تتجه وزارتا الزراعة والري الي استصلاح واستزراع 4 ملايين فدان في المرحلة القادمة مما يعمل علي زيادة مساحة الأراضي الزراعية بحوالي 50% عن المساحة الحالية وسوف تبدأ عملية الاستصلاح والاستزراع بحوالي مليون ونصف مليون فدان في المرحلة الأولي وسوف تتركز في الصحراء الغربية والشرقية وسيناء. لكن الحقيقة أن إنجاز هذا المشروع ليس بالسهولة التي يراها البعض حيث تعاني مصر من محدودية المياه اللازمة لري هذه المساحة المستهدفة وكذلك الفترة الزمنية لإنجازها وأيضا التمويل اللازم، لذلك فإن من المهم فتح أبواب الاستثمار للجميع سواء الدولة أو هيئات التمويل الدولية والمحلية أو المستثمرين وإعطاء الفرص المناسبة لكل منهم ليساهم في إقامة وتشغيل البنية التحتية أو الوحدات الانتاجية والخدمية التي تتطلبها المجتمعات الجديدة إلا أنه من الضروري أن يتم تنفيذ التنمية المنشودة لمشروعات استصلاح الأراضي. إن المياه الجوفية بالصحراء الغربية تقع ضمن الخزان الجوفي للحجر الرملي النوبي والذي يشمل كلا من مصر وليبيا والسودان وتشاد وكذلك من المعروف أن المياه الجوفية بالصحراء الغربية غير متجددة وتكفي لري المساحة المستهدفة بها لمدة تتراوح بين 100 إلي 150 عاما حيث إن زيادة السحب من هذه المياه يزيد من ملوحتها علي المدي البعيد ولذلك يجب ترشيد استخدام مياه الري للحصول علي أعلي محصول ممكن باستخدام أقل كمية ممكنة من الماء لزيادة كفاءة استعماله وذلك باستخدام العديد من التقنيات الحديثة مثل الري بالرش والتنقيط. لذلك فإنني أوجه نظر القائمين علي عملية استصلاح واستزراع المساحة المستهدفة وهي المليون ونصف المليون فدان في المرحلة الأولي أن يكون قد تم تطبيق نماذج وبرامج محددة علي أراضي هذه المساحات وذلك لتحديد صلاحيتها للاستزراع وكذلك ملاءمتها لزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية والتي تناسب نوعية هذه الأراضي والبيئة المحيطة بها حتي لا توجد مشاكل بعد البدء في الاستصلاح والاستزراع في المستقبل. يجب أيضاً تحديث خرائط هذه الأراضي بأنواعها وإعداد قاعدة بيانات وبنك معلومات حديث عن هذه الأراضي ومصادر المياه فيها ووضع الأسس المناسبة لتصنيفها بما يتمشي مع النظم الدولية كما هي أو بعد تعديلها بما يتلاءم مع الظروف المحلية بحيث تكون مناسبة لخدمة الأغراض العلمية والتطبيقية للاستثمار والتنمية وكذلك يجب إعداد خرائط الاستخدام للأراضي المستهدف استصلاحها وتحديد الأراضي البور وتقييم ظروفها المرتبطة باستثمارها الأمثل حيث يتم توزيعها علي المستثمرين لإقامة البنية الأساسية والداخلية وأعمال الاستصلاح وهذا يوفر علي الدولة تكلفة الاستصلاح حيث توجه لاستصلاح أراضٍ أخري في مناطق مجاورة. ومن المهم أيضاً أن يكون قد تمت دراسة التركيب الجيولوجي للمناطق المستهدف استصلاحها واستغلالها وذلك لتفادي دخول هذه المياه المستخدمة في ري هذه المساحات أو تحت البنية الأساسية للإنشاءات التي تقام في هذه المناطق من خلال الفوالق أو الشقوق الطبيعية لتصل إلي تكوينات جيولوجية طبيعية سهلة الذوبان (جبس - كربونات - أملاح قابلة للذوبان) وبالتالي تدخل تحت التربة وتسبب نقصا في الاحتياجات المائية للمحاصيل أو مشاكل للبنية الأساسية.