اجتمع المجلس الأعلي للقوات المسلحة في تركيا أمس لأول مرة في مقر رئاسة الوزراء بقصر جانقايا في العاصمة أنقرة، بدلاً من الانعقاد كما هو معتاد داخل مبني رئاسة هيئة الأركان، وهو ما يدل بحسب وكالة فرانس برس الإخبارية علي الريبة التي تشعر بها السلطة. وقبل ساعات من بدء الاجتماع وغداة تسريح نحو 1700 عسكري، أعلن اثنان من أهم الجنرالات استقالتهما وهم قائد جيش البر إحسان أويار وقائد التدريب والعقيدة الجنرال كميل باش أوغلو. وافتتح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الاجتماع المتوقع أن يٌتخذ خلاله قرار بإجراء تعديلات كبيرة في الجيش الذي أقيل نحو نصف جنرالاته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ويأتي الاجتماع غداة الإعلان رسمياً عن عملية تطهير علي نطاق واسع في قيادة الجيش مع إقالة 149 جنرالاً وادميرالا، واستبعاد 1099 ضابطا. ويتناول الاجتماع كافة التفاصيل المتعلقة بمحاولة الانقلاب بالإضافة إلي الترقيات والتعيينات الجديدة داخل القوات المسلحة والضباط الذين سيحالون إلي التقاعد. ومن المقرر أن ينهي المجلس الأعلي أعماله خلال يوم واحد علي عكس السنوات السابقة التي كان يتواصل فيها الاجتماع علي مدي ثلاثة أيام. وقبل بدء الاجتماع زار رئيس الوزراء وأعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفي كمال اتاتورك، حيث أشاد يلدريم بالمواطنين الذين نزلوا إلي الشوارع لمناصرة الحكومة. من جانبه، قال وزير الداخلية افكان آلا لوكالة «إخلاص خبر» إن الشرطة ستحصل علي أسلحة ثقيلة. وكان نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يرغب منذ سنوات بتعزيز قوات الشرطة لموازنة نفوذ الجيش. في تطور آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إنه تم تسريح 88 من موظفي الوزارة، وذكر وزير الصحة التركي رجب آقداغ أن الوزارة أبعدت 5 آلاف و581 موظفاً بشكل مؤقت من عملهم. علي صعيد آخر، أظهرت بيانات وزارة السياحة أن عدد السياح الأجانب الوافدين إلي تركيا تراجع بأكثر من 40 % في يونيو وهو أكبر انخفاض في 22 عاما علي الأقل بعد عزوف السائحين عن التوجه إلي هناك. وتوقع بعض خبراء الاقتصاد تراجع إيرادات السياحة -أحد أعمدة الاقتصاد- بنسبة 25% العام الجاري مما قد يكلف البلاد نحو ثمانية مليارات دولار. في الوقت نفسه، قال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن تركيا تتلقي معلومات مخابراتية عن أن الداعية فتح الله جولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، ربما يهرب من الولاياتالمتحدة. وأضاف أنه قد يهرب إلي مصر أو استراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب إفريقيا. في تلك الأثناء، أعرب الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية عن القلق من الإجراءات التركية ضد المؤسسات الإعلامية، وأشار السكرتير العالم للأمم المتحدة بان كي مون إلي قلقه العميق إزاء موجة الاعتقالات المستمرة في تركيا.