خلال الربع الأخير من العام الحالي سوف يصطف اليابانيون في طوابير لدخول معرض فريد من نوعه. فالزائر سيجد نفسه في مواجهة الملك توت عنخ آمون الذي نجح في جذب اهتمام العالم كله منذ بدايات القرن الماضي. لكن الجديد هذه المرة أن الملك لم يرسل مجموعة مقتنياته الأصلية! بل عددا من القطع المقلدة تقليدا طبق الأصل للمجموعة الفريدة، وهكذا تستضيف مدينتا طوكيو وأوساكا علي مدار شهر كامل أول معرض للمستنسخات يضم القناع الذهبي، وكرسي العرش والعجلة الحربية وقطعا أخري عديدة. ويوضح د . خالد العناني، وزير الاثار أن المعرض سيضم150 قطعة «طبق الاصل»، من مجموعة»توت عنخ امون» الشهيرة، وقد انتجتها وحدة النماذج الأثرية بالمجلس الاعلي للأثار.. وأضاف أن الوحدة تعمل تحت مظلة قانون حماية الاثار رقم»17» لسنه 1983 وتعديلاته لسنة 2010.. الذي نص علي أن هذه الوحدة هي الوحيدة المسموح لها بعمل نماذج «طبق الاصل»، بمواصفات خاصة وعلامة سرية وذلك حماية لحقوق الملكية الفكرية، والعلامة التجارية لصالح الدولة مُمثلة في وزارة الاثار، ويشير الي أن هذه المعارض تعد خطوة في سبيل مساعي الوزارة للتعريف بالحضارة المصرية القديمة من خلال دعم آفاق التعاون المُشترك بين مختلف البلدان بما يسهم في عمليات التبادل المعرفي خاصة بين الدول العربية ذات الحضارات. ويكشف د . عمرو الطيبي، المدير التنفيذي لوحدة إنتاج النماذج ل»للأخبار»، أن هذه هي المرة الأولي التي تقوم فيها الوزارة بتنظيم معرض للمُستنسخات الأثرية باليابان، ويقول: يعكف الفنون حاليا علي وضع اللمسات الأخيرة للقطع التي سوف تشارك في المعرض، الذي سيضم نماذج متنوعة من مجموعة الملك»توت عنخ آمون».. ويوضح أنها تحاكي أروع وأجمل مُقتنيات مجموعة الملك»توت عنخ آمون»، التي عثر عليها في مقبرته بالبر الغربي بالأقصر.. وتتميز بأنها مُذهبة ومُطعمة بالأحجار شبه الكريمة، ومن أبرزها القناع الذهبي، وكرسي العرش، والشعائر والتابوت الذهبي، والعجلة الحربية، والمقاصير، ومجموعة من أثمن المجوهرات.. والصناديق الخشبية المُطعمة والمُذهبة، والقلادة، ومروحة صيد النعام.. ويشير إلي أنه في مقدمته النماذج نموذج طبق للأصل ل»كرسي عرش الملك، الذي يُعد قطعة فريدة ونادرة علي مستوي العالم، ورأس الملك تخرج من زهرة «اللوتس»، وسريره المُذهب بالإضافة إلي مجموعة نماذج للمعبودات من الآلهة منها نموذج الإله «بتاح»، معبود الحرف والفنون في مصر القديمة، ونموذج الإله»حورس»، والإلهة»سخمت»، و»أنوبيس»، والصندوق»الكانوبي» وهي مُقتنيات تجمع ذروة المهارة والإتقان في الفن المصري القديم، والحضارة الفرعونية.. ويوضح أن المعرض سيكون له مردود إقتصادي وسياحي كبير لمصر، خاصة أنه سيتم إصدار كتالوج مُصاحب له يتضمن صورا ومعلومات عن الملك»توت عنخ آمون»، إلي جانب بيع هدايا تذكارية بأسعار تبدأ من دولار واحد، حتي 10 آلاف دولار، من المُنتظر أن تصل حصيلة البيع إلي أكثر من مليون جنيه من بيع النماذج الآثرية»الهدايا التذكارية» وكلها من منتجات الوحدة، كما تقدر القيمة الإجمالية للمُستنسخات المُشاركة في المعرض بنحو 3.7 مليون جنيه، ويؤكد أن كل ما سبق هو إيراد إضافي بخلاف العائد المادي من نسبة حصيلة بيع تذاكر الدخول، أنه تم الإتفاق علي عدم تحمل الوزارة أي أعباء مالية أوتكاليف خاصة بإقامة المعرض، سواء النقل أو الشحن والتغليف والتأجير، بالإضافة إلي الحصول علي نسبة من بيع التذاكر.. ويقول: هذا إلي جانب المردود الإيجابي لتنشيط السياحة لمصر والتسويق للوحدة ومنتجاتها نظراً لأن العديد من اليابانيين والأجانب لايعلمون بوجود هذه الوحدة.. كما سيقام علي هامش المعرض احتفاليات ثقافية من الفنون التشكيلية والعروض الفنية التي تعبر عن عظمة ورقي الحضارة المصرية القديمة. أشرف اكرام