لا أعرف إلي أين يأخذنا وزير الأوقاف؟ كلام كثير حول تجديد الخطاب الديني، دون مردود ملموس. إصرار علي فرض الخطبة الموحدة المكتوبة في صلاة الجمعة، وكأنها مسألة كالقدر المحتوم، مع ضرب عرض الحائط بكل التحفظات، وكأن د.مختار جمعة قد احتكر الصواب، والحق انه يمارس أردأ ألوان الاحتقار لأصحاب الرؤي المختلفة معه، رغم انهم في الميزان اثقل وأعلم. فضيلته قرر تحويل الأئمة إلي ببغاوات أو ريكوردرات بدعاوي متهافتة، وبدلا من أن يهتم بتدريبهم، وصقل مهاراتهم، والارتقاء بثقافتهم، ومراكمة خبراتهم الدعوية. يستسهل، ويقرر توزيع الخطبة الموحدة عليهم، لتصدأ العقول، وتضيع الهمم، ويتساوي المجتهد مع البليد! من الآن فصاعدا، لن يعني أي خطيب التفاعل مع ما يحدث حول مسجده، أو في قريته أو مدينته من قضايا ومشاكل، مادامت الخطبة تتساوي مع «الشربة» الصالحة لكل الامراض في الأرياف قبل 50 سنة! من الآن فصاعدا، يمكن توقع انصراف العديد من المصلين عن الحضور لاستماع خطبة الجمعة، والاكتفاء باللحاق بالصلاة عند الاستماع للإقامة. ثم أليس الاسهل والأوفر أن يتم توزيع سيديهات شهرية، يشغلها مقيم الشعائر أو حتي خادم المسجد، وتوزيع الائمة علي وظائف أخري، أو فتح باب الاجازات دون مرتب، أو البحث لهم عن عقود عمل بالدول الإسلامية التي تقدر دور الإمام الأزهري مادام لا كرامة له في وطنه؟! إذا سأل وزير الأوقاف أهل العلم عن الخطبة الموحدة سيكون ردهم عليه إنها بدعة، فهل يليق ذلك في بلد الأزهر؟