أفرجت محكمة تركية في إسطنبول عن 758 عسكريا من أصل 989 تم اعتقالهم في وقت سابق للاشتباه في ضلوعهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة. يأتي ذلك في وقت شن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما حادا علي الغرب في كلمته خلال حفل تأبين القتلي الذين سقطوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو الجاري. وذكرت وكالة أنباء الأناضول ان محكمة في اسطنبول وجهت تهمة الانتماء إلي «تنظيم إرهابي» إلي 17 صحفيا تركيا اعتقلوا للاشتباه في ارتباطهم بجماعة الداعية فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، وأمرت بإيداعهم الحبس الاحتياطي بانتظار محاكمتهم. وكانت السلطات قد اعتقلت 21 صحفيا للاشتباه في ارتباطهم بجولن، إلا أن المحكمة برأت 4 منهم وأحالت ال 17 الآخرين إلي المحاكمة، وبينهم الصحفية المخضرمة ناظلي اليجاق. من جانبه دعا اردوغان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلي «الاهتمام بشئونها» بدلاً من اتهامه بشن حملة قمع بسبب الملاحقات الجارية في تركيا بحق المشتبه بتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد قبل أسبوعين. وقال أردوغان في خطاب بالقصر الرئاسي إن «البعض يعطينا نصائح. يقولون إنهم قلقون. اهتموا بشئونكم! التفتوا إلي ما تحتاجون اليه أنتم!». كما أعلن أردوغان أنه قرر في بادرة حُسن نية إسقاط مئات الدعاوي القضائية المرفوعة ضد أشخاص متهمين بإهانة الرئيس موضحا أن العفو «لمرة واحدة فقط». وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أنه تم «تطهير» الجيش من كل العسكريين المرتبطين بالداعية فتح الله جولن الذي تتهمه الحكومة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة.وقال يلدرم في خطاب بالقصر الرئاسي «لقد نظفنا الجيش كله من عناصر جولن الذين كانوا متخفين بالزيّ العسكري». نفت الولاياتالمتحدة مجددا اي علاقة لها بمحاولة الانقلاب الفاشلة وذلك بعدما اتهم اردوغان جنرالا امريكيا كبيرا بالانحياز للانقلابيين. واكد البيت الابيض ان اي تلميح إلي ضلوع واشنطن في محاولة الانقلاب بتركيا «خاطيء بالكامل». وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية اريك شولتز ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يعتبر اردوغان «حليفا قريبا» مضيفا «نحن نتعاون سويا في العديد من الاولويات الدولية» بما في ذلك الحرب علي تنظيم داعش. وكان اردوغان قد اتهم قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط الجنرال جوزيف فوتيل «بالانحياز إلي الانقلابيين» بعدما اعرب الجنرال الامريكي عن قلقه من عواقب حملات التطهير الجارية في البلاد علي العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة. واكد الجنرال فوتيل ان الاتهامات الموجهة اليه لا اساس لها من الصحة وان اي معلومات تفيد بانه كان علي صلة بالمحاولة الانقلابية في تركيا خاطئة تماما. واضاف ان «تركيا شريك استثنائي وحيوي في المنطقة منذ سنوات ونقدر التعاون المتواصل معها ويسرنا ان نواصل شراكتنا ضد داعش». من جهة اخري قال مسئولون عسكريون إن الجيش التركي قتل 35 مسلحا من حزب العمال الكردستاني، بعد أن حاولوا اقتحام قاعدة في إقليم هكاري جنوب شرقي البلاد في وقت مبكر أمس .