غدا ستقرع اجراس كنائس مصر وافريقيا ويساتر للبدان المهجر فرحا بقدوم البابا الجديد والذي يحمل رقم 118 في تاريخ الكنيسة المصرية العريقة..40 عاما وتزيد قضاها البابا الراحل شنودة صاحب الكايرزما علي الكرسي الرسولي فمن سيختار الطفل الشماس. معصوب العينين روفائيل الكبير أم الصغير أم يسبقهما للكرسي البابابوي تاضروس.. تبدأ غدا مراسم الاعلان عن اسم البابا الجديد رقم »118« للكنيسة المصرية الارثوذكسية بعد انتهاء الايام الثلاثة للصوم التي بدأت يوم الاربعاء الماضي.. حيث يبدأ اليوم بدخول الآباء الأساقفة والمطارنة يترأسهم الأنبا باخوميوس القائم مقام إلي الكنيسة من المقر البابوي الساعة 54.7 صباحا مرتدين زياً موحداً ويجلسون في مكان مخصص لهم وفقا للرتبة والسيامة..وبعدها يقف القائم مقام بمفرده علي طاولة يوجد عليها إناء زجاجي وبيده 3 ورقات متساوية الأبعاد والشكل ويكون مكتوبا فيها بخط واضح أسماء المرشحين الثلاثة الأنبا رافائيل والانبا تاوضروس والقمص روفائيل افامينا ويتم طيها بأسلوب متساو وربطها بثلاث شرائط حمراء وتوضع في هذا الإناء ويتم تغطيته وربطه برباط محكم ويختم بختم القائم مقام بالشمع الأحمر ويوضع علي المذبح ويتم تصوير الإناء بكاميراتين مخصصتين حتي نهاية القداس والذي قد يستمر لمدة ساعتين تقريبا ولن يسمح بمرور أي شخص بجواره أو أمامه حتي يكون واضحا للجميع شفافية القرعة وعدم العبث بها. ومن خلال طفل من 12 متواجدين داخل الكاتدرائية العباسبة سيتم اختيار احدي الورقات حيث تم إعداد استمارات خاصة بالمواصفات التي يتم علي أساسها اختيار الطفل من خلالها يتم ملء بعض البيانات للتأكد من انتماء والديه إلي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتقديم ما يفيد أن الطفل المتقدم شماس برتبة "ابسلطوس" وترفق مع الاستمارة أصل أو صورة من شهادة ميلاد الطفل، وأن يكون عمر الطفل المتقدم لسحب ورقة البابا ال118 في القرعة الهيكلية لا يزيد علي 8 سنوات ولا يقل عن 5 ولن يكون هناك أي استثناءات. وقد تم فتح باب التقديم حتي الساعة 12 من ظهر امس وتم اختيار الأطفال الذين استوفوا الشروط فقط لحضور القداس الإلهي والقرعة الهيكلية بعد تصفية الأطفال المتقدمين إلي 12 من اصل ما يقرب من 200 طفل وأشرف علي هذه التصفية الأنبا باخوميوس وذلك بمقر البابوية بالكاتدرائية بالعباسية ويتم الاعلان عن الأطفال المختارين اليوم الساعة 5 مساء بحضور إعلامي للقنوات التلفزيونية المسيحية. ويحضر الأطفال المختارون بتذاكر خاصة برفقة والديهم ويكون الأطفال صائمين ويرتدون زي الشمامسة حتي يتناولوا من الأسرار المقدسة وفي نهاية القداس يختار القائم مقام طفلا واحدا حتي يسحب ورقة واحدة من الثلاثة. وبعد انتهاء القداس الإلهي يقوم القائم مقام بنفسه بأخذ الإناء من علي المذبح ويخرج به إلي المكان المعد ويصطحب الطفل المختار ويتم عصب عينيه لاختيار الورقة من الإناء ويعلن حينها القائم مقام اسم البابا 118..وفي نفس الوقت يكون المرشحون الثلاثة في الاديرة الخاصة بهم حيث يتواجد الانبا رافائيل في دير البراموس »السيدة العذراء« بوادي النطرون والانبا تاوضروس بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون والقمص روفائيل افامينا في دير مارمينا بكينج مريوط. وبعد اعلان اسم البابا يقوم قارعو الأجراس في كافة الكنائس القبطية الارثوذكسية علي مستوي مصر والعالم بالاعلان عن نجاح عملية اختيار البابا عن طريق قرع الاجراس بالاسلوب السعيد وهو عبارة عن القيام بعملية القرع بطريقة متصلة وفي وقت واحد وهي تختلف عن الطريقة الحزينة التي يتم فيها قرع الاجراس ثلاث مرات باسلوب منفصل..ويتم بعدها ابلاغ البابا الجديد بالنتيجة المعتمدة التي يتم التوقيع عليها من القائم مقام واعضاء المجمع المقدس وارسالها الي رئاسة الجمهورية للتصديق علي هذا الاختيار وللبابا الجديد الحضور وقتها او عدم الحضور طبقا لرغبته. علي ان يتم تجليس »تنصيب« البابا الجديد علي الكرسي المرقسي يوم الاحد الثامن عشر من هذا الشهر حيث تشهد الكاتدرائية اقامة قداس تجليس البابا الجديد علي كرسي مامرقس اذا كان واحدا من الانبا رافائيل او الانبا تاوضروس اما ان وقع الاختيار علي القمص روفائيل أفامينا فيتم قبل التجليس إقامة صلوات اصابع اليد لمنحه رئاسة الاسقفية. من يفوز.. الطبيب الصيدلي أم الحقوقي؟ المرشحون الثلاثة الذين اوصلتهم الانتخابات الباباوية.. احدهم طبيب والثاني صيدلي والثالث حقوقي تخرجوا في جامعتي عين شمس والاسكندرية.. الطبيب هو الأنبا رفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة الأول في انتخابات البابوية، 54 عاما.. وقد حاز علي أعلي الأصوات في الانتخابات البابوية بواقع 1980 صوتا. كان اسمه قبل الرهبنة ميشيل عريان الحكيم، وحصل علي بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس عام 1981 وعمل طبيبا لفترة، وفي عام 1984 حصل علي بكالوريوس الكلية الإكليريكية وفي عام 1990 تم رسمه راهبا بدير البراموس باسم الراهب »يسطس«، وتم رسمه كاهنا في 18 مايو 1995 ثم أسقفا عاما باسم الأنبا رافائيل" في 15 يونيو 1997 للإشراف علي كنائس وسط القاهرة. اما الصيدلي فهو الأنبا تاوضروس أسقف البحيرة، 60 عاما، الذي حصل علي 1623 صوتا بانتخابات البطريرك الجديد.. اسمه قبل الرهبنة وجيه صبحي باقي سليمان، حصل علي بكالوريوس صيدلة الإسكندرية 1975 وبكالوريوس الكلية الإكليريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا.. وفي 20 أغسطس 1986 انتقل إلي دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وظل طالب رهبنة حتي رسم قسا في 23ديسمبر 1989 ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990 ثم نال درجة الأسقف في 15 يونيو 1997. والحقوقي هو القمص روفائيل أفامينا ثالث المرشحين للقرعة الهيكلية حاز علي 1530 صوتا ،70عاما، وهو أكبر المرشحين سنا بانتخابات البطريرك الجديد وكان اسمه قبل الرهبنة رفائيل صبحي توفيق وحصل علي ليسانس حقوق جامعة عين شمس وكان يعمل شماسا خاصا للبابا كيرلس السادس.. تم رسمه راهبا في عام 1969 بدير الأنبا مارسينا العجايبي بمريوط، ورقي إلي درجة القمص عام 2001.. ويعد القمص رفائيل أفامينا التلميذ الخاص للبابا كيرلس السادس منذ عام 1965 وحتي عام 1969 وخدم بمقر الدير والطاحونة بالقاهرة، وظل في خدمة البابا كيرلس السادس حتي تم رسامته راهبا وقسا في دير مارمينا عام 1969م. عمر الگنيسة القبطية 19 قرنا البابا الجديد هو رقم 118 في تسلسل البطاركة في الكرسي السكندري للكنيسة القبطية الارثوذكسية والتي اسسها القديس مار مرقس الرسول البطريرك الاول للكنيسة.. وبطريرك الاقباط يسمي بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكلمة الكرازة تعني التبشير بالمسيحية. الارثوذكس علي مستوي العالم ينقسمون الي العائلة اللاخلقدنية وهم الاقباط والسريان ومقرها سوريا.. والارمن ولها بطريركان احدهما مقره لبنان والاخر ارمنيا والاثيوبيين والارتريين والعائلة الخلقدنية والتي تضم كنائس الروم علي مستوي العالم.. ومنها بطريركية الاسكندرية وسائر افريقيا للروم الارثوذكس .. والتي ايضا بطريركها يحمل لقب بابا الاسكندرية وسائر افريقيا وهو حاليا البابا والبطريرك ثودوروس الثاني وبطريركية القسطنطنية التي يحمل بطريركها لقب البطريرك المسكوني وبطريركية روسيا وهي اكبر كنيسة ارثوذكسية من حيث العدد حيث يتبعها حوالي 180 مليون نسمة وايضا تضم تلك العائلة بطريركيات رومانيا والتشيك وانطاكيا والقدس واليونان وقبرص والبانيا وجورجيا. عمرو بن العاص وبنيامين الثامن والثلاثون البابا بنيامين الثامن والثلاثون واحد من اهم البطاركة الذي جلس علي كرسي البطريركية المرقسية بين عامي (625- 664 م).. وكان قد اختفي هو ومجموعة من الاساقفة الاقباط ثلاث عشرة سنة ضاق في خلالها البلاء بأهل البلاد بسبب اضطهاد الاساقفة الملكيين (الرومان) بغية اكراههم علي اتباع عقيدتهم التابعة للعائلة الخلقدونية واتبعها بعضهم فعلا.. وفي هذه الاثناء فتح المسلمون مصر علي يد عمرو بن العاص عام 146 وكتب عمرو صكا بالامان نشره في انحاء مصر يدعو فيه البابا بنيامين الي العودة لكرسيه ويؤمنه علي حياته فظهر البابا وذهب الي عمرو فاحتني به واعاده الي مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة فأخذ يعمل علي ان يسترد الي الحظيرة الارثوذكسية الايبراشيات التي استمالها الملكيون فكلل عمله بالنجاح وعمر الاديرة التي ضربها الفرس في وادي النطرون وجمع اليها رهبانها الباقين المشتتين..وكان البابا بنيامين موصوفا بحسن التبصر حتي اطلق عليه لقب »الحكيم« وكان هذا من الاسباب التي جعلت عمرا يأنس اليه ويستهدي برأيه.