الرئيس السيسي في انتظار نتائج اتصالات رئيس الوزراء ومستشاره للأمن عن احداث قري المنيا وبني سويف المتكررة لاقتلاع أسبابها من الجذور بعد أحداث قري كوم اللوفي وأبو يعقوب وطهنا الجبل بالمنيا وصفط الخرسا في بني سويف، والفشل في التنبؤ بها لإجهاضها مبكراً والتي نتج عنها مقتل ابن كاهن، ومن قبل بأيام كان الاعتداء علي ابنة كاهن وبعد التحقيق مع الجاني خرجت التقارير لتعلن انه مختل عقلياً! وكم كانت الواقعة التي اهتزت لها كل مصر مع اهدار كرامة الام سعاد ثابت.. ان هذه الاحداث تؤكد ان الفيروس كامن في الجذور نتيجة الجهل وانعدام الثقة، وفشل جلسات الصلح، واغلاق الجرح قبل تطهيره، حتي وجدنا من حق اي انسان ان يحرق منزلاً أو يعتدي علي آخر ومر الوقت دون اعلان نتائج تطبيق القانون علي الجاني، وللحساسية المفرطة يتم الإعلان بأن الاحداث جنائية وليست فتنة طائفية.. لذلك وجدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي ينبه في أكثر من مناسبة علي ضرورة ترسيخ دولة القانون والمساواة دون تفرقة بين مسلم ومسيحي.. والمطالبة بعقاب كل من يخطئ مهما كان شأنه.. لكن البعض انتهج اساليب ان الزمن كفيل بنسيان الاحداث المؤلمة فتكررت وهو ما دفع قداسة البابا تواضروس الثاني علي غير عادته لإلغاء عظة الاربعاء الماضي واستبدالها بدعوة الشعب للصلاة من أجل مصر حتي يعم السلام جميع ربوعها. وكان اسقف المنيا الانبا مكاريوس قد اعد تقريراً تضمن جميع وقائع الاحداث وقدمه لقداسة البابا الذي رفعه الي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذا كان تكليفه لرئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، ومستشاره للأمن اللواء احمد جمال الدين لإجراء اتصالات مع قيادات الداخلية والعدل في المنيا وبني سويف، والتنبيه علي تنفيذ القانون علي الجميع مهما كان شأنه دون الاعتماد علي الجلسات العرفية التي لم تؤت ثمارها خلال الفترة الماضية. ومن المؤكد ان الرئيس سيتلقي قريبا تقريراً عن نتائج هذا التحرك خاصة وقد ابدي كل المسئولين واعضاء البرلمان اهتمامهم بلقاء قداسة البابا والعمل علي تنفيذ توجيهات الرئيس. وأول أمس تحركت لجنة تقصي الحقائق بالبرلمان الي قري المنيا ونجوعها حيث يكمن «فيروس» التعصب والجهل نتيجة تفشي الأمية، وهو ما يتطلب جهداً مكثفاً من الدكتورة نسرين البغدادي مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لتشخيص المرض علي ارض الواقع، وفي الوقت نفسه اختيار وزارة الاوقاف للوعاظ اصحاب الفكر المعتدل الوسطي لعلاج الخلل الفكري الذي تم زراعته في الحقبة السابقة ويتطلب تصحيح المفاهيم والاستقواء بالوطن، وبالقطع أن موافقة البرلمان أوائل الشهر القادم علي مشروع بناء دور العبادة، والتصديق عليه سيحسم الكثير من الخلافات في كل المحافظات حتي يصبح التعايش والمحبة واقعاً.