول اتفاق المساعدات الأمريكية «العِقدي» الجديد لإسرائيل، الذي يستمر الدعم الأمريكي بموجبه لإسرائيل حتي عام 2028. ورغم أن اتفاق السنوات العشر السابق، حصلت فيه إسرائيل علي 31 مليار دولار، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، حرص منذ عام 2013، تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل علي ممارسة الضغوط من خلال اللوبي اليهودي، والكونجرس الأمريكي، وسفير نتانياهو في واشنطن رون ديرمر لإقناع البيت الأبيض بزيادة مخصصات المعونة الأمريكية لإسرائيل خلال العشر سنوات المقبلة إلي 50 مليار دولار. وفي خطاب بعث به رئيس الوزراء الاسرائيلي إلي الجهات الثلاث، زعم أن الزيادة التي تطلبها إسرائيل (19 مليار دولار) عن العِقد الماضي، تأتي في إطار ما وصفه بالتحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران بمباركة الولاياتالمتحدة. البيت الأبيض ورغم الضغوط التي مارستها عليه تل أبيب، رفض زيادة المساعدات بتلك النسبة، الأكثر من ذلك أنه رهن الموافقة علي المساعدات بتجميد أية زيادات تطالب بها إسرائيل في المستقبل الإدارة الأمريكية، لكن الكونجرس قدم اقتراحاً في إطار المفاوضات الجارية بين الطرفين بزيادة المساعدات الأمريكية لإسرائيل في عام 2017 ب 600 مليون دولار، علي أن تخصصها إسرائيل لبرامجها الصاروخية في إطار موازنة 2017، الأمر الذي أثار حفيظة أوباما. إلا أن رئيس الوزراء نتانياهو وحرصاً علي تحقيق أي مكاسب في هذا الخصوص، كلف ممثله يعقوب نيجل بإبلاغ الإدارة الأمريكية خلال المفاوضات بأن إسرائيل لن تطلب مساعدات إضافية عام 2017. وعللت صحيفة يديعوت أحرنوت ذلك بأن البيت الأبيض لم ينس الخطأ الفادح، الذي سقط فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال خطابه أمام الاجتماع السنوي الأخير للوبي اليهودي في نيويورك، واتهامه إدارة أوباما بالتخلي عن إسرائيل، ما أثر علي العلاقات بين البلدين. ويعود اتفاق المساعدات العسكرية الأمريكية الخاصة لإسرائيل إلي مذكرة تفاهمات أبرمتها البلدين منذ عام 1962، عُرفت في حينه ب (MOU)، ويتم تجديد التوقيع علي الاتفاق مرة كل عشر سنوات، وجري التوقيع علي آخر تجديد للاتفاق في السادس عشر من أغسطس عام 2007، لكن سريانه جري منذ 2009 حتي أكتوبر 2018، وخلال السنة المالية الإسرائيلية 2019، سيري الاتفاق الجديد النور، ليسري التزام الولاياتالمتحدة به حتي عام 2028. وبدأت المفاوضات علي المساعدات الأمريكية للعِقد الجديد في ربيع 2013، حينما أعلن الرئيس أوباما خلال زيارته لإسرائيل تشكيل الطاقم المعني بالتباحث حول مبلغ المساعدات الجديد المخصص للدولة العبرية، ورغم أن المفاوضات جرت علي مدار ثلاث سنوات، إلا أنها تجمدت علي خلفية تباين وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول الملف النووي الإيراني، لكنها استؤنفت منذ ما يقرب من سبعة أشهر، وقادها من الجانب الإسرائيلي نائب رئيس جهاز الأمن القومي، العميد متقاعد، يعقوب نيجل، أما من الجانب الأمريكي فقادتها مستشارة الأمن القومي سوزان رايس. الطموحات الإسرائيلية في تلك المفاوضات وصلت إلي 50 مليار دولار خلال العِقد القادم، واعتبرت إسرائيل صراحة أن زيادة المساعدات المطلوبة تعود إلي رغبتها في الحصول علي تعويضات عن الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، وفي حين وافقت الولاياتالمتحدة علي زيادة مساعداتها لإسرائيل في العقد الجديد، نظراً لما وصفته بالتحولات الأمنية والعسكرية المفصلية في منطقة الشرق الأوسط، لكنها عارضت ما وصفته بالمبالغ الضخمة التي تطلبها إسرائيل. وتؤكد المؤشرات أن الزيادة التي من المقرر حصول إسرائيل عليها خلال العشر سنوات القادمة قد تتراوح ما بين 3 إلي 7 مليارات دولار، إلا أن الدوائر الضالعة في تلك المفاوضات تفرض تعتيماً بالغاً علي مراحل المفاوضات الأخيرة، مؤكدة إعلان تفاصيله بعد توقيع الطرفين عليه.